وقال مسؤول عراقي لـ"العربي الجديد"، إن "فصائل مسلحة مرتبطة بإيران لم تحترم تعهداتها بوقف الهجمات الصاروخية على المنشآت والمصالح الأميركية، ولا وقف التصعيد الإعلامي الذي أسهم في خلق حالة أمنية غير مستقرة بشكل عام في بغداد".
وأكد المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن "ثلاثة مليشيات مسلحة مرتبطة بإيران، أنكرت معرفتها بمن يقف خلف هجمات الأيام الماضية على المنطقة الخضراء ومطار بغداد ومعسكر التاجي، لكن الأكيد أنها متورطة بالهجمات بشكل مباشر وتراوغ بالنفي، وهو ما خلق جواً متوتراً بين الكاظمي وتلك الفصائل".
وكشف عن أن رئيس هيئة "الحشد الشعبي"، فالح الفياض "بدا هو الآخر عاجزا عن ضبط كل الفصائل المسلحة المنضوية تحت الحشد الشعبي، خاصة الولائية منها".
ويطلق في العراق عبارة "الولائية"، على المليشيات المرتبطة بمكتب المرشد الإيراني علي خامنئي وأبرزها "كتائب حزب الله"، و"النجباء"، و"العصائب"، و"البدلاء"، و"الإمام علي"، و"سرايا الجهاد" و"كتائب سيد الشهداء"، ومليشيات أخرى.
من جانبه، اعتبر الكاظمي أن "سقوط الصواريخ يسعى إلى تهديد استقرار العراق ومستقبله"، مؤكدا في تغريدة على حسابه في موقع "تويتر" أن هذا الأمر لا يمكن التهاون فيه.
وتابع "لن أسمح لجهات خارجة على القانون باختطاف العراق من أجل إحداث فوضى وإيجاد ذرائع لإدامة مصالحها"، مضيفا "ماضون في عهدنا لشعبنا بحماية، وإعلاء كرامة الوطن والمواطن".
وأمس الأربعاء، تبنت مليشيا "عصبة الثائرين" عدة عمليات استهدفت مصالح أميركية في العراق، من بينها ما قالت إنه استهداف لطائرة أميركية في معسكر التاجي شمال بغداد، فضلا عن إطلاق صواريخ على السفارة الأميركية، وقاعدة عسكرية أميركية قرب مطار بغداد.
وكان مجلس الأمن الوطني العراقي قد عقد اجتماعا طارئا ليل الثلاثاء – الأربعاء لمناقشة مخاطر القصف الذي تعرضت له المنطقة الخضراء ومطار بغداد.
وقرر المجلس الذي يترأسه الكاظمي تكثيف الجهد الاستخباري من أجل ملاحقة الجهات التي تستهدف المنطقة الخضراء الحكومية المحصنة (التي توجد فيها السفارة الأميركية، وبعثات أجنبية أخرى، ومقرات لمؤسسات عراقية مهمة)، ومطار بغداد الدولي، بشكل متكرر من خلال إطلاق صواريخ "الكاتيوشا".
وأشار المجلس إلى توجيه مختلف صنوف الأجهزة الأمنية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة وملاحقة مرتكبي هذه الأعمال، مشددا على ضرورة المحاسبة لمن يقوم باستهداف المطارات والمعسكرات والمواقع الحكومية، ومقار البعثات الدبلوماسية الأجنبية.
وجاء تصعيد الفصائل المسلحة ضد الوجود الأميركي في العراق متزامنا مع الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن الذي انطلق في الحادي عشر من الشهر الحالي، والذي اعتبرته مليشيا "حزب الله العراقي" محاولة لشرعنة "الاحتلال الأميركي" في البلاد، متوعدة في بيان بـ "طرد المحتل، وأن المقاومة الأمنية والعسكرية والإعلامية ستأخذ دورها المعلوم والمشخص".
تخريب
أعتبر سياسيون ومراقبون أن ما تقوم به بعض الجماعات المسلحة يبتعد عن مفهوم "المقاومة"، ويقترب من التخريب.
وقال القيادي في تيار "الحكمة"، بليغ ابو كلل، في تغريدة على موقع "تويتر" إن الاصح أن يطلق على الجماعة التي تستهدف مواقع في بغداد "عصبة المخربين"، وليس "عصبة الثائرين"، مضيفا "فالثائر لا يخرب".
كما اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة النهرين، علي البدري، أن استهداف مقرات حكومية واقعة ضمن حدود المنطقة الخضراء لا يعد مقاومة، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن دخول بعض الفصائل المسلحة في مواجهة مباشرة مع حكومة الكاظمي يشير بوضوح إلى وجود غاية للتأثير على مخرجات الحوار بين بغداد وواشنطن.
وتوقع أن تتخذ الحكومة اجراءات أكثر حزما ضد هذه الجماعات، "التي ما تزال تصر على إحراج السلطات العراقية"، مبينا أن المرحلة المقبلة "ستفك كثيرا من الرموز بشأن مستهدفي المقرات الحكومية والمصالح الأجنبية".