يستمر الجدل في أفغانستان بشأن نتيجة الانتخابات الرئاسية التي أعلنتها لجنة الانتخابات، والتي أعلن فيها عن فوز الرئيس أشرف غني بولاية ثانية، تسلّم الأخير على أثره، اليوم الأربعاء، وثيقة الفوز من لجنة الانتخابات الوطنية، في الوقت الذي أصدر فيه الرئيس التنفيذي عبد الله عبد الله، وهو منافس غني، قراراً بمنع أعضاء لجنة الانتخابات من السفر إلى الخارج.
وعقدت لجنة الانتخابات، بهذه المناسبة، اجتماعاً في مقرها حضره أعضاء اللجنة ونائبا الرئيس الأفغاني، أمر الله صالح وسرور دانش، وعدد كبير من أنصاره. وشكر غني، في كلمة له، لجنة الانتخابات على "نزاهة العملية الانتخابية"، مشدداً على أنه "لم يتدخل في سير عملية الانتخابات، وكانت اللجنة حرة في اتخاذ خطواتها".
من جانبها، قالت رئيسة لجنة الانتخابات حواء عالم نورستاني، في كلمة لها بهذه المناسبة، إن جميع خطوات لجنة الانتخابات، وسير العملية الانتخابية، كانت وفق دستور البلاد، وكانت اللجنة حرة في أعمالها.
على الضفة الأخرى، طلب عبد الله عبد الله، من الداخلية الأفغانية، اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لمنع أعضاء لجنة الانتخابات من السفر إلى الخارج، حتى تبت المحاكم في حقهم. ولكنه لم يتحدث حول المحاكم وأنواع قضاياهم.
من جانبه، قال المتحدث باسم مكتب عبد الله عبد الله، مجيب رحيمي، في تصريح صحافي له، إن "هناك خشية من هروب أعضاء لجنة الانتخابات من البلاد، لذا أصدر الرئيس التنفيذي قرارا بمنعهم من السفر".
وكان عبد الله عبد الله قد اتهم، أمس الثلاثاء، أعضاء لجنة الانتخابات بأخذ الرشاوى، أو وعود مستقبلية من الرئيس.
من جانبه، رفض المتحدث باسم الداخلية الأفغانية، نصرت رحيمي، في تصريح صحافي، العمل على قرار عبد الله عبد الله. وقال إن "قرار منع أي شخص من السفر يأتي من قبل مكتب المدعي العام، أو من قبل المحكمة العليا، والداخلية الأفغانية تعمل وفق القانون".
في الأثناء، عقد نائب الرئيس الأفغاني، الجنرال دوستم، وهو من معارضي الرئيس ومؤيدي عبد الله عبد الله، مهرجاناً شعبياً اليوم في إقليم جوزجان، شمال أفغانستان، وقال في خطاب له إنه "يؤيد موقف عبد الله عبد الله وفوزه بالرئاسة"، مؤكدا أنه "سيدافع عن آراء المواطن، ويرفض نتيجة الانتخابات".
يذكر أن "لجنة الانتخابات الوطنية أعلنت، أمس، النتيجة النهائية للانتخابات الرئاسية التي جرت في سبتمبر/ أيلول الماضي. وبحسب إعلان اللجنة، فإن غني حصل على نسبة 50.64 في المائة من الأصوات، بينما حصل منافسه عبد الله عبد الله على 39.39 في المائة من الأصوات. فيما جاء زعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار في المرتبة الثالثة، بعد أن حصل على 3.85 في المائة من الأصوات.
وفور إعلان النتيجة، أعلن منافس الرئيس عبد الله عبد الله، أيضاً، فوزه برئاسة أفغانستان، رافضا النتيجة التي أعلنتها لجنة الانتخابات، ومؤكدا أن اللجنة تلاعبت في آراء المواطنين، ومشيرا كذلك إلى أنه يعمل لتشكيل حكومة شعبية شاملة.
كذلك ذكر عبد الله عبد الله، في مؤتمر صحافي مع جمع كبير من أنصاره، أن لجنة شكاوى الانتخابات قررت إبطال 300 ألف صوت، بالتالي هو فائز بالانتخابات الرئاسية وسيقوم بتشكيل حكومة شعبية شاملة.
وبالإضافة إلى عبد الله، رفض ثلاثة مرشحين للرئاسة نتيجة الانتخابات، هم زعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار، ورئيس الاستخبارات السابق رحمت الله نبيل، وعبد اللطيف بدرام، متهمين لجنة الانتخابات بالتحيز لمصلحة أحد المرشحين.
كذلك اعتبر الرئيس السابق حامد كرزاي عملية الانتخابات بأنها "مشروع غير وطني"، مبيناً أنه توقع منذ البداية أن العملية "ستفجر أزمة في البلاد وهو ما حصل الآن"، مؤكداً في بيان له أن "كان الأحرى التركيز على المصالحة بدلاً من الانتخابات".
إلى ذلك، ذكرت الرئاسة الأفغانية، في بيان، أن الرئيس أشرف غني اتقى مساء اليوم بالمبعوث الأميركي الخاص للمصالحة الأفغانية زلماي خليل زاد، وناقش معه مستجدات المصالحة الأفغانية والوضع ما بعد موافقة "طالبان" على خفض وتيرة العنف.