مطلع العام الجاري، أطلقت مجموعة تضم متخصصين في الرعاية الصحية الطبية وفنيين واستشاريين في الأعمال الدولية موقع وتطبيق "مايند دكتورز" الذي يهدف إلى تقديم خدمة رعاية صحية أولية ونفسية مناسبة وبأسعار معقولة على مستوى العالم.
خدمة الموقع والتطبيق مصممة لمعالجة مشكلات الصحة النفسية في أي مكان في العالم، وتمثل وسيلة جديدة تسهّل حصول الناس على دعم أو مساعدة يحتاجونها عبر التواصل أونلاين عبر استخدام تطبيق "زوم" أو تطبيق "سكايب"، أو عبر إجراء مكالمة هاتفية من دون الحاجة إلى التوجّه إلى عيادة أو مستشفى.
يقول مؤسس "مايند دكتورز" عبد الله إبراهيم لـ "العربي الجديد": "نتخذ من بريطانيا مقراً، وكل فرقنا الطبية متخصّصة ومستعدّة لتقديم الاستشارات الطبية على مستوى العالم. نعرف أن دولاً في الشرق الأوسط وأفريقيا تعاني من نقص في عدد الأطباء النفسيين، وأن هناك أناساً لا يزالون يخشون طلب هذا النوع من العلاج خوفاً من وصمهم بالجنون، أو بأمور تشبه ذلك".
يضيف: "أطلقنا الموقع من أجل توفير العلاج الذي يحتاجه المرضى النفسيون، والحصول على استشارة طبية في أي وقت ومن أي مكان في العالم، من خلال تنفيذ خطوات بسيطة تشمل التسجيل وحجز موعد مع طبيب أو متخصّص، ودفع التكاليف المطلوبة. ونحن نقدم خدمة آمنة مصممة علي مقياس احتياجات المرضى، توفرها مجموعة متخصصين ذوي خبرة كبيرة في الصحة العقلية، إلى جانب أطباء في الصحة العامة وعلماء ومستشارين ومتخصصين في التغذية وممرضات. وهي متوافرة على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، ولا تحتاج إلا إلى شبكة الإنترنت وهاتف خليوي أو كمبيوتر".
علاجات في المتناول
يؤكد إبراهيم أن "جميع أطباء الموقع مسجلون في بريطانيا، ويتعاملون مع حالات نفسية وشائعة كثيرة في كل أنحاء العالم، بينها الاكتئاب والقلق والخرف وثنائي القطب وإدمان ألعاب القمار أو تعاطي المخدرات. ويملكون حماسة كبيرة في العمل حالياً ضمن مشروع يحطّم الحواجز الدولية التي توجد عقبات أمام عمليات العلاج، ويحاولون تسهيل شراء المرضى للأدوية بعد تشخيص حالتهم".
وفيما تمنع بعض الدول بيع أدوية للعلاجات النفسية من دون وصفات طبية بسبب تعقيدات محتوياتها وإمكان استخدامها في أمور أخرى غير طبية تحديداً، يوضح إبراهيم أن "الموقع شرع في التعامل مع أطباء نفسيين موجودين في دول عربية للتواصل معهم من أجل إعلامهم بحال المريض المقيم هناك ونوع العلاج الذي يحتاجه، ما يجعل الطبيب قادراً على كتابة الوصفة الطبية للمريض كي يستطيع شراءها، علماً أن المرضى في أفريقيا على سبيل المثال لا يواجهون هذه المشكلة، فهم يستطيعون شراء أي دواء من دون إبراز وصفة طبية، وذلك بخلاف الأوضاع في أوروبا ودول عربية عدة حيث يستحيل فعل ذلك".
على صعيد الأسعار التي يعتمدها الموقع في الاستشارات الطبية والعلاجات ومتابعة الحالات، يشرح إبراهيم أنها تختلف بحسب البلد ونوع الخدمة الخاصة التي تقدم والكلفة التي يجب دفعها للحصول عليها. لذا، ترتفع الأسعار أو تنخفض بحسب ما يتطلبه العلاج، علماً أن المريض قد لا يحتاج إلى مقابلة الطبيب النفسي أو يكتفي بإجراء مقابلة واحدة معه فقط قبل تشخيص الحالة بدقة، ونقله إلى متخصّص يتابع حالته بتكاليف أقل".
ويلفت إبراهيم إلى أن المرضى "سيستطيعون قريباً تلقي العلاج على حساب خدمات الصحة الوطنية في بريطانيا، بعدما قدم الموقع طلباً لمنح الأطباء سلطات معالجة المرضى على نفقة خدمات الصحة الوطنية. ونأمل أن ننال موافقة هذه السلطات خلال الأشهر المقبلة، ما سيقلل وقت انتظار مرضى كثيرين، علماً أن الخدمات الطبية المجانية في بريطانيا تعاني عموماً من نقص كبير في الكوادر الطبية، ما يجعل المريض يُعطى أحياناً مواعيد بعد أشهر من تشخيص حالته من قبل الطبيب العام".
ورغم أن الموقع انطلق في يناير/ كانون الثاني الماضي، باشر مرضى كثيرون في دول عدة استخدامه والإفادة من الخبرات التي يقدمها لهم وحلوله في إيجاد العلاجات المناسبة، وبينهم أشخاص من أفريقيا اختاروا هذه الخدمة لأنّها توفر عليهم قطع مسافات طويلة للوصول إلى طبيب نفسي. ففي أوغندا على سبيل المثال، يتطلب السفر إلى بعض المستشفيات ثلاثة أو أربعة أيام".
ويكشف إبراهيم أن القيمين على الموقع يسعون إلى توفير خدمات على نطاق أوسع في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وتحطيم أي حواجز تمنع المرضى النفسيين من تلقي العلاج.