نصب المستوطنون في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، الثلاثاء، خياماً لاستقبال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يستعد لاقتحام المدينة غداً الأربعاء، في الساعة الخامسة عصراً، وسط إجراءاتٍ أمنية مُشددة، وقبل أسبوعين من موعد إجراء الانتخابات الإسرائيلية الشهر الحالي، فيما شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءاتها الأمنية في البلدة القديمة من الخليل.
وقال منسق تجمع مدافعين عن حقوق الإنسان في الخليل عماد أبو شمسية، لـ"العربي الجديد"، إن "المستوطنين نشروا ثلاث خيام ضخمة في منطقة تل إرميدة في البلدة القديمة من الخليل، تحديداً عند مدخل مستوطنة (رامات يشاي) المقامة على أراضي الخليل، أو ما تعرف بالمنطقة المسماة (تُربة اليهود)، وجلبوا ألواحاً خشبية ضخمة استعداداً لاقتحام نتنياهو، إضافة إلى خيمة أُخرى نصبوها شرق الحرم الإبراهيمي الشريف، وخيمة ثالثة في المنطقة التي يستخدمها اليهود للصلاة في الحرم الإبراهيمي".
Twitter Post
|
وفيما يتعلّق بالإجراءات الأمنية الإسرائيلية في المنطقة، قال أبو شمسية: "لقد شهدت منطقة تل إرميدة، الإثنين، وجوداً عسكرياً مكثفاً لجنود الاحتلال، فأغلب بيوت المنطقة تم اعتلاء أسطحها وتفتيشها، والتأكد من مداخلها".
ودعا الناشط عماد أبو شمسية الفلسطينيين في البلدة القديمة من الخليل، حيثُ يقع الحرم الإبراهيمي، وفي منطقة تل إرميدة المقابلة للبلدة القديمة، إلى رفع الأعلام الفلسطينية على المنازل رفضاً لزيارة نتنياهو، بينما وجّه الناشط ضد الاستيطان عيسى عمرو نداءً لأهالي مدينة الخليل في البلدة القديمة؛ خصوصاً في محيط المسجد الإبراهيمي ومقابل مستوطنة "الدبويا" المقامة على أراضي الخليل حتى تل إرميدة؛ لرفع أعلام سوداء على أسطح منازلهم رفضاً لزيارة رئيس وزراء دولة الاحتلال.
Facebook Post |
وقال عمرو، عبر صفحته على موقع "فيسبوك": "نداء للأهالي بعدم التعاطي مع الزيارة ونبذ ومقاطعة أية شخصية فلسطينية تحاول استقباله، نتنياهو غير مرحب به في مدينة الخليل، وإن شاء الله تكون هذه الزيارة سبب سقوطه في الانتخابات".
بدوره، قال نائب محافظ الخليل خالد دودين، لـ"العربي الجديد"، إن "زيارة نتنياهو لن تغير الوضع التاريخي أو الديني للحرم الإبراهيمي الشريف الذي يضاف لسلسلة جرائم الاحتلال، ونترجم زيارته من أجل حصد مزيد من الأصوات في معركته الانتخابية، واستقطاب متطرفي مستوطنات الخليل".
وحول إجراءات محافظة الخليل بشأن اقتحام نتنياهو، أوضح دودين أن خضوع الحرم الإبراهيمي للسيطرة العسكرية الإسرائيلية يمنع أية إجراءات للمحافظة، وبذلك اكتفى دودين بدعوة المواطنين في الخليل لتكثيف وجودهم في الحرم الإبراهيمي.
من ناحيتها، حذّرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، في بيان لها، من خطورة الأوضاع في المسجد الإبراهيمي، وذلك إثر قيام المستوطنين بنصب الخيام في تل إرميدة وسط الخليل تمهيداً لاقتحام نتنياهو لمدينة الخليل وبلدتها القديمة والحرم الإبراهيمي، بحجة المشاركة في طقوس رسمية لإحياء الذكرى التسعين لأحداث ثورة البراق، والترويج لرواية الاحتلال إزاء ما حصل فيه.
وأكدت الأوقاف الفلسطينية أن زيارة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي لمدينة الخليل وهي الأولى منذ عام 1998 هي "تصعيد خطير ومساس بمشاعر المسلمين وجر المنطقة لحرب دينية ستكون لها عواقب كبيرة"، مستذكرة زيارة أرئيل شارون إلى المسجد الأقصى في عام 2000.
وأشارت الأوقاف الفلسطينية إلى أن سلطات الاحتلال أبلغت سكان حي تل إرميدة والبلدة القديمة من الخليل ومحيطها بـ"إجراءات تضييقية بالمواطنين الفلسطينيين تمهيداً لتلك الزيارة المشؤومة مثل إغلاق الحرم الإبراهيمي الشريف أمام المصلين وحظر التجوال والتحرك".
ونددت وزارة الأوقاف الفلسطينية بالمطالبة لوزراء وأعضاء كنيست من أحزاب (الليكود) و(شاس) وتحالف اليمين رئيس وزراء حكومة الاحتلال بالسماح ببناء حي يهودي بمجمع السوق اليهودي في الخليل.
ودعت وزارة الأوقاف الفلسطينية أبناء الشعب الفلسطيني إلى "حماية المسجد الإبراهيمي ومنع كافة المخططات الإسرائيلية التي تهدف للسيطرة عليه وإبعاد المسلمين عنه"، فيما وجهت الوزارة "نداء استغاثة للمجتمع الدولي بضرورة إيقاف الممارسات الأخيرة خشية اشتعال المنطقة بأسرها".