- صحيفة "هم ميهن" تنتقد إدارة الحادث إعلامياً وتطالب بتحقيق شامل لتوضيح أسبابه، مشيرة إلى التأخر في العثور على مكان الحادث والتصريحات الغامضة.
- الحكومة الإيرانية تؤكد على الشفافية وسرعة الإعلان عن الحادث، مع تشكيل لجنة أزمة للتحقيق في الظروف الجوية وسبب عدم تمكن المروحية من تجاوز السحاب.
ما زال الغموض يلف أسباب سقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورفاقه، رغم مرور أربعة أيام على الحادثة، وتزيد التصريحات الحكومية التي يطلقها مسؤولون ومرافقون عن لحظة غياب الطائرة المنكوبة وعمليات البحث عنها من الجدل بين الإيرانيين. وبالتوازي مع ذلك تجتاح شبكات التواصل الاجتماعي الإيرانية إشاعات وفرضيات حول ما حصل.
ووسط أجواء الترقب المشفوعة بتساؤلات ملحة، أدلى غلام حسين إسماعيلي، رئيس مكتب الرئيس الإيراني الراحل، الذي رافقه خلال زيارته إلى محافظة أذربيجان الشرقية، بتصريحات ليل الثلاثاء/الأربعاء لم تنه الغموض، بل زادت التساؤلات والملاحظات لدى البعض، وسط ترقب بانتظار ما ستعلنه لجنة التحقيق المكلفة من القوات المسلحة، وهو ما يستبعد أن يكون قريباً وستأخذ العملية وقتاً ربما ليس قليلاً. وكانت الأركان العامة للقوات المسلحة قد أعلنت، يوم الاثنين الماضي، تشكيل لجنة رفيعة المستوى لمعرفة مختلف الأبعاد والأسباب.
وتناولت صحيفة "هم ميهن"، اليوم الخميس، تصريحات إسماعيلي بلغة انتقادية، وقالت في تقرير إن حجم التفاعل الدولي ومشاركة الوفود الدبلوماسية الأجنبية وردات الفعل الداخلية تكشف أن إيران ستتجاوز هذه الأزمة بهدوء وهو الحاصل حتى الآن. مضيفة أن ذلك لا يمنع إجراء بحث شامل بشأن هذا الملف، وتوضيح أسباب الحادث "لكن في هذا المجال ثمة ضعف كبير".
وانتقدت الصحيفة الإصلاحية طريقة إدارة الحادث إعلامياً "بشكل غير صحيح ومثير للإبهام"، متسائلة عن سر التأخر في العثور على مكان سقوط الطائرة، خاصة أن رئيس مكتب رئيسي قال في تصريحاته إنهم شاهدوا مروحية الرئيس وهي تدخل بين الغيوم ومن ثم انقطع الاتصال الإذاعي معها، مشيراً إلى أن المروحية الثانية دارت في المكان مرتين، وهذا يعني بطبيعة الحال أنها كانت على معرفة بمواصفات الموقع، فضلاً عن قول إسماعيلي إن مروحيتهم هبطت في تلك المنطقة (أي منطقة الحادث) التي يوجد فيها مصنع سونغون للنحاس، والذي كانت فيه حسب قوله "إمكانيات جيدة".
كما لفتت "هم ميهن" إلى حديث إسماعيلي عن إجراء اتصالات مع هاتف نقال الطيار، والذي رد عليه خطيب جمعة تبريز محمد علي آل هاشم، وتكرر الاتصال ثلاث مرات خلال أربع ساعات بعد الحادث، قائلة إن ذلك يكشف عن وجود إشارات واتصال مع أبراج الاتصالات ما يعني سهولة العثور على موقع الحادث.
وتساءلت الصحيفة عن سبب عدم العثور على مكان الحادث في ظل تلك المعطيات خلال ست ساعات قبل حلول الظلام، معتبرة أن تصريحات إسماعيلي عن رد آل هاشم على الاتصالات "غير معقولة وغير مقبولة"، ومتسائلة عن أنه كيف يمكن أن يكون الهاتف في متناول من مر عليه مثل هذا السقوط، ناهيك عن أنه هاتف نقال الطيار الذي نقل عن آل هاشم أنه لا يراهم.
في مواجهة هذه التساؤلات، أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، محمد علي بهادري جهرمي، اليوم الخميس، أن الحكومة في طهران أعلنت عن الحادث عند علمها به، و"لم يكن هناك أمر سري"، مضيفاً، في حديث مع القناة الإيرانية الثانية، أن الحكومة في طهران علمت بالحادث في تمام الساعة 14:30 بالتوقيت المحلي.
وقال بهادي جهرمي إن رئيس السلطة التنفيذية المؤقت، محمد مخبر، كلّف فريقاً بمتابعة الموضوع بسرعة، وتشكلت لجنة أزمة بعد انتهاء جلسة الحكومة يوم الأحد ظهراً. ورداً على تساؤلات البعض عن سر السماح لمروحية رئيسي بالتحليق، فيما سبق أن أعلنت الأرصاد الجوية الإيرانية "الوضعية البرتقالية الجوية" ليوم الأحد في المنطقة، قال المتحدث باسم الحكومة إن الظروف الجوية عند الإقلاع "لم تكن سيئة وكان هناك تصريح بذلك"، كما أكد بهادي جهرمي ضرورة التحقيق عن سبب عدم صعود المروحية فوق السحاب ودخولها في الضباب.
بدوره، قال النائب عن تبريز، علي نيكزاد، اليوم الخميس، إنه بعدما أبلغوه أن مروحية الرئيس خارجة عن الرادار، توجه فوراً إلى تبريز، مشيراً في حديثه مع التلفزيون الإيراني إلى أنه سمع من مواطن قروي في المنطقة أنه شاهد سقوط المروحية.