80 قتيلاً وجريحاً في القصف على عفرين وإدلب

13 يونيو 2021
بين القتلى والجرحى أفراد من الكوادر الطبية ومتطوعون في المنظمات وفِرق الإنقاذ (Getty)
+ الخط -

 

تبادلت قوات النظام السوري وفصائل المعارضة القصف، صباح اليوم الأحد، في شمال غرب سورية، فيما ارتفعت حصيلة ضحايا القصف على مدينة عفرين شمالي حلب، أمس، إلى ثمانين قتيلاً وجريحاً، وسط ترجيحات بازدياد عدد الضحايا بسبب وجود حالات حرجة.  

وذكر الناشط محمد المصطفى، لـ"العربي الجديد"، أن قوات النظام قصفت، صباح اليوم الأحد، مناطق في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي، وبلدات وقرى في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، في حين استهدفت فصائل المعارضة مواقع لقوات النظام في تلة رشو بجبل التفاحية شمالي اللاذقية.

إلى ذلك، استيقظت مدينة عفرين، صباح اليوم، على وفاة جديدة جراء القصف الذي طاولها أمس وحصد عشرات القتلى والجرحى.

 وبحسب تقرير للدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، فقد أدى التصعيد في شمال غرب سورية يوم أمس السبت، والذي شمل مدينة عفرين وريف إدلب الجنوبي، إلى مقتل وجرح 79 مدنياً، بينهم أفراد من الكوادر الطبية ومتطوعون في المنظمات الإنسانية وفِرق الإنقاذ.

وأكد الدفاع المدني في بيان له مقتل 18 مدنياً (15 قضوا في مجزرة عفرين شمال غربي حلب، و3 مدنيين في ريف إدلب الجنوبي)، بينهم 5 نساء وطفل وجنين، وإصابة 61 آخرين، بينهم 10 أطفال و13 امرأة، مِن المدنيين والكوادر الطبية والعمال الإنسانيين.

وأضاف بيان الدفاع المدني أن عفرين تعرضت لقصف صاروخي مصدره المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد وقوات "قسد" في ريف حلب الشمالي، استهدف الأحياء السكنية، وعندما هرع متطوعو الخوذ البيضاء والعمال الإنسانيين لإنقاذ المدنيين، وبعد وصولهم إلى مشفى الشفاء في المدينة، تجدد استهداف المنطقة والمشفى الذي أسعف إليه الضحايا، ما أدى لمقتل 15 مدنياً في حصيلة غير نهائية (4 نساء، وطفل، و7 رجال، و3 مجهولو الهوية) من بينهم اثنان من الكوادر الطبية واثنان من العمال الإنسانيين، فيما أصيب 42 مدنياً (13 امرأة، و5 أطفال، و25 رجلاً) ومن بينهم 11 من الكوادر الطبية و3 من متطوعي الدفاع المدني السوري.

وأضاف البيان أنه بالتزامن مع القصف الذي تعرضت له مدينة عفرين، كانت الطائرات الحربية الروسية تشن غاراتها على ريف إدلب الجنوبي ومدفعية النظام تستهدف الأحياء السكنية، ما أدى لمقتل 3 مدنيين (فتاة، وجنين، وشاب)، فيما أصيب 18 مدنياً، بينهم 5 أطفال وامرأة، حيث قتل شاب وأصيب 10 مدنيين، بينهم طفلان، بقصف مدفعي لقوات النظام على قرية كفرلاتة، وقتلت فتاة وأصيبت امرأة حامل وهي بحالة حرجة وتوفي جنينها، كما أصيب 7 مدنيين بينهم 3 أطفال بغارات جوية روسية على قرية منطف، وأصيب رجل بغارة جوية على قرية سرجة.

بالتزامن مع القصف الذي تعرضت له مدينة عفرين، كانت الطائرات الحربية الروسية تشن غاراتها على ريف إدلب الجنوبي ومدفعية النظام تستهدف الأحياء السكنية

وكانت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) قصفت، بحسب مصادر مختلفة، مشفى الشفاء وفريقاً للدفاع المدني ومنازل للمدنيين برشقاتٍ من القذائف المدفعية والصاروخية، وذلك من مواقعها في تل رفعت، بحسب وزارة الدفاع التركية.

 وقالت الوزارة في بيان إن وحداتها استهدفت مواقع "قسد" ووصفت الهجوم بالدنيء، وأكدت أنها أبلغت روسيا بهذا الهجوم. كما شجبت الخارجية التركية الهجوم، ودعت المجتمع الدولي لوقف دعمه لـ"تنظيم ي ب ك/ بي كا كا الإرهابي"، بحسب تعبيرها.

 بالمقابل، نقلت وسائل إعلام كردية عن مظلوم عبدي، القائد العام لـ"قسد"، إدانته لهجوم عفرين، نافيا مسؤولية مليشياته عن الهجوم.

 وتخضع مدينة عفرين لسيطرة الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا منذ مارس آذار 2018، بعد طرد قوات "قسد" منها خلال عملية "غصن الزيتون".

 ووفق الدفاع المدني السوري، فإنه منذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي مضى عليه نحو عام وثلاثة أشهر، تواصل قوات النظام السوري خرق الاتفاق لمنع الاستقرار وإجبار المدنيين على النزوح. ومنذ بداية العام الحالي، تم تسجيل أكثر من 550 هجوماً من قبل النظام وروسيا، تسببت بمقتل 71 شخصاً، بينهم 13 طفلاً و10 نساء، فيما أصيب أكثر من 165 شخصاً، بينهم 7 أطفال، وتركزت الهجمات على الحقول ومنازل المدنيين ومراكز البلدات التي شهدت عودة الأهالي إليها خلال الفترات الماضية.

ولفت الدفاع المدني إلى بوادر موجة نزوح جديدة "ربما هي الأخيرة والأكبر منذ عشر سنوات، وستكون نحو المجهول هذه المرة، فلا مكان آمناً للمدنيين، بينما مخيمات الشمال مهددة بكارثة إنسانية مع اقتراب موعد التصويت في مجلس الأمن حول آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، واحتمال استخدام روسيا حق النقض لإيقاف إدخالها من معبر باب الهوى الحدودي، الذي يشكل شريان الحياة الوحيد لمناطق شمال غرب سورية".

هجمات ضد قوات النظام

 إلى ذلك، وفي شرق البلاد، قتل ضابط وعنصران من "الفيلق الخامس" التابع لقوات النظام السوري، وأصيب عناصر آخرون، نتيجة استهداف عربتهم العسكرية على طريق معدان عند الحدود الإدارية مع ديرالزور بريف الرقة الجنوبي الشرقي.

وذكرت شبكة "عين الفرات" أن مجهولين استهدفوا، أمس السبت، بصاروخ مضاد للدروع عربة مدرعة للفيلق الخامس أثناء عودتها من قرية "السلام عليكم" باتجاه معدان، ما أسفر عن مقتل 3 عناصر بينهم ضابط برتبة نقيب وإصابة اثنين آخرين، إضافة لاحتراق العربة العسكرية.

كما انفجر لغم بعنصرين من عناصر كتيبة الدبابات التابعة لقوات النظام أثناء تجولهم بمحيط نقطة عسكرية تابعة لـ"قسد" في بلدة التروازية الواقعة بريف عين عيسى، شمال الرقة، ما أدى لمقتل أحد العناصر وإصابة الآخر بجروح خطرة نقل على أثرها إلى المستشفى الميداني الواقع داخل اللواء 93. 

تواصل التوتر في درعا 

إلى ذلك، أفرج فرع أمن الدولة في مدينة درعا، مساء أمس، عن المعتقل سليمان محمود صبح المجاريش، بعد عدة ساعات على احتجازه، وذلك عقب ضغوطات من قِبل قياديين ووجهاء من بلدة محجة، وبقي قيد الاحتجاز شخصان جرى اعتقالهما بعد مداهمة منزليهما في البلدة أمس السبت. 

وذكر "تجمع أحرار حوران" أن الوجهاء والقياديين في اللواء الثامن، المدعوم من قبل روسيا، أعطوا مهلة جديدة حتى اليوم الأحد للإفراج عن المعتقلين الآخرين.

وكانت قوات النظام شنت، أمس، حملة اعتقالات طاولت عدداً من الشبان في بلدة محجة في ريف درعا الشمالي.

وذكر الناشط محمد الشلبي لـ"العربي الجديد" أن عناصر أمنيين تابعين للنظام اقتحموا البلدة واعتقلوا عدداً من الأشخاص، ما تسبب في توتر واستنفار داخل البلدة، وتخلل ذلك إغلاق المحال التجارية، فيما أمهل وجهاء البلدة فرع أمن الدولة حتى مساء أمس لإطلاق سراح المعتقلين، وإلا ستشهد البلدة والقرى المحيطة بها تصعيدا ضد النظام، وأن الضباط المشرفين على عمليات الاعتقال سيتحملون مسؤولية التصعيد.

ويأتي ذلك بعد إلقاء مجهولين، الليلة قبل الماضية، قنبلة يدوية على مفرزة أمن الدولة الموجودة في البلدة، بالإضافة لاستهداف المفرزة ذاتها بالأسلحة الرشاشة.

وكانت بلدة السهوة، شرقي درعا، قد شهدت إلقاء مجهولين قنابل يدوية على حاجز تابع للفرقة 15 وإطلاق نار باتجاه الحاجز، قبل أن يقوم عناصر النظام بإغلاق شوارع البلدة وإطلاق النار بشكل عشوائي على منازل المدنيين، ما أدى لإصابة شخصين، ليتدخل عناصر من الفيلق الخامس ويضعون حواجز للتهدئة.