هاجم حكام ولايات أميركية، يوم الأحد، إدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن خطتها لرفع الإغلاق في جميع أنحاء البلاد بسبب وباء كورونا، وخصوصاً بعد دعم ترامب للاحتجاجات الشعبية على القيود المفروضة.
وأعلن نائب الرئيس مايك بنس، أن كل ولاية أميركية تملك القدرة على إجراء ما يكفي من الفحوص بما يسمح بإعادة فتح الاقتصاد واستئناف الحياة الطبيعية جزئياً.
لكن بعض حكام الولايات قالوا إن القدرة على إجراء الفحوص أدنى من المستوى المطلوب لتجنب تفشٍّ جديد للفيروس.
وسجلت الولايات المتحدة حتى الآن 735 ألف إصابة بفيروس كورونا، أكثر من أي دولة أخرى، إضافة إلى أكثر من 40 ألف وفاة.
وقال بنس لشبكة فوكس نيوز: "نعتقد أن الفحوص التي نجريها اليوم (...) بمجرد أن ننشط جميع المختبرات التي يمكنها إجراء فحص فيروس كورونا، تعتبر كافية لأي ولاية في الولايات المتحدة للانتقال إلى المرحلة الأولى".
وتنهي "المرحلة الأولى" قيود ملازمة المنازل للأصحاء، وتسمح للمطاعم ودور السينما والنوادي الرياضية وأماكن العبادة بإعادة الفتح مع مراعاة التباعد الجسدي.
وقال بنس: "لدينا ملء الثقة بأنه يمكننا إجراء قدر كافٍ من الفحوص حتى نتمكن من إعادة فتح أميركا"، متعهداً بمضاعفة عددها.
لكن حاكم فرجينيا رالف نورثام، رد على ادعاءات الإدارة الجمهورية بالقدرة على إجراء ما يكفي من الفحوص، قائلاً: "هذا مجرد وهم".
أما غريتشن ويتمر، الحاكمة الديمقراطية لولاية ميشيغن، فقالت: "يمكننا مضاعفة عدد الفحوص التي نجريها يومياً مرتين أو ثلاثاً إذا توافرت لدينا الأدوات الكافية"، داعية الحكومة الفدرالية إلى تقديم مزيد من المساعدات الحكومية.
وفي الوقت الذي تكافح فيه الولايات المتحدة لخفض عدد الوفيات المتصاعد، تتضح خطوط المعارك السياسية قبل انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني الرئاسية، حيث يسعى ترامب إلى التقليل من الأضرار التي قد تلحق بفرص بقائه في منصبه.
وانتشرت الاحتجاجات المناهضة للإغلاق في عدة مدن أميركية في الأيام الأخيرة بدعم من ترامب الذي دعا في سلسلة تغريدات إلى "تحرير" سكان ميشيغن ومينيسوتا وفيرجينيا، وهي ولايات جميع حكامها من الديمقراطيين، من قيود ملازمة المنزل.
وقال نورثام لشبكة سي إن إن: "من الواضح أن رئيسنا لم يتمكن من توفير إجراء الفحوص. والآن اختار التركيز على الاحتجاجات".
وقال الديمقراطي جاي إنسلي، حاكم ولاية واشنطن: "وجود رئيس أميركي يشجع الناس على انتهاك القانون (...) أمر خطير".
وحتى الحاكم الجمهوري لولاية ميريلاند، لاري هوغان، اعتبر أن تشجيع ترامب للمتظاهرين الذين اعتصموا في مبنى مقر الولاية في أنابوليس "لم يكن مفيداً".
احتجاج على أوامر البقاء بالمنازل
على الجانب الآخر، تجمّع ما يقدَّر بنحو 2500 شخص عند مبنى الكونغرس في ولاية واشنطن الأحد للاحتجاج على أمر الحاكم الديمقراطي جاي إنسلي بالبقاء في البيوت للحد من انتشار فيروس كورونا، ليخرقوا بذلك حظراً على تجمع خمسين شخصاً أو أكثر.
وعلى الرغم من مناشدات منظمي التجمع بوضع كمامات، لكن لم يفعل كثيرون ذلك. وقدرت الشرطة عدد الحشد بنحو 2500 شخص، ما يجعله أحد أكبر الاحتجاجات في الولايات الأميركية على العزل العام خلال الأسبوع الأخير.
وفي أولمبيا تجمع مئات بشكل متقارب على درجات مبنى الكونغرس وحول نافورة في مخالفة لإرشادات الولاية والحكومة الاتحادية خلال جائحة فيروس كورونا الجديد.
وقال تيلر ميلر (39 عاماً)، وهو مهندس من بريميرتون في واشنطن ومسؤول انتخابي بالحزب الجمهوري لـ"رويترز"، إن "إغلاق الأعمال التجارية باختيار الرابحين والخاسرين وما يتضمنه ذلك من أشغال أساسية وغير أساسية يمثل انتهاكاً لدستور الولاية وللدستور الاتحادي".
(فرانس برس, رويترز)