أسرى غزة يعانون من أوضاع مزرية في سجن النقب

23 سبتمبر 2024
تعذيب أسرى غزة في سجن عوفر الإسرائيلي، 25 نوفمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت مؤسسة "الضمير" لحقوق الإنسان في غزة، اليوم الاثنين، أن محاميتها زارت في 17 و 18 من هذا الشهر عددا من معتقلي القطاع في سجن النقب الإسرائيلي؛ حيث لا يزال المعتقلون يتعرضون لأشكال متعددة من التعذيب والمعاملة القاسية والمهينة بشكل يومي.
وأكّدت المؤسسة الحقوقية في بيان وزع على وسائل الإعلام أنّ معظم معتقلي سجن النقب الذين تمت زيارتهم ولقاؤهم مصابون بمرض الجرب (السكايبوس) وانتشاره بشكل كثيف بين المعتقلين وانتشار "الدمامل والحبوب و الفطريات على أجسادهم، حتى سالت دماؤهم بسبب الحكة المستمرة وانعدام  الرعاية الطبية ولا يتم عرضهم على أطباء ولا توفير العلاج المناسب لهم، وحرمان مرضى الضغط والسكر من علاجهم، ولا يتم توفير نظارات طبية لضعاف النظر، ولا يتم تزويدهم بمواد التنظيف ولا يسمح لهم بالاستحمام إلا مرة واحدة كل 10 أيام". مشيرة إلى أنّ ذلك يترافق مع عدم توفر الطعام الكافي والمناسب وإصابة المعتقلين بالنحافة نتيجة قلة الغذاء المقدم إليهم ما أدى لانخفاض أوزانهم من 20 إلى 30 كيلو خلال فترة اعتقالهم.


وأفاد أحد المعتقلين للمؤسسة بأنه: "بمجرد دخولنا النقب كنا أول فوج يتم حرقه، تم تجريدنا من ملابسنا الداخلية و ألبسونا أفرهولات فقط و بدون ملابس داخلية، ثم أصبحوا ينادون كل اثنين معا وعندما نخرج يقومون بضربنا وسكب مياه ساخنة على ظهورنا حتى ظهرت علامات الحروق".
وأفاد معتقل آخر قائلا: "تمت تعريتنا وضربنا بشكل مكثف و قاس بالجلد - وهي أداة بلاستيكية لربط الأشياء بقوة - و هذا ما استقبلونا به في أول يوم في النقب"، مشيراً إلى أنّه " كان يتم التحقيق معنا وإحضار صور زوجاتنا وأخواتنا ويشتمونهن بكلام خادش للحياء".
وقال معتقل ثالث: " كانوا يجردوننا من ملابسنا حتى التعرية ثم نسمع صور الكاميرات تقوم بالتقاط صور لنا، و نعاني من قلة الأكل والطعام المقدم لنا ويتعمدون إفساده وتخريبه قبل تقديمه لنا، ولكي نخفف آلام الجوع لأن الأكل قليل كنا نصوم؛ حيث كان وزني 65 كيلو غراما وانخفض إلى 45 كلغ. لدرجة أني كنت لا أستطيع الجلوس على الأرض من النحافة"، فيما قال آخر: " نحن 150 معتقلا في مردوان - مكان الاحتجاز - و الحمامات معزولة، و لا يوجد إلا ثلاثة حمامات لنا جميعا وهي بالطبع لا تكفينا، وننتظر في طابور طويل لكي نصل للحمام وأحيانا يقوم بعض المعتقلين بقضاء حاجتهم في سراويلهم من طول المدة والانتظار".
واشتكى معتقل آخر في افادته بأنه: "يعاني من نقص في الفراش و البطانيات في ظل البرودة القارسة ليلاً وسوء حالة الفراش المتوفر، حيث إنه مهترئ و متسخ ورائحته كريهة جداً"، فيما قال آخر إن إدارة السجون وجيش الاحتلال الإسرائيلي "يمنعوننا من الصلاة وخاصة صلاة الجماعة، وإذا سمعوا صوت القرآن أو الصلاة يتم استدعاء كل من في الخيمة حتى يعرفوا مصدر الصوت، ويتم أخذه إلى مكان للضرب و التعذيب ويسمى "البيدود"، وتم منع دخول المصاحف وقراءتها".
واعتبرت "الضمير" أنّ هذه الممارسات والإجراءات الانتقامية والثأرية هي سياسة ممنهجة تعبر عن توجهات حكومية للاحتلال الإسرائيلي وخاصة بتعليمات من الوزير المتطرف بن غفير الذي يصرح بين وقت وآخر ضد المعتقلين ويحرض على قتلهم. مشيرة إلى أنّ "حملة ممارسات التعذيب والمعاملات القاسية التي يتعرض لها المعتقلين تعتبر جريمة ضد الإنسانية و فق ما نصت عليه اتفاقية مناهضة التعذيب الملزمة للاحتلال الإسرائيلي بصفتها منضمة للاتفاقية وكذلك للمادة (3) المشتركة من اتفاقيات جنيف، كما تعتبر هذه الممارسات جرائم حرب بموجب ميثاق روما المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية".

وطالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالعمل وفق مسؤولياتها لمتابعة أوضاع المعتقلين وتكثيف زياراتهم لمعتقلي غزة وفضح الممارسات والانتهاكات التي يتعرضون لها داخل السجون، ودعت كذلك المحكمة الجنائية لفتح تحقيق فوري وجاد في أوضاع المعتقلين والأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، باعتبار أن ما تقوم به سلطات الاحتلال يمثل جرائم حرب بل ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.
ودعت أيضاً "المقررين الخواص المعنيين بالاحتجاز التعسفي والمقرر الخاص المعني بمسألة التعذيب والمقرر الخاص بحق كل إنسان في التمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة البدنية، المقرر الأممي المعني بالحق في الغذاء، بالتحرك الفوري للقيام بمسؤولياتهم القانونية والأخلاقية اتجاه المعتقلين الفلسطينيين في أماكن احتجازهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي".

المساهمون