بدأت وزارة الزراعة العراقية تنفيذ مشروع "تثبيت الكثبان الرملية"، الذي يهدف إلى الحد من العواصف الترابية التي تشهدها البلاد خلال فصل الصيف، مؤكدة سعيها للحد من التصحر في البلاد.
وكانت الوزارة قد حذرت من زيادة أزمة التصحر في البلاد وانحسار الأراضي الزراعية، مؤكدة أن التصحر بات يهدد 55 في المائة من مساحة البلاد بسبب الجفاف من جراء قطع إيران روافد نهر دجلة، وتقليل تركيا التدفقات المائية في نهر الفرات.
وتقول المديرة العامة لدائرة الغابات ومكافحة التصحر في الوزارة راوية مزعل، إن "اللجنة الفنية المؤلفة من دائرة الغابات ومكافحة التصحر بدأت تنفيذ مشروع تثبيت الكثبان الرملية وإنشاء حزام أخضر في منطقة الكطيعة ضمن الحدود الإدارية بین محافظتي ذي قار والمثنى (جنوب)". وتشير في حديث لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) إلى أن "المشروع يهدف إلى إيقاف زحف الكثبان الرملية على القرى والمشاريع الاستراتيجية والأراضي الزراعية في المنطقة التي تعتبر من أكثر البؤر تأثراً بتغير المناخ".
وتوضح مزعل أن "المشروع يهدف إلى إدخال وسائل جديدة وحديثة لمكافحة التصحر، وسيكون قفزة نوعية في ظل اعتماد تقنيات حديثة لتثبیت الكثبان، عدا عن توعية السكان المحليين من خلال إطلاق حملات للنهوض بالواقع البيئي للمنطقة، وتوفير بيئة صالحة للزراعة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة".
من جهته، تشير الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي إلى أن قلة الغطاء النباتي وزحف الكثبان الرملية إلى المناطق الخضراء نتيجة الجفاف، من أبرز أسباب ازدياد العواصف الترابية في العراق هذا العام.
ويعدّ العراق من الدول الأكثر عرضة للتغيرات المناخية، في ظل ارتفاع نسبة الجفاف ودرجات الحرارة التي تتجاوز الخمسين درجة مئوية في فصل الصيف. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حذّر البنك الدولي من انخفاض الموارد المائية بنسبة 20 في المائة بحلول عام 2050 بسبب تغير المناخ.
ويحمّل خبراء البيئة الحكومات المتعاقبة جزءاً كبيراً من المسؤولية نتيجة عمليات جرف الغطاء الأخضر، وسوء إدارة أزمة المياه التي سبّبت موجة جفاف حادة، بالإضافة إلى ضعف الخبرات في التعامل مع تحديات التغير المناخي.