"نجاح قطري"... ابتكارات شبابية مميزة في مهرجان سنوي
أسامة سعد الدين
جاءت النسخة الرابعة من مهرجان "نجاح قطري" مميزة على مستوى الفعاليات والأنشطة والمشاركين، وقد تمكن المهرجان الذي أقيم في مركز قطر للمؤتمرات على مدى ثلاثة أيام (26 و27 و28 أغسطس/ آب الماضي)، من تحويل فكرة "نجاح قطري" إلى جائزة يجري التصويت عليها من قبل القطريين وكذلك المقيمين.
وتجسد شعار المهرجان "حلم الأمس واقع اليوم" من خلال مشاركة ابتكارات متنوعة للشباب القطريين من الجنسين. وتصدرت هذا الركن، التابع للنادي العلمي القطري، لوحة كتب عليها "غيمة هارون الرشيد". ويقول مصمم الغيمة، القطري عيسى سعد الربيعة الكواري، لـ"العربي الجديد"، إنه أراد من خلالها "إحياء روح المخترعين العرب والمسلمين، فصنع ظل طائر متحرك بحسب الطلب. والغيمة عبارة عن طائرة تتكون من هيكل من الكربون خفيف الوزن، يحقن بغاز الهيليوم، وتحلق في الجو فتخلف ظلاً تنخفض فيه درجة الحرارة بنسبة 15 درجة مئوية عن نظيراتها تحت أشعة الشمس، ويمكن أن تغطي مساحات متنوعة بحسب الحاجة، كالملاعب والحدائق والشواطئ والأسواق وغيرها. ويمكن التحكم بالغيمة عبر جهاز التحكم عن بعد، لتتحرك مع حركة الشمس لضمان حجبها كامل الوقت المطلوب". وحول كيفية إقلاعها واستقرارها في الجو، يوضح الكواري أن تصميمه زُوّد بمراوح وبطاريات مشحونة، ما يتيح للغيمة التحليق مدة أربع ساعات متواصلة، ثم يتم إنزالها وتشحن البطاريات للإقلاع مرة أخرى. كما تعمل بالطاقة الشمسية وتستطيع أن تخفض درجة الحرارة من 50 درجة إلى نحو 37 درجة مئوية. وتساهم الغيمة في تخفيض استهلاك الكهرباء. وفي حال استخدامها لتغطية الملاعب، تساهم في تحسين الحالة المزاجية والنفسية للاعبين والجمهور، وتزيد من رغبة المشجعين في حضور المباريات.
ويعرض النادي العلمي ابتكاراً هو عبارة عن جهاز تعقيم متنقل يعمل بالأشعة فوق البنفـسجية، وهو بمثابة وحدة تعقيم متنقلة يتم تشغيلها عـن طريـق تطبيق الهاتف أو جهاز الكمبيوتر، وهو متحرك عـلى روبوت لحماية الإنسان من الضرر الناتج عن الأشعة. ويهدف الجهاز إلى التطهير والتعقيم العام داخل المستشفيات والمرافق الصحية للوصول إلى أعلى مستويات الأداء.
من جهته، يقدم علي صلاح البوحسين اختراعه الذي يحمل اسم "سوابيري" SWAPERY، ويقول لـ"العربي الجديد"، إنه عبارة عن محطة شحن هاتف محمول مع حافظة تحتوي على بطارية، وهو نظام أوتوماتيكي يغني المستخدم عن أي وسيلة متبعة حالياً لشحن الهاتف المحمول. ويوضح أن ابتكاره يتألف من قطعتين؛ القطعة الأولى تمثل غطاء يوضع على الهاتف المحمول ويحمل بطارية بداخله تشحن الجوال. أما القطعة الثانية، فهي وحدة شحن منفصلة، وهي محطة أوتوماتيكية صغيرة الحجم تحتوي بداخلها ست بطاريات مشحونة، وتعمل أوتوماتيكياً لتبديل البطارية التي يحتويها الغطاء. وحول كيفية الاستخدام، يوضح البوحسين أنه عندما ينفد شحن بطارية الهاتف المحمول للمستخدم، يشرع المستخدم بكل بساطة بتثبيت هاتفه على وحدة الشحن عن طريق الغطاء، ويجري أوتوماتيكياً تبديل البطارية المنتهية بأخرى مشحونة بالكامل، وتستغرق عملية التبديل سبع ثوان فقط. بالتالي، لا داعي لأن يشحن المستخدم جواله بالطريقة التقليدية، وينتظر ساعة أو أكثر حتى يكتمل الشحن. ويؤكد البوحسين أنه حصل على براءة اختراع لابتكاره، ويسعى للوصول إلى مرحلة التصنيع وطرح المنتج في الأسواق، لافتاً إلى أن السعر سيكون في متناول الجميع.
ويشارك عبد الرحمن صالح خميس من خلال سجادة الصلاة الذكية والمجهزة تقنياً التي صمّمها لتعليم الأطفال، خصوصاً كيفية أداء الصلاة، من خلال ربط السجادة بتطبيق عبر الهاتف الذكي. كما تتيح إمكانية سماع وقراءة القرآن لغير الناطقين باللغة العربية، وستصبح متوفرة في الأسواق خلال ديسمبر/ كانون الأول المقبل. وزوّدت السجادة بتقنيات لمراقبة حركات المصلي بشكل مباشر ومعالجة الأخطاء في حال وقعت بالصوت والصورة وبلغات مختلفة، منها الإنكليزية والعربية. ويتم التحكم بالسجادة عبر تطبيق مصاحب يعمل على الهواتف الذكية. وتضم السجادة الذكية التي أطلق عليها اسم "سجدة"، شاشة LED مع مكبرات صوت في المقدمة، إذ تبث الشاشة آيات قرآنية أثناء الصلاة. ويمكن للأشخاص استخدام تطبيق الهاتف المحمول لاختيار الجزء الذي يريدون قراءته أثناء الصلاة تحديداً. وحصل الاختراع على المركز الثالث في مسابقة برنامج نجوم العلوم في موسمه الحادي عشر، وهو البرنامج الذي تنظمه مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.
وأكد رئيس اللجنة المُنظّمة لـ"نجاح قطري" محمد بن نواف آل ثاني أن المهرجان حقق تطوراً ملحوظاً منذ انطلاقة دورته الأولى عام 2017، مشيراً إلى أن المهرجان بدأ كفكرة لدى مجموعة من الشباب القطريين بهدف عرض تجارب ونماذج لشخصيات ناجحة على مستوى البلاد، وسرعان ما انتشرت الفكرةُ وحققت نجاحاً عبر استضافة شخصيات مؤثرة في مُختلف المجالات. وحول العوامل التي ميّزت الدورة الرابعة، لفت إلى أنها تصويت الجمهور على 10 فئات لجائزة المهرجان، ومشاركة أكثر من 80 ألف شخص في التصويت عبر التطبيق الإلكتروني "نجاح قطري"، معرباً عن تطلّعه لتوسيع الفئات المتنافسة في النسخة المقبلة من المهرجان. وأشار إلى أن رسالة المهرجان هي التشجيع على العمل والاجتهاد لتحقيق النجاح والتميز في كافة المجالات، مُؤكّدًا أنّ قطر تقدّر وتشجّع المتميزين من أبنائها.
وأقيمت على هامش المهرجان سبعة ملتقيات، هي: ملتقى أصحاب قرار، ملتقى 2022، ملتقى مجلس الشورى، ملتقى مؤسسات الدولة، ملتقى مال وأعمال، ملتقى نجاح عربي، ملتقى الشعراء. وشهد المهرجان مشاركة 16 جهة مختلفة حكومية وخاصة، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار فيروس كورونا، إذ جرى توفير نحو 200 جهاز قياس حرارة في موقع إقامة المهرجان، بالإضافة إلى التنسيق مع جهات مختلفة وعدد من المتطوعين لمنع دخول أي شخص غير حاصل على جرعتي اللقاح. كما مُنع دخول الأطفال.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
