أسبوعان فقط بقيا أمام رئيس الحكومة التونسية المكلف، الياس الفخفاخ، لتشكيل حكومته والذهاب لنيل ثقة البرلمان.
وبين ضغط الوقت وشروط الأحزاب، يقف الفخفاخ حائراً في كيفية الخروج من هذه الورطة، التي ستكون تداعيات فشلها وخيمة على التونسيين، إذ تفتح الباب على سيناريوهات الفراغ الحكومي، وتعطل دواليب الدولة، وشبح إعادة الانتخابات بتكلفتها السياسية والمادية الباهظة على الجميع.
ودفعت "حركة النهضة" بالفخفاخ إلى الزاوية بتصعيد رئيسها، راشد الغنوشي، أمس الأربعاء، وتأكيده بصفة قطعية أنه لن يمنح الثقة لحكومة الفخفاخ، إذا أقصى حزب "قلب تونس" وكتلتي "الإصلاح الوطني" و"المستقبل".
وقال الغنوشي: "إذا واصل في طريق إقصاء "قلب تونس" أو غيره، فلن نمنح له الثقة في البرلمان. دفاعي ليس عن حزب "قلب تونس"، بل عن مبدأ وقيمة ضحّيت من أجلهما. نحن أكثر من اكتوى بنار الإقصاء"، مضيفاً: "50 سنة ونحن نعاني من الإقصاء، من نظام بورقيبة وثم من بن علي، و"النهضة" لن تمنح الثقة للحكومة في حال عدم تكوين حكومة وحدة وطنية"، مؤكداً أن هذه ليست مناورة سياسية، ولا عناداً، بل تقدير للمصلحة الوطنية"، مشدداً على أن "على الفخفاخ العودة إلى الحق، فهو خير من التمادي في الخطأ".
هذا الموقف القوي من الغنوشي لم يبقِ أمام الفخفاخ سوى ثلاثة سيناريوهات ممكنة: إما الاستجابة وبحث صيغة تحقق توسيع المشاورات، وإما المغامرة والذهاب إلى البرلمان من دون التأكد من جمع الـ109 أصوات اللازمة، أو الاستقالة وإتاحة الفرصة أمام الرئيس قيس سعيد لتكليف شخصية أخرى، تجتهد في الأسبوعين الباقيين دستورياً لتشكيل الحكومة، على الرغم من أنها صيغة لم يتوقعها الدستور، ولكنه لم يمنعها في ذات الوقت، وهي الصيغة التي تمكن من تفادي سيناريو إعادة الانتخابات.
ردّ معاوني الفخفاخ على شروط الغنوشي كان متضارباً، بين من يؤكد أنه لن يتراجع عن موقفه بعدم تشريك "قلب تونس"، وبين من يرى أن الفرصة لا تزال موجودة لبحث صيغة تفاهم تضع حداً للخلاف.
ويفسر النهضويون في مختلف مواقفهم وتصريحاتهم، أنه لا يمكن حركتهم الاشتراك مع أحزاب "التيار"، و"الشعب"، و"تحيا تونس" في حكومة، لأنها لا تثق بهذه الأحزاب التي بيّنت الأحداث منذ الانتخابات أنها تعارضها في كل شيء، وتعمل على ضربها، وتحجيم دورها في كل مناسبة، مثل انتخابات رئيس البرلمان، وصندوق الزكاة، وقوانين مالية عديدة اقترحتها "النهضة" ورفضتها هذه الأحزاب، وهو ما يعني بالضرورة استهدافها سياسياً ومحاصرتها، من خلال فصلها عن أي حزب آخر داعم لها في مرحلة أولى، ثم الاستفراد بها بعد ذلك، وهو ما فهمته "النهضة" ودفعها إلى التمسك بوجود "قلب تونس" وكتلة "الإصلاح"، وكتلة "المستقبل" بدرجة أقل.
اقــرأ أيضاً
ويرى مراقبون أن سيناريو رفض الفخفاخ لإشراك "قلب تونس"، والإصرار على ذلك، نابع من موقف الرئيس قيس سعيد، ما يعني أنه سيذهب إلى البرلمان في محاولة للمرور بقوة تحت ضغط سيناريو إعادة الانتخابات الذي لا تحبذه أحزاب كثيرة لم تتمكن في الانتخابات الماضية من تحقيق نسب قوية، ودخلت البرلمان بسبب النظام الانتخابي الذي مكنها من ذلك، وهو ما يعني ضمنياً رفضها المحتمل لكل تعديل في هذا النظام، خصوصاً مع مطالبة "النهضة" بالترفيع في العتبة الانتخابية (الحد الأدنى من الأصوات للحصول على مقعد في البرلمان) إلى حدود خمسة بالمائة، وهي نسبة مرتفعة ستقصي كثيرين من المشهد، ما يجعلها خائفة وسترفض هذا التعديل، إضافة إلى أن الرئيس قيس سعيد يملك إمكانية عدم إمضاء هذا التعديل، حتى إن مرّ في البرلمان، كما فعل سلفه الراحل الباجي قايد السبسي.
وبين هذا السيناريو وذاك، يرى متفائلون أنه لا يزال هناك أمل لإيجاد حلّ يجنب كل هذه السيناريوهات المخيفة. ويعتقد القيادي في "النهضة"، لطفي زيتون، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه يمكن التوصل إلى توافقات إذا ما جرى تناول هذه الخلافات بهدوء، وبعيداً عن المناكفات، لأن البلاد لم تعد تتحمل مزيداً من الانتظار.
وبدوره، اعتبر عدنان بن يوسف، عضو الفريق المفاوض للفخفاخ، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الفريق لا يزال على موقفه، ولكنه يعتقد أنه لا يزال هناك مجال للتفاوض مع حركة "النهضة" والتوصل إلى حل.
وبدا لافتاً أمس الأربعاء، تصريح القيادي البارز في حركة "النهضة"، النائب سالم الأبيض، حيث أكد في حوار تلفزيوني أن حركته لم تقل يوماً إن حزب "قلب تونس" حزب فاسد مثلما سبق أن ادعت حركة "النهضة"، وأن القضاء وحده هو المخول لمحاسبة أي كان.
وتابع الأبيض في ما يخص هذا الموضوع: "على الفخفاخ القيام بما يلزم لإنقاذ الوضع الحالي، وتجنيب البلاد سيناريو إعادة الانتخابات".
ونجحت بعض الوساطات في جمع كل من رئيس "النهضة" راشد الغنوشي، ورئيس الحكومة المكلف الياس الفخفاخ، ورئيس "قلب تونس" نبيل القروي، ظهر اليوم الخميس في بيت الغنوشي، ووصف الفخفاخ هذا اللقاء بالبنّاء.
واعتبر القيادي بحركة "النهضة"، رفيق عبد السلام، أن هذا اللقاء خطوة في الاتجاه الصحيح لأنه ليس من حق "النهضة"، ولا الفخفاخ، تجاهل ما قرره الناخب التونسي، و"قلب تونس" هو جزء مما أفرزته الانتخابات، والحكومة تحتاج إلى حزام سياسي واسع لرفع التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
وإذا ما خُفِّض مستوى التوتر بين هذا الثالوث، فسيكون على الجميع البحث عن إخراج جديد للحلّ، يحفظ ماء الوجه سياسياً، بعد كلّ ما صدر من مواقف متشددة في هذا الاتجاه أو ذاك.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن سلسلة لقاءات واتصالات جرت مساء أمس الأربعاء لترتيب هذا اللقاء، والتخفيف من منسوب التوتر، وإن القروي اشترط وجود الغنوشي للقاء الفخفاخ، وإذا ما سارت الأمور في هذا الاتجاه، فقد يكون حزب القروي موجوداً في الحكومة المقبلة، وإن كان بشخصيات قريبة منه.
ودفعت "حركة النهضة" بالفخفاخ إلى الزاوية بتصعيد رئيسها، راشد الغنوشي، أمس الأربعاء، وتأكيده بصفة قطعية أنه لن يمنح الثقة لحكومة الفخفاخ، إذا أقصى حزب "قلب تونس" وكتلتي "الإصلاح الوطني" و"المستقبل".
وقال الغنوشي: "إذا واصل في طريق إقصاء "قلب تونس" أو غيره، فلن نمنح له الثقة في البرلمان. دفاعي ليس عن حزب "قلب تونس"، بل عن مبدأ وقيمة ضحّيت من أجلهما. نحن أكثر من اكتوى بنار الإقصاء"، مضيفاً: "50 سنة ونحن نعاني من الإقصاء، من نظام بورقيبة وثم من بن علي، و"النهضة" لن تمنح الثقة للحكومة في حال عدم تكوين حكومة وحدة وطنية"، مؤكداً أن هذه ليست مناورة سياسية، ولا عناداً، بل تقدير للمصلحة الوطنية"، مشدداً على أن "على الفخفاخ العودة إلى الحق، فهو خير من التمادي في الخطأ".
ردّ معاوني الفخفاخ على شروط الغنوشي كان متضارباً، بين من يؤكد أنه لن يتراجع عن موقفه بعدم تشريك "قلب تونس"، وبين من يرى أن الفرصة لا تزال موجودة لبحث صيغة تفاهم تضع حداً للخلاف.
ويفسر النهضويون في مختلف مواقفهم وتصريحاتهم، أنه لا يمكن حركتهم الاشتراك مع أحزاب "التيار"، و"الشعب"، و"تحيا تونس" في حكومة، لأنها لا تثق بهذه الأحزاب التي بيّنت الأحداث منذ الانتخابات أنها تعارضها في كل شيء، وتعمل على ضربها، وتحجيم دورها في كل مناسبة، مثل انتخابات رئيس البرلمان، وصندوق الزكاة، وقوانين مالية عديدة اقترحتها "النهضة" ورفضتها هذه الأحزاب، وهو ما يعني بالضرورة استهدافها سياسياً ومحاصرتها، من خلال فصلها عن أي حزب آخر داعم لها في مرحلة أولى، ثم الاستفراد بها بعد ذلك، وهو ما فهمته "النهضة" ودفعها إلى التمسك بوجود "قلب تونس" وكتلة "الإصلاح"، وكتلة "المستقبل" بدرجة أقل.
وبين هذا السيناريو وذاك، يرى متفائلون أنه لا يزال هناك أمل لإيجاد حلّ يجنب كل هذه السيناريوهات المخيفة. ويعتقد القيادي في "النهضة"، لطفي زيتون، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه يمكن التوصل إلى توافقات إذا ما جرى تناول هذه الخلافات بهدوء، وبعيداً عن المناكفات، لأن البلاد لم تعد تتحمل مزيداً من الانتظار.
وبدوره، اعتبر عدنان بن يوسف، عضو الفريق المفاوض للفخفاخ، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الفريق لا يزال على موقفه، ولكنه يعتقد أنه لا يزال هناك مجال للتفاوض مع حركة "النهضة" والتوصل إلى حل.
وبدا لافتاً أمس الأربعاء، تصريح القيادي البارز في حركة "النهضة"، النائب سالم الأبيض، حيث أكد في حوار تلفزيوني أن حركته لم تقل يوماً إن حزب "قلب تونس" حزب فاسد مثلما سبق أن ادعت حركة "النهضة"، وأن القضاء وحده هو المخول لمحاسبة أي كان.
وتابع الأبيض في ما يخص هذا الموضوع: "على الفخفاخ القيام بما يلزم لإنقاذ الوضع الحالي، وتجنيب البلاد سيناريو إعادة الانتخابات".
ونجحت بعض الوساطات في جمع كل من رئيس "النهضة" راشد الغنوشي، ورئيس الحكومة المكلف الياس الفخفاخ، ورئيس "قلب تونس" نبيل القروي، ظهر اليوم الخميس في بيت الغنوشي، ووصف الفخفاخ هذا اللقاء بالبنّاء.
واعتبر القيادي بحركة "النهضة"، رفيق عبد السلام، أن هذا اللقاء خطوة في الاتجاه الصحيح لأنه ليس من حق "النهضة"، ولا الفخفاخ، تجاهل ما قرره الناخب التونسي، و"قلب تونس" هو جزء مما أفرزته الانتخابات، والحكومة تحتاج إلى حزام سياسي واسع لرفع التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
وإذا ما خُفِّض مستوى التوتر بين هذا الثالوث، فسيكون على الجميع البحث عن إخراج جديد للحلّ، يحفظ ماء الوجه سياسياً، بعد كلّ ما صدر من مواقف متشددة في هذا الاتجاه أو ذاك.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن سلسلة لقاءات واتصالات جرت مساء أمس الأربعاء لترتيب هذا اللقاء، والتخفيف من منسوب التوتر، وإن القروي اشترط وجود الغنوشي للقاء الفخفاخ، وإذا ما سارت الأمور في هذا الاتجاه، فقد يكون حزب القروي موجوداً في الحكومة المقبلة، وإن كان بشخصيات قريبة منه.