يعاني نحو مليون ونصف المليون نازح في مخيمات الشمال السوري لتأمين الاحتياجات اليومية من الخبز، في ظل أوضاع معيشية متردية تتزامن مع تراجع الاستجابة الإنسانية.
وتتزايد أزمات النازحين مع تهديدات النظام وحليفه الروسي المستمرة بإيقاف دخول المساعدات الإنسانية إلى مناطق شمال غربي سورية، ضمن القرار الأممي 2858 لعام 2022، والتي تمر عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.
وقال فريق "منسقو استجابة سورية" في بيان، أمس الثلاثاء، إن "تأمين الخبز بشكل يومي تحول إلى أمر يرهق النازحين لأسباب منها زيادة الأسعار، ولم تعد آلاف العائلات قادرة على مجاراة التغييرات الذي حرمتها من الحصول على حاجتها اليومية من الخبز، كما يجدون صعوبة في تأمين بدائل، حيث يلجأ قسم منهم إلى خبز التنور، ما يضعهم أمام مشكلة أخرى لتأمين الطحين، كما تلجأ نساء المخيمات إلى تعويض النقص الكبير في الخبز عبر المأكولات المعتمدة على الأرز والبرغل، والتي لا تحتاج إلى وجود الخبز".
ويقول عبد الله الفرحان، النازح من ريف معرة النعمان، لـ"العربي الجديد"، إن "الخبز مادة أساسية، خاصة مع وجود أطفال في العائلة، فلا بديل عنه، والخبز المبلل بالشاي هو وجبة إفطار شائعة بين النازحين".
وتؤكد النازحة سميرة المحمد، التي تقيم في تجمع للنازحين قرب مدينة الدانا، لـ"العربي الجديد"، إن عائلتها لم تحصل على سلة غذائية منذ أشهر، وفي حال عدم توفر الخبز تعتمد على المعكرونة والأرز والبرغل، خصوصا خلال فترات انقطاع زوجها عن العمل، كونه يعمل بالمياومة، واليومية التي يحصل عليها تكفي فقط لتوفير حاجة العائلة من الخبز.
وتعيش أكثر من 328 ألف عائلة نازحة في المخيمات، وتحتاج هذه العوائل إلى أكثر من مليون ربطة خبز يوميا، وتوفر المنظمات الإنسانية نحو 4 في المائة فقط من هذه الاحتياجات، ومعظم النازحين يعانون من أزمة الخبز، خاصة بعد التخفيض الرابع لسلال الأغذية المقدمة من برنامج الأمم المتحدة للأغذية.
ويطالب فريق "منسقو استجابة سورية" المنظمات الإنسانية بالعمل على تأمين الخبز للنازحين، باعتباره عصبا حيويا لغذاء العائلات، والعمل على تحقيق الاكتفاء الغذائي لكافة النازحين، خصوصا من يقبعون تحت خط الفقر.