لم يكن باستطاعة راي لوكاس أن يفكر سوى بشيء واحد، عندما عاد إلى منزله ليراه يحترق وأمه تستغيث طالبةً المساعدة: عليه أن يصل إلى القبو لإنقاذ توأمه، ماليزيا وميلان، اللتين تبلغان من العمر 18 شهراً.
في 17 يوليو/تموز الماضي، كان لوكاس قد عاد للتو مع صديقته شي آن براون من السوبرماركت ليكتشف أنّ المنزل يحترق وابنتيه في سريريهما في القبو. لم يكن باستطاعة الشاب، الذي لم يتجاوز الثالثة والعشرين من العمر، أن ينتظر وصول المساعدة، فاقتحم المنزل الذي كانت تلتهمه النيران، في إيستبوينت، ميشيغن.
نقلت صحيفة "ذا واشنطن بوست" الأميركية عنه قوله: "كلّ ما أعرفه أنه كان عليّ أن أُخرج ابنتي من الحريق. هذا كلّ ما فكّرت به".
وعلى الرغم من أنه لم يكن باستطاعته أن يرى شيئاً أمامه، استطاع لوكاس إنقاذ ابنتيه والخروج من الحريق حياً، لكن أصابت الثلاثة حروق بالغة، ما استدعى دخولهم إلى المستشفى. وبعد أن تراكمت تكاليف الاستشفاء، ودمّر الحريق منزلهم بالكامل، استطاعت حملة مساعدات إلكترونية أن تجمع لهم مئات آلاف الدولارات، بعد أن تمّ الاحتفاء بشجاعة لوكاس.
كتبت جويندولين باول ديكسون، عمّة لوكاس، على صفحة أعدّتها للعائلة على موقع GOFundMe لجمع التبرعات، "من دون أيّ تردد، نجح الأب باقتحام المنزل الذي غلّفته ألسنة النيران وأنقذ طفلتيه".
لا يزال سبب الحريق في المنزل مجهولاً بحسب السلطات المحلية، والتحقيق جارٍ في الموضوع، لكن العمة باول ديكسون قالت إنه قد يكون بسبب عطل كهربائي في القبو. وأخبر لوكاس محطات إعلام محلية أنّ الفيضانات اجتاحت المنزل، قبل يوم من الحريق.
وقع الحريق منتصف ليل 17 يوليو/تموز الماضي، عندما خرج لوكاس وصديقته براون، وهي والدة التوأم، لشراء الحليب من السوبرماركت. الثنائي كان يبيت في منزل والدة لوكاس مع التوأم وابنة أخت لوكاس، في إيستبوينت، التي تقع 25 ميلاً شمال شرق ديترويت. وعندما عادا، كانت والدة لوكاس تستغيث في المنزل الذي أتت عليه النيران بسرعة، والطفلتان نائمتان في القبو.
اقتحم لوكاس بسرعة المنزل، ولكن الدخان الذي كان يملؤه منعه من رؤية أي شيء، فسار المسافة إلى القبو بحسب ما أخبر وسائل الإعلام باعتماده على معرفته البيت.
عندما وصل الأب إلى طفلتيه، استجابتا لنداءاته لكنهما كانتا مصدومتان مما يدور حولهما، بحسب ما أخبر لوكاس شبكة "سي أن أن" الأميركية الإخبارية. احتضنهما وأخرجهما من المنزل، ليكتشف بعدها أنه نسي ابنة أخته في الداخل. فطلب منها أن تقفز من الطابق الثاني من المنزل والتقطها، بحسب "سي أن أن".
الأب والطفلتان خرجوا أحياء من الحريق، إلاّ أنهم دخلوا المستشفى بسبب حروقهم. أمضت الطفلتين أياماً قليلة في وحدة العناية الفائقة في "مستشفى ميشيغن للأطفال"، في ديترويت. أصيبت ماليزيا بحروق شديدة في يديها وعينيها وخديها، بينما عانت ميلان من حروق من الدرجة الثانية والثالثة في رجليها. وأصيب لوكاس بحروق من الدرجة الثانية والثالثة في وجهه ورقبته ويديه، كما أصيب بالعمى لثلاثة أيام بسبب الدخان الذي أضرّ بقرنيتي عينيه.
فواتير المستشفى واحتراق المنزل تركا لوكاس يعاني في الأيام القليلة الماضية. أخبر لوكاس "سي. أن. أن" أنه انتقل للعيش مع عائلته في منزل أحدهم في ديترويت، وأضافت عمته أنه قلق من أنّ تمنعه الإصابة في الحادثة من العمل طوال حياته. وأضافت: "المنزل دمر بالكامل. خسرت العائلة كلّ شيء في هذا الحريق".
منذ انتشار قصة لوكاس في الإعلام بداية شهر أغسطس/آب الحالي، أنشأت باول ديكسون صفحة على موقع GoFundMe، جمعت منذ السبت الماضي 387 ألف دولار، متخطية بكثير المبلغ الذي تمّ تحديده بداية وهو 40 ألف دولار.