المبعوث الخاص للملف الإيراني براين هوك، تحدث أمس الثلاثاء عن هذا الموضوع في ندوة نظمتها مؤسسة "هيريتاج فاونديشن" عبر اتصال مرئي. كلمته حملت إشارات انفتاح، ولو أنها كالعادة دارت في مجملها حول أهمية التشدد الذي اعتمدته إدارة الرئيس دونالد ترامب مع إيران والمناقض لسياسة سلفه باراك أوباما.
وفي سياق استعراضه لحيثيات هذا التوجه والخطوات التي اتخذت في ضوئه، أوحى هوك بأن إيران اضطرت إلى إظهار حلحلة "تجلت في صفقة الأسرى التي فاوض بشأنها من خلال سويسرا، والتي جرى التوصل إليها من دون ثمن ومن غير تراجع عن سياسة الإدارة". وقال مشدداً على أن التعامل الفعال الذي قام على مثلث "العقوبات والعزلة الدبلوماسية والتهديد العسكري" ضد طهران، أعطى ثماره.
وأكد المبعوث الأميركي أن الإدارة عازمة، وفق هذا التوجه، على تجديد حظر بيع الأسلحة التقليدية لإيران بعد انتهاء مهلته، في 18 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، "والمحددة في الاتفاق النووي"، معرباً عن تفاؤله بإمكانية حمل موسكو وبكين على تأييد قرار جديد من مجلس الأمن لتمديد هذا الحظر. لكن على الرغم من خطاب التشدد لوّح بخيار التفاوض "وبابه المفتوح والذي قد يؤدي إلى اتفاق أوسع".
وكان هوك قد تحدث بهذه اللغة، خلال لقاء صحافي، أمس الثلاثاء، إذ خاطب إيران، بنحو غير مباشر، عندما قال إن التوصل إلى "صفقة من شأنه رفع العقوبات وإقامة علاقات دبلوماسية بالإضافة إلى منافع أخرى". وأضاف أن أمامها خيارين: "إما المجيء إلى الطاولة، وإما أن تشقى باقتصادها المنهار". كلام جديد عن الخيارات بهذا الوضوح وبهذا الاستعداد مقابل الجلوس إلى طاولة المفاوضات غير المشروطة. وضوح افتقده كلام مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، في ندوة، الأسبوع الماضي، الذي استبعد "التهاون أو الانفراج مع إيران ومحاسبتها على أعمال وكلائها" في المنطقة. نبرة تعكس خطاب وزير الخارجية مايك بومبيو الذي يعرّف إيران بأنها صاحبة "الأعمال الشريرة".
توصيف تحدث الرئيس ترامب، بنقيضه، في 4 يونيو/ حزيران، عندما قال إن "إيران قد تحصل على صفقة أفضل لو أقدمت على عقدها قبل الانتخابات"، وهو وعد ترك أسئلة عن حقيقة مقصده.
المبعوث هوك تحاشى التوضيح عند الاستفسار، واكتفى بالقول إن الإدارة تلتزم سياسة المثلث ذاته من دون التعليق على كلام ترامب الذي ربطه مراقبون بوضع الرئيس الصعب في الوقت الراهن، الذي يحتاج إلى " فتحة" ما على جبهة ما، للتخفيف من ضغوط اللحظة الراهنة المثقلة بأرقام كورونا والوضع الاقتصادي المتدهور، فضلاً عن تحديات الجرح العنصري الذي انفتح بمقتل الأميركي من ذوي الأصول الأفريقية، جورج فلويد. وربما بنى البيت الأبيض حساباته على أساس أن طهران المخنوقة هي الأخرى بصعوباتها قد تأتي إلى الطاولة سعياً وراء حلحلة مطلوبة. مع ذلك، ليس هناك مَن يراهن على اختراق من هذا العيار في الوقت الراهن، ولو أنه ليس من المستحيلات.