أطلقت عدة مؤسسات ومنظمات عاملة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري مبادرة "تعافي"، لتسليط الضوء على خطر المخدرات على الفرد والأسرة والمجتمع، يتخلّلها سباق على طريق "إم 4" حلب - اللاذقية في ريف محافظة إدلب، لمسافة كيلومترين.
المنظمة التي أطلقت المبادرة هي فريق "صدى الشمال السوري"، هيئة نسائية تعمل على تنشيط دور المرأة في المجتمع السوري، إلى جانب مديرية الصحة التابعة للمعارضة في إدلب، ومديرية التربية والدفاع المدني السوري.
وشهدت معظم مناطق السيطرة السورية، أخيراً، انتشاراً كبيراً للمخدرات، ولا يكاد يمر يوم من دون أن تلقي سلطات الأمر الواقع القبض على العصابات التي تصنّعها أو تروجها بين السوريين، كما ترسل كميات كبيرة منها إلى خارج الأراضي السورية.
وقال المنظم والمشارك في السباق ومدير برنامج اللقاح بإدلب رفعت الفرحات، لـ"العربي الجديد"، إنّ هذه المبادرة مهمة جداً، وتهدف إلى توعية الناس ولفت نظرهم إلى خطورة تعاطي المخدرات، وحثهم على الرياضة والالتزام باللقاحات وخاصة لقاح فيروس كورونا.
أما قائد قطاع أريحا في الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) وليد أصلان، فأوضح لـ"العربي الجديد": "شاركنا في سباق الجري الذي ضمّ 40 متسابقاً، بالإضافة إلى فريق التوعية بمخاطر تعاطي المخدرات، وكان هذا الحدث لافتاً لنظر الناس، وقد لاقى اهتماماً كبيراً من الجميع".
وبدوره، صرح المشارك الرياضي عماد الدين فطراوي لـ"العربي الجديد": جرت دعوتي وزملائي للمشاركة في السباق، وأشار إلى أن هذه المبادرة نوعية وجديدة على المنطقة، خاصة أن الهدف منها هو توعية السكان بخطر المخدرات، كما تمنى أن تكون هناك مبادرات أخرى لتسليط الضوء على مرض السرطان ودعم مرضاه.
وقبل أيام، بدأ حراك في الكونغرس الأميركي لتصنيف سورية بلداً منتجاً للمخدرات. وانضم النائب الجمهوري فرينش هيل، أخيراً، إلى مجموعة من المشرّعين الأميركيين من مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس، لمطالبة إدارة الرئيس جو بايدن بتحديد ما إذا كانت سورية بلداً رئيسياً لعبور أو إنتاج المخدرات.
ووجّه النائبان فرينش هيل وبراندان بويل، والسيناتور روجر مارشال، رسالة إلى الخارجية الأميركية، كتبوا فيها أنه "إضافة إلى انتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان، أصبح نظام بشار الأسد دولة للمخدرات التي باتت شريان حياة مالياً رئيسياً له، وتموّل المجموعات المدعومة من إيران في المنطقة، لكنها تدمر المجتمعات المحلية". وطالبوا الإدارة الأميركية بإصدار قانون ينص على أن سورية هي بلد رئيسي لتصنيع المخدرات وليس عبورها فقط.