واعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، في بيان لها، أن هذه المشاركة مخالفة جسيمة للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة العديدة التي تؤكد أن مدينة القدس هي أرض محتلة منذ العام 1967 وتمنع الدول من نقل سفاراتها إليها.
ويأتي هذا الاستدعاء للتشاور مع السفراء لدى هذه الدول في ما يتعلق بمواقفها ومدى التزامها بمواقف الاتحاد الأوروبي، فيما ثمنت الوزارة عاليا التزام معظم دول الاتحاد الأوروبي بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية.
وكانت وزارة الخارجية قد استدعت، مساء الثلاثاء، السفير حسام زملط، رئيس مكتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، إثر نقل السفارة الأميركية إلى القدس. ولم يوضح البيان مدة استدعاء زملط، أعلى مسؤول فلسطيني في واشنطن.
ورد الفلسطينيون بغضب على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها من تل أبيب.
وزاد موعد نقل السفارة للقدس من غضب الفلسطينيين، إذ جاء قبل يوم واحد من ذكرى النكبة وقيام دولة الاحتلال الإسرائيلي.
إلى ذلك، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، اليوم الأربعاء: "إن الخطوة الأميركية المتمثلة بفتح البؤرة الاستيطانية الأميركية في مدينة القدس المحتلة، وتحريض سفرائها في الأمم المتحدة وإسرائيل، جعلت الإدارة الأميركية شريكة في العدوان على شعبنا الفلسطيني".
وأضاف أبو ردينة في تصريح له، أن هذه السياسة الأميركية أدت ومنذ الإعلان عن القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها إليها، إلى استشهاد المئات من الفلسطينيين، بالإضافة إلى سياسة التحريض التي يقوم بها سفراؤها في الأمم المتحدة، وإسرائيل، التي شجعت المتطرفين الإسرائيليين بالاستمرار في أفعالهم واستيطانهم، واستمرار عدوانهم على الشعب الفلسطيني.
واعتبر أن الاستفزاز الأميركي والاستهتار بالعالم العربي والمجتمع الدولي ساهم في زيادة عدم الثقة غير الموجودة أصلا، وتوتير العلاقة المشحونة بالشك وعدم المصداقية، وسقوط وهم إقامة سلام مع العرب بدون الفلسطينيين، من خلال تجاوز مبادرة السلام العربية، والمساس بالتوازن الوطني والقومي.
وأَضاف أبو ردينة أن المنطقة تتعرض لحالة إرباك في مرحلة تعج بالمشاكل وعدم الاستقرار، الأمر الذي يتطلب موقفا فلسطينيا وعربيا موحدا لمواجهة هذا العدوان الإسرائيلي الأميركي على المقدسات والحقوق الوطنية وعلى قرارات الشرعية الدولية.
وأكد أن "التاريخ الطويل من إراقة الدماء الفلسطينية والعربية نتيجة هذه السياسة، يتطلب إعادة تقييم ودراسة لحالة الفراغ السياسي، وإنهاء حالة الوهم، من أجل تحصين الموقف الوطني والقومي، وسط سياسة معادية، ومؤامرات تحاك، وتحديات متعددة للنيل من الهوية الوطنية لدول المنطقة بأسرها"، مشددا على أن "تضحيات شعبنا الفلسطيني، وصموده، وثبات موقف قيادته الوطنية، ستبقى الرافعة الحقيقية للوصول إلى الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس".