تحليلات

تعرّض اليهود بعد أسبوع من اندلاع حرب غزة، حسب "رابطة مكافحة التشهير"، لـ 193 اعتداءً أو تلويحاً بالعنف أو تخريباً لأماكن عبادة أو غيرها في عدة مدن أميركية، وخاصة في مناطق التجمع اليهودي الكبير مثل نيويورك ولوس أنجلوس. وسبق ذلك بأيام 131 عملية.

يعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن، على ما يظهر، أن مهمته في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي قد انتهت حالياً بانتزاع وقف إطلاق النار، فجر الجمعة، بعد 11 يوماً من العدوان الإسرائيلي على غزة، وأن المطلوب الآن من إدارته لا يتعدّى العمل على تعزيز هذا "الإنجاز".

على الرغم من إعلان وقف إطلاق النار، فجر أمس الجمعة، الذي أنهى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بعد 11 يوماً ارتكب خلالها الاحتلال أبشع الجرائم، إلا أن هناك العديد من التحديات التي تزيد من صعوبة مهمة التوصل إلى اتفاق تهدئة يضمن تثبيت وقف إطلاق النار.

لماذا يتهرب الرئيس الأميركي جو بايدن من مطالبة إسرائيل بوقف الحرب على غزة، وهو قادر على ذلك؟ سؤال محيّر مع أنّ هناك شبه إجماع في واشنطن على وجوب المسارعة بهذه الخطوة، باستثناء غلاة اليمين السياسي والإعلامي والتبشيري الديني.

توجه حركة "المقاومة الإسلامية" (حماس) ضربات أقوى وأبعد مدى انطلاقاً من قطاع غزة المحاصر، وتمثل تحدياً أمام الجيش الإسرائيلي في الحرب الدائرة منذ أكثر من أسبوع. ويقول محللون إن حماس قادرة على توجيه ضربات أكثر كثافة وضرب مناطق أعمق في إسرائيل.

تشير التوجهات في واشنطن إلى أن طبخة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة صارت وشيكة وإن على نار خفيفة، فإدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، خرجت من التجاهل إلى مفاتحة تل أبيب ولو بصورة خجولة، بالحاجة إلى الفرملة.

لم يعد سرّاً أن إدارة بايدن اختارت ألّا تتدخل لوقف حرب غزة، وأن تتعاطى معها كواقع متروك ليأخذ مجراه. وكانت الإدارة قد أخّرت جلسة مجلس الأمن بشأن الوضع إلى الاسبوع المقبل، بعد أن عرقلت مطلع الأسبوع الماضي صدور قرار عنه بشأن الموضوع، ولو غير ملزم.

تلعب محدودية المكاسب العسكرية، وتفاعلات الأزمة السياسية الداخلية، دوراً مهماً في دفع الاحتلال الإسرائيلي إلى إطالة أمد عدوانه على قطاع غزة.