وأعلن التحالف السعودي، في 9 إبريل/ نيسان الماضي، هدنة من جانب واحد لمدة أسبوعين، قبل أن يتم تمديدها لمدة شهر، وعلى الرغم من انتهاء المدة المحددة للتمديد في 23 مايو/ أيار الماضي، إلا أن الرياض لم تعلن رسمياً انهيار أو فشل الهدنة، وواصلت إحصاء الخروقات الحوثية.
وكشفت مصادر سياسية يمنية، لـ"العربي الجديد"، عن ضغوط مكثفة يمارسها المجتمع الدولي والأمم المتحدة على السعودية، للإبقاء على قرار وقف إطلاق النار الهش قيد التنفيذ، وسط آمال طفيفة بوقف شامل للحرب، وإطلاق عملية حل سياسي شامل، بناء على مبادرة المبعوث الأممي مارتن غريفيث.
وأشارت المصادر التي طلبت عدم الإفصاح عن هويتها، إلى أنّ "نقاط الخلاف الحالية تتركز حول تفاصيل الحل. ففي حين تدعم الحكومة الشرعية وقف إطلاق نار بعموم المحافظات اليمنية من أجل مواجهة كورونا، فضلاً عن عدد من إجراءات بناء الثقة مثل إطلاق المعتقلين والأسرى، تشترط جماعة الحوثي وقفاً شاملاً للحرب، ورفع الحصار الجوي والبحري المفروض من التحالف السعودي، والبدء بإعمار ما خلفته الحرب".
وعلى الرغم من عدم اعترافها بالهدنة الأحادية واعتبارها "تضليلاً سياسياً وإعلامياً"، إلا أن جماعة الحوثي واصلت رصد الخروقات الصادرة من قبل التحالف السعودي الإماراتي واعتبرتها دليلاً على عدم جديته في السلام.
وكشف المتحدث العسكري للجماعة، يحيى سريع، مساء الخميس، عن 1836 غارة جوية للتحالف السعودي، منذ دخول قرار وقف إطلاق النار الهش حيز التنفيذ، في 9 إبريل/ نيسان الماضي، وذلك ضمن تصعيد شمل مختلف الجبهات اليمنية.
وقال المسؤول الحوثي، في بيان صحافي نشرته قناة "المسيرة" التابعة للجماعة، إن عدد الغارات التي شنها التحالف السعودي، خلال الأسبوع الماضي، على محافظات مأرب والجوف وصنعاء وعمران، بلغت أكثر من 250 غارة، وهو رقم كبير مقارنة بالضربات الجوية خلال شهر رمضان.
Twitter Post
|
وكانت مصادر عسكرية قد أكدت، في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، حدوث تراجع ملحوظ بالعمليات العسكرية للتحالف السعودي الإماراتي خلال رمضان، حيث كان أقصى رقم للضربات الجوية خلال الأسبوع الواحد لا يتجاوز الـ100 غارة، أي بمعدل 15 غارة باليوم الواحد فقط.
وفيما يخص العمليات العسكرية البرية للتحالف وحلفائه من القوات الحكومية اليمنية والمقاومة، رصدت جماعة الحوثي أكثر من 135 عملية هجومية، خلال فترة الهدنة المفترضة.
ولم يكن التصعيد مقتصراً من جانب التحالف السعودي فقط خلال فترة الهدنة، فالحوثيون أطلقوا عدداً من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية صوب الأراضي السعودية، كما أطلقوا عدة صواريخ على مدينة مأرب، أسفر أحدها عن مقتل نجل رئيس أركان الجيش اليمني النقيب فهد صغير بن عزيز، و7 عسكريين.
ويتهم التحالف السعودي جماعة الحوثي بارتكاب أكثر من 5000 خرق، خلال فترة سريان قرار وقف إطلاق النار الأحادي، وفقاً لآخر إحصائية صدرت، خلال اليومين الماضيين.