وصل رئيس هيئة "الحشد الشعبي"، فالح الفياض، مساء اليوم الإثنين، إلى موسكو، في زيارة لم يكشف عنها مسبقاً، وبينما أكد مكتبه أن الزيارة تهدف لتعزيز العلاقات المشتركة، كشفت مصادر عن بحث الفياض إمكانية تزويد روسيا العراق بمنظومات دفاع جوي.
الزيارة تأتي في ظل ترقب في العراق بعد تعرض مقرات لـ"الحشد الشعبي" لقصف، اتهمت بتنفيذه دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتجري السلطات العراقية تحقيقات بشأنها.
الفياض الذي يمثل الخط القريب للحكومة بـ"الحشد"، لم يعلن عن زيارته لروسيا في وقت سابق، فيما ذكر مكتبه ببيان، صدر مساء اليوم، أنّ "الفياض التقى في العاصمة الروسية موسكو أمين عام مجلس الأمن القومي لروسيا الاتحادية نيكولاي باتروشيف في اجتماع مشترك ضم عدداً من مسؤولي قطاعات التعاون العسكري – التقني، وعدداً من مسؤولي قطاعات التعاون المشترك الأخرى بين البلدين"، مبيناً أنّ "اللقاء تم خلاله بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها، واستعراض الأوضاع في العراق والمنطقة، وجهود مكافحة الإرهاب".
وأكد أن "اللقاء حضره نائب أمين عام مجلس الأمن القومي الروسي ونائب وزير الخارجية وعدد من مسؤولي الأركان الروسية ومسؤولي الهيئة الفيدرالية للتعاون العسكري التقني"، مشيراً إلى أنّ "الفياض سيلتقي يوم غد بالمبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سورية ألكسندر لافرينتييف".
وكانت روسيا قد تعهدت، في وقت سابق، بدعم العراق في مجلس الأمن الدولي من أجل زيادة دفاعاته الجوية، بعدما تعرضت معسكرات "الحشد" للاستهداف.
من جهته، كشف مسؤول حكومي عراقي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "زيارة الفياض لروسيا تمت بالتنسيق مع رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، وأنّه سيبحث إمكانية تزويد روسيا العراق بمنظومات دفاع جوي"، مبيناً أن "المباحثات ستكون أولية، إذ ليس هناك قرار رسمي بالحصول على المنظومة".
وأشار إلى أنّ "الموضوع قيد البحث حاليا، خاصة وأنّ هناك جهات سياسية تضغط على الحكومة بالحصول على المنظومة، وتحاول استغلال هذا الملف ضدها".
وتضغط جهات سياسية موالية لـ"الحشد الشعبي" على الحكومة للحصول على منظومة دفاع جوي متطورة من روسيا. وقال النائب عن ائتلاف دولة القانون، (بزعامة نوري المالكي) منصور البعيجي، في بيان إنّه "يتحتم على رئيس الحكومة عادل عبد المهدي التحرك سريعاً لشراء منظومة دفاعية، وعدم التأخر، خاصة بعد استهداف معسكرات الحشد".
وأشار إلى أن "روسيا تطمح لتزويد العراق بالمنظومة"، داعياً الحكومة إلى "عدم التأثر بأي ضغط خارجي قد تمارسه أميركا لعرقلة شراء المنظومة أو أي دولة أخرى"، لافتاً إلى أن "البرلمان سيعمل لفصله التشريعي الجديد لتوفير هذه المنظومة".