قال رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، اليوم السبت، إنّ دول العالم يجب أن تفعل كلّ ما بوسعها لمعرفة منشأ مرض كوفيد-19، في تصريحات قد تؤدي إلى تصاعد التوتر بين بلاده والصين.
وأضاف موريسون خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنّ إجراء تحقيق لتتبّع جذور الفيروس سيقلّل خطر تفشي جائحة عالمية أخرى.
وقال في كلمته التي ألقاها عبر الفيديو: "هذا الفيروس سبّب كارثة لعالمنا وشعوبه. علينا أن نبذل كل ما بوسعنا لنفهم ما حدث، لسبب واحد، هو منع تكرار ذلك". وتابع قائلاً: "هناك إلزام واضح بتحديد المصدر الحيواني لكوفيد-19 وكيف انتقل إلى البشر".
وسبّبت تصريحات موريسون وتعليقات مشابهة أدلى بها، هذا العام، توتراً في العلاقات بين أستراليا والصين. وكان رئيس الوزراء الأسترالي قد قاد، في ذلك الوقت، مطالبات عالمية بإجراء تحقيق في منشأ المرض، وهو ما رفضته الصين بشدة، وحذّر سفيرها في كانبيرا من أنّ دعوات إجراء تحقيق قد تؤدي إلى تدهور العلاقات التجارية بين البلدين. وتفرض الصين عقوبات تجارية على أستراليا منذ ذلك الحين.
وضمّت أستراليا صوتها، أمس الجمعة، إلى أصوات أميركا اللاتينية للمطالبة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة عبر الفيديو، بتمكين جميع البلدان من الحصول على اللّقاحات ضدّ وباء كوفيد-19 عند إنتاجها في المستقبل. وحذّر موريسون، في كلمته من أنّ التاريخ سيكون "حكماً صارماً"، في وقت تقاوم فيه الولايات المتحدة فكرة التعاون عبر العالم في موضوع اللقاحات المستقبلية ضد فيروس كورونا.
وأضاف موريسون: "حين يتعلّق الأمر باللقاح، فإنّ موقف أستراليا واضح للغاية: يتحتّم على أي طرف يتوصّل إليه تقاسمه". وأكّد قائلاً "إنها مسؤولية عالمية ومسؤولية أخلاقية". وأضاف: "قد يرى البعض امتيازاً على المدى القريب، بل حتى مكسباً، لكن عليهم أن يدركوا جيداً أنّ البشرية ستذكر ذلك لوقت طويل، وستكون حكماً صارماً جداً".
وكان قادة من أميركا اللاتينية قد دعوا قبل ذلك القوى الكبرى إلى التضامن لتجاوز وباء كوفيد-19، عبر إتاحة الحصول على لقاحات مستقبلية للفيروس وقروض دولية من دون فوائد. وأعرب رئيس تشيلي، سيباستيان بينييرا، عن موقف مماثل أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ حضّ الدول الكبرى على التوقف عن "التواجه بشكل متواصل" من أجل "قيادة الكفاح ضدّ هذا الوباء وضد الانكماش الاقتصادي العالمي"، في إشارة إلى المواجهة المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين. وقال بينييرا: "على صعيد الصحة، يشمل ذلك تقاسم التشخيص والمعرفة، وتنسيق إغلاق الحدود وفتحها، وتوحيد القوى من أجل تطوير لقاح فعّال وآمن وتوفيره، والتعاون مع الدول الأكثر عرضة".
وأعلن رئيس الإكوادور، لينين مورينو، من جانبه: "هكذا فقط سنتمكن من الحصول على لقاحات وتقنيات بدون براءات، تُوزَّع بعدل مع إبداء اهتمام خاص بالدول الأكثر عرضة". وسجّلت أميركا اللاتينية نحو تسعة ملايين إصابة، وأكثر من 330 ألف وفاة خلال ستة أشهر، وفق تعداد لوكالة فرانس برس، استناداً إلى مصادر رسمية. وتعتبر البرازيل وكولومبيا والبيرو والمكسيك والأرجنتين، من بين أكثر عشر دول تضرراً من فيروس كورونا. وكان الرئيس الأرجنتيني، ألبرتو فرنانديز، قد حذّر في كلمته من أنه "في مواجهة الجائحة، وعلى غرار الفقر، لا يمكن أن ينجو أحد بمفرده"، طالباً مساعدة المجتمع الدولي. وطالبت عدة دول أيضاً بمراجعة معايير منح القروض الدولية، ودعت إلى تجميد تسديد الديون. وحذّر مورينو بهذا الصدد من أنّ الجائحة "ستفاقم الفقر والفروقات والبطالة"، وشدّد على ضرورة توفير "دعم مالي وتقني متعدد الأطراف".
(رويترز، فرانس برس)