ويأتي هذا الأمر، بحسب ما أوردت بعض الصحف الإسرائيلية، وبينها "يديعوت أحرونوت"، في محاولة من ريفلين لتكثيف الضغوط على كل من رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو، وزعيم حزب "كاحول لفان" بني غانتس، لحثهما على السعي للتوصل إلى حكومة وحدة، لا سيما أنّ الاثنين أعلنا عن تشكيل لجنة مفاوضات عقدت، أمس الثلاثاء، جلستها الأولى.
ريفلين يدرس تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة
غير أن "إيديعوت أحرونوت" نقلت أيضا أن الرئيس الإسرائيلي يدرس تكليف نتنياهو، مساء اليوم، بمهمة تشكيل الحكومة القادمة، سواء حدث تقدم في الاتصالات من أجل حكومة وحدة أم لا.
ويعتزم الرئيس أن يلتقي، مساء اليوم مرة أخرى، بكل من نتنياهو وغانتس، وليس مستبعدا أن يكون الحديث عن محاولة من جانب الرئيس للضغط على الطرفين حتى لا يعتقدا أن مقر الرئيس يمكن أن يشكل "ذريعة لتأخير تشكيل الحكومة أو المماطلة واستنزاف الوقت".
وكان من المفروض أن يعلن الرئيس الإسرائيلي عن قراره بالتكليف، اليوم الأربعاء، بعد أن يتسلم النتائج الرسمية والنهائية للانتخابات الإسرائيلية.
ولم تغيّر النتائج النهائية شيئاً في توزيع المقاعد بين المعسكرين الرئيسيين، سوى انتقال مقعد واحد من حزب "يهدوت هتوراة" الذي يتراجع إلى 7 مقاعد، بدلاً من 8 لصالح "الليكود" الذي يرتفع من 31 مقعداً إلى 32 مقعداً.
ومع ذلك، فإنّ التوزيع الأساسي للمعسكرين بين مؤيدي نتنياهو وبين معارضيه ظل كما هو؛ 55 مقعداً في معسكر نتنياهو، مقابل 43 مقعداً لمعسكر غانتس، مع 7 مقاعد لحزب "يسرائيل بيتينو" برئاسة أفيغدور ليبرمان، و13 مقعداً لـ"القائمة المشتركة للأحزاب العربية".
ويعتزم ريفلين إرجاء قراره للأسبوع المقبل، مع ترجيح تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة في المرحلة الأولى، ومنحه المهلة الرسمية الأولى 28 يوما.
وعلى الرغم من عقد ممثلي "الليكود" و"كاحول لفان" جلسة مفاوضات أولى، أمس الثلاثاء، إلا أنّ فرص تشكيل حكومة وحدة بين الحزبين الكبيرين تبدو حالياً ضئيلة، لا سيما في ظل إصرار عضو الكنيست يئير لبيد، من تحالف "كاحول لفان"، على معارضته المشاركة في حكومة وحدة برئاسة نتنياهو.
ومن المتوقع أن تتواصل، خلال الأسبوع الحالي والمقبل، تصريحات وتسريبات متناقضة حول ما يدور في جلسات المفاوضات بين "كاحول لفان" وبين "الليكود"، مثل إعلان "الليكود"، أمس الثلاثاء، أنّ حزب "كاحول لفان" لم يعارض خيار التناوب في رئاسة الحكومة مع نتنياهو، وأن يكون نتنياهو الأول في تولّي المنصب، وهو ما سارع حزب "كاحول لفان" وزعيمه غانتس إلى نفي صحته.
وينتظر أن تبدأ المفاوضات الحقيقية، الأسبوع المقبل، بعد التكليف رسمياً، لكن فرص حل العقبات من كلا الحزبين الرئيسيين تبدو، على الأقل في المرحلة الحالية، ضعيفة، لا سيما أنّ المدة التي يحددها القانون الإسرائيلي لتشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات التي جرت في 17 سبتمبر/ أيلول، تنتهي في الخامس من يناير/ كانون الثاني المقبل.