- كنائس غزة، بما في ذلك كنيسة القديس برفيريوس وكنيسة العائلة المقدسة للاتين، تعرضت لقصف إسرائيلي، مما أدى إلى سقوط ضحايا من الفلسطينيين الباحثين عن الأمان.
- يعيش في غزة حوالي ألف مسيحي فلسطيني يحافظون على إيمانهم وتقاليدهم رغم الحصار والمعاناة، معتبرين الاحتفال بأحد الشعانين رمزاً للإيمان بإمكانية "القيامة" من الدمار.
حلّ أحد الشعانين في غزة كما في باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، حزيناً، من دون مظاهر احتفالية بحسب ما جرت العادة، لكنّ الفلسطينيين المسيحيين الذين يتّبعون التقويم الشرقي في مدينة غزة أصرّوا على إحيائه في كنيسة القديس برفيريوس الأرثوذكسية، وسط الأوضاع الصعبة التي فرضتها الحرب المدمّرة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة والمستمرّة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقد رصدت كاميرا وكالة الأناضول احتفال المسيحيين بأحد الشعانين في مدينة غزة الواقعة في شمال القطاع المعزول عن جنوبه ووسطه، وحيث تُسجَّل الأوضاع الأشدّ مأساوية في ظلّ الحرب التي تشنّها إسرائيل على القطاع المحاصر. وبخلاف المظاهر المعتادة في مثل هذه المناسبة من كلّ عام، عندما يحتفل الأطفال بهذا العيد بأبهى الملابس والشموع، لم تظهر اليوم البهجة على ملامح المسيحيين المحتفلين بالشعائر الدينية في الكنيسة التي سبق أن استهدفت قوات الاحتلال نطاقها.
وقد حلّ أحد الشعانين في غزة الذي احتفلت به الطوائف المسيحية التي تتّبع التقويم الشرقي اليوم، وكذلك الذي احتفلت به تلك التي تتّبع التقويم الغربي في 24 مارس/ آذار الماضي، في وقت يعاني فيه فلسطينيو القطاع من الحصار والقصف والتهجير والجوع والأمراض والموت. لكنّ الفلسطينيين في قطاع غزة أصرّوا على الاحتفال بهذا العيد حيثما تمكّنوا من ذلك، من جهة لأنّ المسيحيين يستعيدون فيه دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس واستقباله بالسعف وأغصان الزيتون، ومن أخرى لأنّهم يرون في ذلك تحدياً للاحتلال الذي يُمعن في ضربهم.
يُذكر أنّ أحد الشعانين في غزة أتى في الأحد السابع والأخير من الصوم الكبير السابق لأحد القيامة أو عيد الفصح الذي يحلّ هذا العام في الخامس من مايو/ أيار المقبل. وابتداءً من يوم غدٍ الاثنين، يبدأ أسبوع الآلام لدى الطوائف المسيحية التي تتّبع التقويم الشرقي، وعلى روزنامته محطات مختلفة، في حين أنّ "أسبوع آلام" الفلسطينيين الأخير في قطاع غزة مستمرّ لليوم 205، على أمل ألا تتأخّر "القيامة".
وكانت كنيسة القديس برفيريوس، التابعة لبطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية والواقعة في حيّ الزيتون بمدينة غزة، قد تعرّضت لقصف إسرائيلي عنيف في 19 أكتوبر الماضي، أي بعد 12 يوماً فقط من بدء العدوان على قطاع غزة. والمبنى المستهدف كان يؤوي عائلات غزية مسيحية ومسلمة هجّرتها آلة الحرب الإسرائيلية، وقد رأت في الكنيسة التابعة لبطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية في مدينة غزة ملجأ لها. وقد سقط في عملية الاستهداف تلك 18 شهيداً إلى جانب عدد من الجرحى.
وبعد أيام، وفي فجر 31 أكتوبر/ الماضي، استهدف الاحتلال الإسرائيلي المركز الثقافي التابع لبطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية في مدينة غزة، الأمر الذي دانته البطريركية، مشدّدةً على أنّ هذا الاعتداء "غير مبرّر".
وفي إطار العدوان المستمرّ على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر والذي لم يوفّر أيّ منشأة دينية أو مدنية، استهدف قنّاص في قوات الاحتلال الإسرائيلي، في 16 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، كنيسة العائلة المقدسة للاتين في مدينة غزة، وهي الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في القطاع. وقد استشهدت امرأة وابنتها في عملية الاستهداف هذه، إلى جانب عدد من الجرحى، بحسب ما أفاد حينها مكتب البطريركية اللاتينية التي تتّخذ من القدس مقرّاً لها. يُذكر أنّ هؤلاء الضحايا من بين الفلسطينيين الذين لجأوا إلى الكنيسة وقد هجّرهم الاحتلال من بيوتهم. كذلك استُهدف، في العملية نفسها، بيت راهبات الأم تيريزا الذي يقع في نطاق الكنيسة، مع العلم أنّه يأوي أكثر من 54 شخصاً من ذوي الإعاقة.
ويعيش نحو ألف مواطن فلسطيني من المسيحيين في قطاع غزة من مجموع سكان القطاع البالغ نحو 2.3 مليون نسمة، يتبع نحو 70 في المائة منهم طائفة الروم الأرثوذكس فيما يتبع الباقون منهم طائفة اللاتين الكاثوليك.
(الأناضول، العربي الجديد)