ويوظف نتنياهو، ذكرى الإبادة والتحرير، لحث رؤساء الدول المشاركة وأبرزهم رؤساء روسيا وألمانيا وإيطاليا ونائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، لممارسة الضغوط على المحكمة الجنائية الدولية لجرائم الحرب في لاهاي، لمنعها من فتح تحقيق في جرائم الحرب الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وكانت وفود الدول المشاركة بدأت في الوصول إلى فلسطين المحتلة منذ مطلع الأسبوع. إذ وصل حاكم أستراليا، ديفيد هارلي، تلاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي وصل، أمس الثلاثاء، على أن يصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، غداً الخميس، موعد مشاركة الرؤساء في جلسة تستمر نحو ثلاث ساعات، تحت شعار "نذكر أوشفيتس ونحارب العداء للسامية".
ويعتزم رئيس حكومة الاحتلال، بحسب تصريحات أطلقها، أمس الثلاثاء، خلال افتتاح المعركة الانتخابية لحزب "الليكود"، بحث الملف الإيراني مع رؤساء الدول وحثهم على تصعيد الضغوط الاقتصادية على إيران.
في المقابل، أعلن الرئيس البولندي، أندجي دودا، عدم مشاركته في المؤتمر الذي ينظمه ما يسمى منتدى "المحرقة"، ويقوده رئيس الكونغرس اليهودي في أوروبا، موشيه كنتور. ويعقد المؤتمر في القدس المحتلة في مركز إحياء ذكرى ضحايا المحرقة "ياد وشيم". ورأى دودا أن عقد المؤتمر في القدس المحتلة هو غير طبيعي لأنه يفترض أن يعقد بالذات في بولندا، موضحاً أن عقده في القدس هو مناورة سياسية من قبل الحكومة الإسرائيلية.
وبحسب ما نقل موقع "هآرتس"، فقد أكد الرئيس البولندي خلال لقاء له أمس في بولندا مع منظمات يهودية، أن "مكان تنظيم نشاطات اليوم الدولي لذكرى ضحايا النازية هو معسكر الإبادة النازي أوشفيتس".
وأضاف "فوجئت بتلقي الدعوة للنشاطات في "ياد فشيم"، لإحياء ذكرى 75 عاماً على تحرير معسكر أوشفيتس". ولفت الرئيس البولندي إلى أنه كان يعتزم المشاركة في المؤتمر غير أنه لم يُسمح له بإلقاء كلمة في المؤتمر خلافاً لزعماء آخرين، لذا قرر عدم المشاركة.
والجدير بالذكر أن السابع والعشرين من يناير/كانون الثاني، من كل عام هو الموعد الرسمي لهذه الذكرى. لكن رئيس حكومة الاحتلال، قرر هذا العام بشكل غير مسبوق تنظيم أعمال المؤتمر في القدس المحتلة، وذلك لتوظيف فعاليات المؤتمر، لصالح الدعاية الإسرائيلية وإدخال كل انتقاد أو نشاط معارض لسياسات دولة الاحتلال والصهيونية تحت بند العداء للسامية، وهو ما يفسر عقد المؤتمر هذا العام تحت عنوان "نذكر الهولوكوست ونحارب العداء للسامية".
كما يرتبط هذا القرار بالخلاف والأزمة في العلاقات بين إسرائيل وبولندا، بعد أن أقرت الأخيرة قبل عامين قانوناً يجرم جنائياً كل من يحمل بولندا مسؤولية رسمية عن جرائم النازية، على اعتبار أن بولندا كانت أول دولة قامت ألمانيا النازية بغزوها واحتلالها، وهو ما أشعل الحرب العالمية الثانية.
وكان الرئيس البولندي، أعلن في مناسبات سابقة أنه لن يزور إسرائيل قبل أن يعتذر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن تصريحات عدائية ضد الشعب البولندي قال فيها إن البولنديين "رضعوا عداءهم لليهود مع حليب أمهاتهم".
وعلى الرغم من توظيف الحركة الصهيونية ودولة الاحتلال للمحرقة النازية لتبرير سياساتها ونشأتها على أنقاض الشعب الفلسطيني بزعم حماية اليهود، إلا أن معطيات رسمية في إسرائيل تشير إلى أنه يعيش فيها اليوم نحو 150 ألف يهودي ممن نجوا من النازية، لكن 30 بالمائة منهم يعيشون تحت خط الفقر.