وجّه سلاح الجو التابع لقوات حكومة "الوفاق"، اليوم الثلاثاء، ضربات جديدة على خطوط الإمداد القريبة من قاعدة الجفرة، جنوب غرب ليبيا، في الوقت الذي أكد فيه المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي محمد قنونو أن تحرير قاعدة الوطية "سيساعد على نجاح العمليات العسكرية المقبلة".
وأعلنت عملية "بركان الغضب" تنفيذ سلاح الجو أربع ضربات جوية جديدة على طريق الرواغة الرابط بين الجفرة وسرت. وبحسب إيجاز صحافي لقنونو، نشرته الصفحة الرسمية للعملية عبر "فيسبوك"، فإن الضربات الأربع استهدفت آليتين عسكريتين، وسيارة محمّلة بالذخائر، وسيارة وقود على طريق الرواغة، فجر اليوم الثلاثاء.
وفي ذات السياق، أوضح المتحدث الرسمي باسم مكتب الإعلام الحربي للعملية عبد المالك المدني، أن خسائر مليشيات حفتر جراء الضربات الأربع كانت من بينها شاحنتان محملتان بالوقود ومدرعة "تايغر" إماراتية.
وفي الوقت الذي أكد فيه المدني، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن كلّ محاور القتال تشهد هدوءاً حذراً خلال ساعات هذا الصباح، برّر المتحدث الرسمي باسم قيادة قوات حفتر، أحمد المسماري، سقوط قاعدة الوطية بيد قوات حكومة "الوفاق" بأنه "انسحاب تكتيكي أعددنا له منذ أشهر، مراعاة لظروف المواطنين بمناسبة عيد الفطر"، بناءً على أوامر حفتر.
وخلافاً لما بينته فيديوهات متداولة على منصات التواصل الاجتماعي التي أظهرت سيطرة قوات "الوفاق" على كميات كبيرة من الذخيرة، بالإضافة إلى منصة منظومة دفاع جوي وسرب للمروحيات المقاتلة، قال المسماري، في مؤتمر صحافي، فجر اليوم الثلاثاء، إنه "تم سحب ما يقارب ألف آلية من داخل القاعدة على مراحل، من بينها طائرات وآليات عسكرية أخرى".
وعن أسباب أوامر حفتر بالانسحاب، قال المسماري إنها لـ"إعادة تمركز القوات وتوزيعها في مواقع ونقاط جديدة في محاور جنوب طرابلس"، وعلى الرغم من تأكيده مرات عدة خلال مؤتمره عدم "أهمية قاعدة الوطية عسكرياً واستراتيجياً"، إلا أنه عاد وقال إن سلاح الجو التابع لحفتر استهدف القاعدة بغارات عدة، لمنع قوات الحكومة من الاستفادة منها، مشدداً على أن "المعركة لم ولن تنتهي"، مطالباً أنصار حفتر بـ"عدم تفسير ما تتخذه القيادة من تدابير على نحو خاطئ".
لكن قنونو نفى في حديثه لـ"العربي الجديد" مزاعم انسحاب مليشيات حفتر من القاعدة، مؤكداً أن عملية السيطرة عليها "عملية عسكرية بامتياز انتهت بفرار مليشيات حفتر منها". وأوضح أن عملية تحرير الوطية مرّت بمراحل عدة، بدأت بهجوم بري كاسح في بداية انطلاق عملية "عاصفة السلام"، نهاية مارس/ آذار الماضي، تمكن من ضرب قدرات القاعدة وإخراجها عن الخدمة. وتابع: "المرحلة الثانية كانت السيطرة على ثماني مناطق بالساحل الغربي، قبل الانتقال إلى المرحلة الأخيرة التي بدأت بتكثيف الضربات الجوية على القاعدة ومحيطها، وانتهت باقتحامها أمس الإثنين، والسيطرة عليها نهائياً".
اقــرأ أيضاً
وبينما أكد قنونو أن خطط "بركان الغضب" لم تتوقف عند حدّ تحرير المناطق والمواقع بل لها خطط أيضاً تنفذ في المناطق بعد تحريرها، أشار الخبير الأمني محيي الدين زكري، إلى أهمية سقوط قاعدة الوطية كأحد أبرز المتغيرات في المعركة ضد قوات حفتر.
وأوضح، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "قوات الحكومة بدت أكثر تخطيطاً وتدقيقاً في عملياتها، واستفادت من الدعم التركي، خصوصاً في المجال الجوي الذي نقل رأس الحربة في عملية السيطرة على القاعدة"، لكنه يرى أن الضربات الجوية الأخيرة اتجهت إلى محيط قاعدة الجفرة.
ورجح زكري أن تدخل أسلحة جديدة المعركة، لا سيما في المجال الجوي، قائلاً إن "الطيران المسيّر ليست له القدرة على الوصول إلى القاعدة في الجفرة، لكن وصوله إلى محيطها، وخصوصاً قطع طريقها الرئيس في الرواغة، يشير إلى إمكانية تحول المعركة إلى فضاء الجفرة".
وعن محاور جنوب طرابلس وترهونة، قال زكري إن "استراتيجية تحرير مدن غرب طرابلس يبدو أنها ستعاد في ترهونة وجنوب طرابلس، فمن دون تحييد قاعدة الحفرة وإخراجها عن الخدمة لن تتمكن قوات الحكومة من تقليل الخسائر في معركة ترهونة وجيوبها الممتدة في جنوب طرابلس".
ولا تتوقف نتائج معركة السيطرة على الوطية عند حد نتائجها العسكرية وتداعياتها على طموح حفتر العسكري، بل يبدو أن حكومة "الوفاق" ساعية لاستثمارها سياسياً أيضاً، فقد ذكر وزير الخارجية بحكومة "الوفاق" محمد سيالة، أن الحكومة ستعمل على توثيق الأسلحة التي عُثر عليها داخل القاعدة، قبل إحالتها على مجلس الأمن، وفق بيان للوزارة مساء أمس الاثنين.
وفيما أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية محمد القبلاوي مسؤولية الإمارات عن وصول منظومة "بانتسير" الروسية، التي عُثر عليها داخل الوطية، لمليشيات حفتر، لفت إلى إمكانية تأثير العثور على هذا السلاح الروسي المتطور على موقف موسكو المنحاز لحفتر.
وشرح القبلاوي حديثه بالقول "دبلوماسية حكومة الوفاق أسهمت في تراجع فرنسا عن دعم حفتر بعد العثور على صواريخ "غافلين" الأميركية، في أثناء تحرير غريان، نهاية يونيو/حزيران من العام الماضي، مؤكداً أن "توثيق هذه الأسلحة سيكون لمصلحة الدولة الليبية أمام مجلس الأمن، وسيحرج داعمي حفتر، وخصوصاً الإمارات ومصر والأردن".
وبموازاة خسارته لقاعدة الوطية، التي اعتمد عليها بشكل كلي في السيطرة الجوية على سماء طرابلس وكامل المنطقة الغربية، أكد المحلل السياسي الليبي مروان ذويب تضاؤل الفرص أمام حفتر سياسياً، معتبراً أن سقوط القاعدة دفع بقادة طرابلس إلى تجديد رفضهم للحوار السياسي معه، في إشارة لبيان المجلس الأعلى للدولة، أمس الاثنين، الذي قال إنه "لا حوار سياسياً إلا بعد القضاء على مشروع الانقلاب، وإبعاد شخوصه الممثلة بمجرم الحرب حفتر وزمرته".
وأكد ذويب، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن ذهاب حفتر إلى الاعتماد على رموز النظام السابق الفارين خارج البلاد في إعداد "الدستور الموقت" لمواصلة الالتفاف على أوضاعه المتهاوية وإنقاذ نفسه، يؤكد انحسار رقعة مؤيديه بين أنصار النظام السابق فقط.
ويهدف حفتر، بلجوئه إلى الانتصار برموز النظام السابق، إلى أمرين، وفق ذويب، أولهما تعويض النقص الذي تعانيه جبهته الداخلية بعد بروز رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، وظهيره القبلي كمعارض له، والثاني محاولة تمتين علاقته بروسيا التي تشهد تراجعاً لمعرفته بالميول التي تحملها موسكو لأنصار نظام القذافي.
ورجح ذويب أن تسرّع نتائج الميدان المقبلة، خصوصاً في محيط الجفرة، من سقوط مشروع حفتر السياسي والعسكري، مؤكداً أن غالبية حلفائه في طريقهم لنفض أيديهم منه، خصوصاً روسيا، التي تواجه ضغطاً من قبل أعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الذين صعّدوا في الآونة الأخيرة من لهجة استنكارهم لمشاركة موسكو في القتال في صفوف قوات حفتر.
Facebook Post |
وفي ذات السياق، أوضح المتحدث الرسمي باسم مكتب الإعلام الحربي للعملية عبد المالك المدني، أن خسائر مليشيات حفتر جراء الضربات الأربع كانت من بينها شاحنتان محملتان بالوقود ومدرعة "تايغر" إماراتية.
وفي الوقت الذي أكد فيه المدني، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن كلّ محاور القتال تشهد هدوءاً حذراً خلال ساعات هذا الصباح، برّر المتحدث الرسمي باسم قيادة قوات حفتر، أحمد المسماري، سقوط قاعدة الوطية بيد قوات حكومة "الوفاق" بأنه "انسحاب تكتيكي أعددنا له منذ أشهر، مراعاة لظروف المواطنين بمناسبة عيد الفطر"، بناءً على أوامر حفتر.
وعن أسباب أوامر حفتر بالانسحاب، قال المسماري إنها لـ"إعادة تمركز القوات وتوزيعها في مواقع ونقاط جديدة في محاور جنوب طرابلس"، وعلى الرغم من تأكيده مرات عدة خلال مؤتمره عدم "أهمية قاعدة الوطية عسكرياً واستراتيجياً"، إلا أنه عاد وقال إن سلاح الجو التابع لحفتر استهدف القاعدة بغارات عدة، لمنع قوات الحكومة من الاستفادة منها، مشدداً على أن "المعركة لم ولن تنتهي"، مطالباً أنصار حفتر بـ"عدم تفسير ما تتخذه القيادة من تدابير على نحو خاطئ".
لكن قنونو نفى في حديثه لـ"العربي الجديد" مزاعم انسحاب مليشيات حفتر من القاعدة، مؤكداً أن عملية السيطرة عليها "عملية عسكرية بامتياز انتهت بفرار مليشيات حفتر منها". وأوضح أن عملية تحرير الوطية مرّت بمراحل عدة، بدأت بهجوم بري كاسح في بداية انطلاق عملية "عاصفة السلام"، نهاية مارس/ آذار الماضي، تمكن من ضرب قدرات القاعدة وإخراجها عن الخدمة. وتابع: "المرحلة الثانية كانت السيطرة على ثماني مناطق بالساحل الغربي، قبل الانتقال إلى المرحلة الأخيرة التي بدأت بتكثيف الضربات الجوية على القاعدة ومحيطها، وانتهت باقتحامها أمس الإثنين، والسيطرة عليها نهائياً".
وبينما أكد قنونو أن خطط "بركان الغضب" لم تتوقف عند حدّ تحرير المناطق والمواقع بل لها خطط أيضاً تنفذ في المناطق بعد تحريرها، أشار الخبير الأمني محيي الدين زكري، إلى أهمية سقوط قاعدة الوطية كأحد أبرز المتغيرات في المعركة ضد قوات حفتر.
وأوضح، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "قوات الحكومة بدت أكثر تخطيطاً وتدقيقاً في عملياتها، واستفادت من الدعم التركي، خصوصاً في المجال الجوي الذي نقل رأس الحربة في عملية السيطرة على القاعدة"، لكنه يرى أن الضربات الجوية الأخيرة اتجهت إلى محيط قاعدة الجفرة.
وعن محاور جنوب طرابلس وترهونة، قال زكري إن "استراتيجية تحرير مدن غرب طرابلس يبدو أنها ستعاد في ترهونة وجنوب طرابلس، فمن دون تحييد قاعدة الحفرة وإخراجها عن الخدمة لن تتمكن قوات الحكومة من تقليل الخسائر في معركة ترهونة وجيوبها الممتدة في جنوب طرابلس".
ولا تتوقف نتائج معركة السيطرة على الوطية عند حد نتائجها العسكرية وتداعياتها على طموح حفتر العسكري، بل يبدو أن حكومة "الوفاق" ساعية لاستثمارها سياسياً أيضاً، فقد ذكر وزير الخارجية بحكومة "الوفاق" محمد سيالة، أن الحكومة ستعمل على توثيق الأسلحة التي عُثر عليها داخل القاعدة، قبل إحالتها على مجلس الأمن، وفق بيان للوزارة مساء أمس الاثنين.
وفيما أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية محمد القبلاوي مسؤولية الإمارات عن وصول منظومة "بانتسير" الروسية، التي عُثر عليها داخل الوطية، لمليشيات حفتر، لفت إلى إمكانية تأثير العثور على هذا السلاح الروسي المتطور على موقف موسكو المنحاز لحفتر.
وشرح القبلاوي حديثه بالقول "دبلوماسية حكومة الوفاق أسهمت في تراجع فرنسا عن دعم حفتر بعد العثور على صواريخ "غافلين" الأميركية، في أثناء تحرير غريان، نهاية يونيو/حزيران من العام الماضي، مؤكداً أن "توثيق هذه الأسلحة سيكون لمصلحة الدولة الليبية أمام مجلس الأمن، وسيحرج داعمي حفتر، وخصوصاً الإمارات ومصر والأردن".
وفي السياق، أكد وزير الداخلية الليبي، فتحي باشاغا، مساء الإثنين، أنّ خليفة حفتر "أصبح الآن صفراً على الشمال". وفي تغريدة عبر حسابه الموثق بـ"تويتر"، قال باشاغا: "أصبح حفتر الآن صفراً على الشمال، وباتت فرصة نجاحه معدومة". وأضاف: "من الحكمة أن يعيد داعموه تفكيرهم في محاولتهم تقويض حلم الليبيين في الديمقراطية"، ذاكرا دولاً من بينها الإمارات وروسيا.
Twitter Post
|
وبموازاة خسارته لقاعدة الوطية، التي اعتمد عليها بشكل كلي في السيطرة الجوية على سماء طرابلس وكامل المنطقة الغربية، أكد المحلل السياسي الليبي مروان ذويب تضاؤل الفرص أمام حفتر سياسياً، معتبراً أن سقوط القاعدة دفع بقادة طرابلس إلى تجديد رفضهم للحوار السياسي معه، في إشارة لبيان المجلس الأعلى للدولة، أمس الاثنين، الذي قال إنه "لا حوار سياسياً إلا بعد القضاء على مشروع الانقلاب، وإبعاد شخوصه الممثلة بمجرم الحرب حفتر وزمرته".
وأكد ذويب، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن ذهاب حفتر إلى الاعتماد على رموز النظام السابق الفارين خارج البلاد في إعداد "الدستور الموقت" لمواصلة الالتفاف على أوضاعه المتهاوية وإنقاذ نفسه، يؤكد انحسار رقعة مؤيديه بين أنصار النظام السابق فقط.
ويهدف حفتر، بلجوئه إلى الانتصار برموز النظام السابق، إلى أمرين، وفق ذويب، أولهما تعويض النقص الذي تعانيه جبهته الداخلية بعد بروز رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، وظهيره القبلي كمعارض له، والثاني محاولة تمتين علاقته بروسيا التي تشهد تراجعاً لمعرفته بالميول التي تحملها موسكو لأنصار نظام القذافي.
ورجح ذويب أن تسرّع نتائج الميدان المقبلة، خصوصاً في محيط الجفرة، من سقوط مشروع حفتر السياسي والعسكري، مؤكداً أن غالبية حلفائه في طريقهم لنفض أيديهم منه، خصوصاً روسيا، التي تواجه ضغطاً من قبل أعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الذين صعّدوا في الآونة الأخيرة من لهجة استنكارهم لمشاركة موسكو في القتال في صفوف قوات حفتر.