استمع إلى الملخص
- تواجه هاريس تحديات في كسب تأييد بعض الفئات مثل الجالية العربية الأمريكية في ميشيغان وتسعى لتعزيز دعمها بين الأمريكيين من أصل أفريقي، وظهرت في برنامج "ساترداي نايت لايف" وسخرت من ترامب.
- مع اقتراب الانتخابات، تظل النتائج غير مؤكدة بسبب التنافس الشديد، وقد تشهد الانتخابات نزاعات قانونية وسياسية، مما يجعل التنبؤ بالفائز صعبًا حتى 5 نوفمبر.
تستهدف كامالا هاريس منطقة "حزام الصدأ" الأحد بينما يتوجّه دونالد ترامب إلى كبرى الولايات الحاسمة في مسعى أخير لكسب الأصوات قبل أقل من 48 ساعة على موعد الانتخابات التي تشهد تقارباً تاريخياً في التأييد. وصوّت 75 مليون شخص مبكراً قبل ذروة الثلاثاء في وقت تظهر الاستطلاعات تعادل نتائج المرشحين في هذه المرحلة إلى حد غير مسبوق.
وحتى مساء السبت، لم يحقق أي المرشحين هامشاً أكبر من ثلاث نقاط في أي من الولايات السبع التي يتوقع أن تحسم النتيجة، وفق معدلات نتائج الاستطلاع الصادرة عن "ريل كلير بوليتيكس". وتعتزم هاريس الساعية لكسب التأييد في ولايات البحيرات الكبرى التي تعد أساسية بالنسبة إلى الديمقراطيين، قضاء النهار في ميشيغان، بدءاً من ديترويت قبل التوقف في بونتياك وإقامة تجمّع انتخابي مساء في جامعة ولاية ميشيغان.
وأما جدول أعمال ترامب ليوم الأحد، فيتركز على بنسلفانيا وكارولاينا الشمالية وجورجيا التي يُعَدّ الفوز فيها مكسباً غاية في الأهمية في إطار نظام "المجمع الانتخابي" الذي يعطي النفوذ للولايات بحسب عدد سكانها. ويسعى الرئيس السابق البالغ 78 عاماً لصرف الأنظار عمّا جرى خلال تجمّع انتخابي أقامه في قاعة "ماديسون سكوير غاردن" في نيويورك، حيث قلل متحدثون من شأن اللاتينيين والنساء عبر تصريحات عنصرية ومنحازة جنسياً.
في اليوم ذاته، ألقت هاريس خطاباً أمام حشد كبير في ذي إيلابس في واشنطن أمام البيت الأبيض. ورغم أن أياً من الفعاليات المدرجة على جدول أعمال ترامب لن تقام في مناطق تضم عدداً كبيراً من السكان اللاتينيين، إلا أن بنسلفانيا هي الولاية الحاسمة التي تضم أكبر عدد من البورتوريكيين، وهي فئة أثارت التصريحات الصادرة خلال تجمّع نيويورك حفيظتها بشكل خاص. وقالت حملة ترامب: "لا يمكن للخيار أن يكون أوضح بالنسبة إلى أهالي بنسلفانيا: يمثّل الرئيس دونالد جاي. ترامب سياسات أميركا أولاً، بينما تمثّل كامالا هاريس غياب الكفاءة والسياسات الليبرالية إلى حد خطير التي تدمّر عائلات بنسلفانيا".
هل خسرت هاريس العرب الأميركيين؟
تعد ميشيغان واحدة من الولايات السبع الحاسمة التي تجري متابعة التطورات فيها من كثب. ونجح ترامب في كسب تأييد الولاية التي كانت معقلاً للديمقراطيين سابقاً عندما هزم هيلاري كلينتون عام 2016. وأعادها الرئيس جو بايدن إلى صف الديمقراطيين في 2020، بدعم من العمال النقابيين وجالية كبيرة من الأميركيين المتحدرين من أصول أفريقية. لكن هاريس تواجه هذه المرة خطر خسارة تأييد جالية أميركية عربية تعد 200 ألف نسمة نددت بطريقة تعاطي بايدن مع الحرب على غزة.
وأشارت مراكز الاستطلاع إلى تراجع تأييد السود للمرشحة الديمقراطية، فيما يقر مساعدو هاريس بأنه ما زال عليهم بذل الكثير من الجهود لدفع ما يكفي من الرجال الأميركيين من أصل أفريقي لدعم هاريس كما كان الحال مع بايدن في 2020. وفي مسعى لتجاوز قاعدة مؤيديها التقليدية، اختتمت هاريس يوم حملتها السبت بظهور مفاجئ على برنامج "ساترداي نايت لايف" حيث سخرت من منافسها ترامب. وقالت نائبة الرئيس الأميركي: "أبقوا كامالا وامضوا قدماً جميعاً".
وحجزت حملة هاريس التي تسعى للظهور على التلفزيون بأكبر قدر ممكن مساحة لمدة دقيقتين من البث الأحد في أثناء مباريات كرة القدم، بما في ذلك خلال مباراة بين فريقين في الدوري الوطني لكرة القدم الأميركية من ولايتين حاسمتين: غرين باي باكرز (ويسكنسون) وديترويت لاينز (ميشيغان). تتعهّد هاريس في الإعلان بأن تكون "رئيسة لجميع الأميركيين"، وتعد "ببناء مستقبل أكبر لأمّتنا".
وأفادت حملتها بأن "أبحاث الحملة تظهر أن الأسبوع الماضي أثبت أنه حاسم في ترسيخ الخيار في هذه الانتخابات لدى الناخبين الذين لم يحسموا قرارهم بعد وأولئك الأقل استعداداً" للتصويت. وأضافت أن "مشهد المرافعة الختامية في ماديسون سكوير غاردن مقابل ذي إيلابس اخترق ووضّح الخيار بالنسبة إلى هذه الشريحة من الناخبين".
وتلقت هاريس (60 عاماً) دفعة إلى الأمام السبت عندما أظهر استطلاع لصحيفة "دي موين ريجستر" قبل يوم الانتخابات، الذي يعد مقياساً يمكن الوثوق به للجو العام، تقدم هاريس في ولاية آيوا التي فاز فيها ترامب بسهولة في 2016 و2020. وتقدّمت بثلاث نقاط في الاستطلاع بعدما كانت متخلفة عن ترامب بأربع نقاط في سبتمبر/أيلول.
وفي ظل الاستطلاعات التي تظهر تنافساً كبيراً بين المرشحين وصعوبة التكهن بنتائج الانتخابات، قال رئيس موقع مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، أستاذ العلوم السياسية جيمس إم ليندساي، إن "كل شيء وارد في الانتخابات المقبلة. فقد يسفر التصويت عن فوز هاريس أو ترامب بكل الولايات المتأرجحة، وبالتالي يصبح فوز الفائز منهما واضحاً ومقنعاً في المجمع الانتخابي. وقد تكون الأصوات متقاربة بشدة، بحيث تكون عمليات إعادة حصر الأصوات أو اللجوء إلى القضاء أمراً حتمياً لحسم النتيجة، وبالتالي يمكن أن تجد الولايات المتحدة نفسها في نزاع سياسي وقانوني مستمر وأكثر حدة مما حدث في 2020". ويضيف: "في ضوء المنافسة الحادة بين هاريس وترامب، لا يمكن تقديم إجابة حاسمة عن سؤال الفائز في الانتخابات، وسيكون على الجميع انتظار مشهد النهاية يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني للحصول على الإجابة".
(فرانس برس، أسوشييتد برس، العربي الجديد)