أطباء تونس يحتجون ضد سياسات الصحة العامة ويطالبون بالإصلاح

08 ديسمبر 2020
طالبوا بإصلاح النظام الصحي (Getty)
+ الخط -

شارك أطباء تونس، اليوم الثلاثاء، في يوم غضب عام، احتجاجاً على أوضاع المستشفيات في البلاد والتهديدات التي باتت تلاحقهم أثناء أداء عملهم من مخاطر مهنية واعتداءات بالعنف.

وقاد الأطباء انطلاقاً من كلية الطب بالعاصمة تونس مسيرة توقفت عند وزارة الصحة ومنها إلى ساحة الحكومة بالقصبة، للتعبير عن رفضهم ظروف العمل وتدهور وضع القطاع الصحي العام والوضعية المهنية والاجتماعية للأطباء.

واندلعت شرارة غضب الأطباء عقب وفاة طبيب شاب بعد سقوطه من مصعد أثناء دوامه بمستشفى حكومة بمحافظة جندوبة شمال غرب البلاد، إلى جانب تسجيل عشرات الوفيات في صفوف الأطباء جراء إصابتهم بفيروس كورونا أثناء أداء عملهم.

ورفع الأطباء شعارات منها "وحدة قطاعية" و"يا شهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح" والصحة العمومية ثروة وطنية "منّع سبيطارك أنقذ حياتك"،  كما رفعوا شعار "إرحل" في وجه وزير الصحة فوزي المهدي.

وقال عضو هيئة الأطباء نزيه الزغل إنّ الأطباء يدفعون ثمناً باهظاً لتردي الوضع في القطاع العام، مشيراً إلى أن مستقبل الطب في تونس مهدد بسبب تفكك منظومة صحية عمرها أكثر من 50 عاماً.

وأفاد  الزغل لـ"العربي الجديد" بأن الدولة تخلت عن القطاع العمومي للصحة نتيجة سياسات خاطئة همّشت الدور المهم للصحة العمومية، مشيراً إلى أن ضعف التمويلات وسوء الحوكمة تسببا في انهيار المنظومة الصحية وموجات هجرة متواترة للأطباء ممن هاجروا بحثاً عن ظروف عمل أحسن في دول أوروبية.

بدوره، قال عضو منظمة الأطباء الشبان وجيه ذكار إن الأطباء الشبان في مواجهة يومية لمخاطر المهنة ويدفعون ثمناً باهظاً لظروف عملهم السيئة داخل المستشفيات، مؤكداً عزم  الأطباء على الدفاع عن حقوقهم في تكوين وظروف عمل جيدة حتى لا يضطروا إلى الهجرة، وفق قوله .

وأضاف لـ"العربي الجديد" أن سياسة تهجير الأطباء والمقاعد الفارغة ستنتهي بتصحّر القطاع العام قريباً، معتبراً أن الفرصة لا تزال سانحة للتدارك.

ويجد غضب الأطباء مساندة واسعة من منظمات مدنية طالبت المجتمع المدني والمواطنين بالانخراط في حراك الأطباء من أجل إنقاذ الصحة العمومية وحياة المواطنين.

 

وطالب ائتلاف المجتمع المدني للدفاع عن المرفق العمومي للصحة بوضع حد للتدهور  الخطير لوضع القطاع العمومي للصحة نتيجة سياسات تخلي الدولة عن القطاعات الاجتماعية. ودعا الائتلاف في بيان له إلى أن يكون يوم الغضب  نقطة فارقة وبداية لخريطة  طريق واضحة تضع حداً لمثل هذه المآسي وتفتح آفاقاً عملية لإنقاذ المرفق العمومي للصحة، وتكريس حق  العاملين فيه في السلامة والحماية وظروف عمل لائق، وحق مستعمليه في خدمات ملائمة وجيدة.

والأسبوع الماضي نفّذ أطباء الصحة العمومية غير المتخصصين إضراباً دام 4 أيام من أجل مطالب مهنية تضمن حقوقهم في التدرج الوظيفي.