تحليلات

أعادت عملية الانسحاب الأميركي الفوضوي من أفغانستان وسيطرة حركة "طالبان" على الحكم، التحركات في أوروبا من أجل تشكيل جيش موحد، إلا أن هذا الأمر يواجه بالعديد من المعوقات، خصوصاً مع اختلاف نظرة الدول الأوروبية إلى التهديدات التي تواجه القارة.

وصل الرئيس الأميركي جو بايدن إلى البيت الأبيض بميزتين لم تتوافرا معاً لمن سبقوه، أولاهما ترتبط بخبرته المفترض أن تكون واسعة في الشؤون الخارجية، والثانية تمرسه خلال هذه المدة في لعبة المساومات وحبك التوافقات بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي بالكونغرس.

على الرغم من الخطوة الرمزية التي أقدم عليها الرئيس التونسي قيس سعيّد بتعيين سيدة هي نجلاء بودن على رأس الحكومة، إلا أن ذلك لا يحجب حجم الأزمة السياسية والدستورية والتحديات التي ستواجهها هذه الحكومة التي ستكون محاصرة بأربعة جدران سميكة.

أعادت شهادة وزير الدفاع لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان الأميركية مارك ميلي وقائد قوات المنطقة الوسطى كينيث ماكينزي، أمام "لجنة القوات المسلحة" في مجلس الشيوخ، تسليط الأضواء على التناقضات في سردية الإدارة الأميركية عن قرار الانسحاب من أفغانستان.

الكتلة "التقدمية" المناوئة لإسرائيل في الكونغرس الأميركي، ظاهرة جديدة ملفتة بنشاطها وتحركها، ولو أن صوتها أكبر من حجمها. ومع أنها ما زالت نواة قوة غير وازنة ولا مؤثرة كفاية في المعادلة، إلا أنها فرضت حضورها.

تعمل فرنسا على تطبيق سياسة "الاستقلالية الاستراتيجية الأوروبية عن الولايات المتحدة"، معلّلة ذلك بأنه لا يمكن الاعتماد على الأميركيين بعد اليوم بسبب أزمة الغواصات وقضية أفغانستان.

استأثر الرئيس التونسي قيس سعيد بالسلطة التشريعية وبكامل السلطة التنفيذية، وحصّن قراراته بأنها غير قابلة للطعن والإلغاء، وأصبح بذلك المتحكم في كل السلطات، بل ومنح نفسه أيضاً سلطة الإصلاحات الدستورية وتغيير النظام السياسي.

منذ البداية كانت بيد الرئيس الأميركي جو بايدن ورقتان من العيار الكبير؛ لقاح كورونا الذي كان جاهزاً للاستعمال مع دخوله البيت الأبيض، والسياسة الخارجية، وزاد من أهميتهما له أن سلفه دونالد ترامب تعامل مع الاثنتين بخفة أو بمزاجية أثارت عدم ارتياح واسع.