وكتب ترامب، في التغريدة التي نشرها بالإنكليزية ولاحقاً بالفارسية: "وزير الخارجية الإيراني يقول إن إيران ترغب في التفاوض مع الولايات المتحدة، لكنها تريد رفع العقوبات... لا شكراً!".
Twitter Post
|
وكان الرئيس الأميركي يردّ على كلام وزير الخارجية الإيراني، في معرض جوابه عن سؤال للصحيفة بشأن ما إذا كانت طهران ترفض إمكانية التفاوض مع الولايات المتحدة بعد اغتيالها قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني، حيث أكد قائلاً: "لا. أنا لن أستبعد أن يغيّر الناس توجههم ويقبلوا بالحقائق. لا يهمنا من يحكم البيت الأبيض، لكن ما يهمنا هو سلوكهم، وإدارة ترامب يمكنها تصحيح ماضيها ورفع العقوبات والعودة إلى طاولة المفاوضات، ونحن ما زلنا على طاولة التفاوض، وهم من تركها".
بدوره، ردّ وزير الخارجية الإيراني، اليوم الأحد، بنشر مقتطف من مقابلة "دير شبيغل" التي نشرت يوم الجمعة، إذ شدد على أن إيران لا تزال منفتحة على المفاوضات مع أميركا إذا رُفعَت العقوبات.
Twitter Post
|
وعلّق ظريف على المقتطف بتغريدة قال فيها: "سيكون من الأفضل لدونالد ترامب أن يبني بياناته وقراراته المتعلقة بالسياسة الخارجية على الحقائق، وليس على عناوين أخبار "فوكس نيوز" أو ما يقوله مترجموه باللغة الفارسية".
صحيفة لظريف: كيف تقبل التفاوض؟
إلى ذلك، هاجمت صحيفة "كيهان" الإيرانية المحافظة بقسوة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، لإعلانه استعداد طهران للتفاوض مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد اغتيال قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني، شريطة رفعه العقوبات عنها.
وفي مقال بعنوان "وزير خارجية أية إيران؟!"، نشرته صحيفة "كيهان"، الأحد، وجّه مديرها حسين شريعتمداري انتقادات لاذعة لظريف على خلفية رده على سؤال لمجلة "دير شبيغل" الألمانية عما إذا كانت هناك إمكانية لتتفاوض طهران مع واشنطن بعد اغتيال سليماني، حيث أكد وزير الخارجية الإيراني وجود فرصة للتفاوض، بشرط أن ترفع الإدارة الأميركية العقوبات عن إيران.
وعلّق شريعتمداري على إجابة ظريف عن السؤال بنقاط عدة في مقاله، قائلاً إن الرئيس الأميركي أعلن صراحة أنه أصدر أوامر باغتيال سليماني، متسائلاً: "ما هو هدف السيد ظريف من التفاوض مع قاتل الجنرال الشهيد سليماني؟"، و"ألا تعني تصريحاته هذه تجاهله دماء الجنرال سليماني ورفاقه؟".
وأشار مدير "كيهان" إلى "المشاركة المليونية الحاشدة" في تشييع جثمان سليماني في إيران والعراق، وقال إن هذه الجماهير نادت بـ"ضرورة الانتقام من أميركا"، ليتهم ظريف بـ"معارضة هذا المطلب للشعب الإيراني"، متسائلاً "أنت وزير خارجية أية إيران؟".
كذلك ذهب شريعتمداري بعيداً في اتهاماته لوزير خارجية إيران ليتهمه بـ"تجاهل حديث لمؤسس الثورة الإسلامية في إيران، آية الله الخميني، حول أن "أميركا هي الشيطان الأكبر""، مخاطباً إياه بالتساؤل: "أميركا يجب أن ترتكب أي مؤامرة أو عمليات قتل وإبادة للأبرياء، ونقض عهد واتفاق، لكي تعتبرها أنت الشيطان الأكبر كالشعوب الحرة؟".
وذكّر مدير صحيفة "كيهان" وزير الخارجية الإيراني بتصريحات له، أدلى بها في جامعة "العلامة طبطبائي" بالعاصمة الإيرانية قبل أشهر، قال فيها إن "لا أحد يمكنه أن يثق بتوقيع أميركا" على أي اتفاق، بعد انسحابها من الاتفاق النووي، ليسأله عن دافعه في الحديث عن التفاوض مع واشنطن "خلافاً لرأيه السابق".
وأشار شريعتمداري إلى جانب آخر من رد ظريف على سؤال "دير شبيغل"، قال فيه الوزير الإيراني إن "إدارة ترامب يمكنها تصحيح ماضيها ورفع العقوبات والعودة إلى طاولة المفاوضات، ونحن ما زلنا باقين على طاولة التفاوض وهم تركوها"، ثم علّق على ذلك مدير "كيهان" ليخاطب ظريف بالقول إنه "إذا ما افترضنا، وهو مستحيل، أن السيد ترامب يقبل نصيحتك ويتراجع! ويرفع العقوبات! حينئذ على أي موضوع وملف ستتفاوضون مع أميركا؟!".
وأضاف شريعتمداري، المعروف بمواقفه المتشددة، أن واشنطن "أعلنت مرارا وتكرارا أن مواضيع التفاوض هي إيقاف عجلة الصناعات الصاروخية الإيرانية، والتخلي عن دعم جبهة المقاومة"، مشدداً على أنه "لو لم تكن هذه الصناعات الصاروخية لقاموا بتسوية إيران بالأرض خلال ليلة واحدة".
واتهم ظريف بـ"تناسي الأداء الملحمي القوي لصواريخ الحرس" بعد قصف قواعد أميركية بالعراق، ردا على اغتيال سليماني، مذكّرا إياه بتأكيد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، مرة أخرى، رفض التفاوض مع واشنطن، خلال خطبة صلاة الجمعة، في السابع عشر من الشهر الجاري، والتي كانت الأولى له منذ 8 سنوات، وقد تطرق فيها إلى اغتيال قائد "فيلق القدس"، ووجه فيها رسائل عدة للإدارة الأميركية، قائلا إن الهجمات الصاروخية على "عين الأسد" كانت "ردا أوليا" على هذا الاغتيال، وإنها مثلت "ضربةً لهيبة أميركا واستكبارها".
ووصلت درجة التوتر بين إيران والولايات المتحدة إلى أعلى مستوياتها في عقود، بعد أن اغتالت الولايات المتحدة قائد "فيلق القدس" الإيراني في هجوم بطائرة مسيَّرة في بغداد في الثالث من يناير/ كانون الثاني.
والجمعة، قالت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي إن مسؤولين كباراً في وزارة الخارجية سيقدمون لأعضاء اللجنة إحاطة سرية حول السياسة المتعلقة بإيران الأسبوع المقبل، وسط مساعٍ لإصدار تشريع يحدّ من قدرة ترامب على شنّ حرب على طهران.
وسيكون المبعوث الأميركي الخاص بإيران، برايان هوك، في صدارة من يقدّمون الإحاطة الثلاثاء.
ودفع مقتل سليماني ونائب قائد "الحشد الشعبي" العراقي أبو مهدي المهندس إلى الانتقام بتوجيه ضربات صاروخية ضد القوات الأميركية في العراق بعد أيام، كما كاد يشعل حرباً أوسع بين الدولتين.
وكان التوتر يتصاعد بالفعل بين الدولتين منذ أن أعلن ترامب في 2018 انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي أُبرم بين إيران والقوى العالمية في عام 2015، وأعاد فرض العقوبات التي قلّصت صادرات النفط بشدة وأضعفت الاقتصاد الإيراني.