أكد أطباء ومختصون تونسيون أن تحسين الخدمات الصحية في تونس بات ضرورياً، ولا بد من السعي لكي تلعب تونس دوراً مغاربياً وأفريقياً في مجال رقمنة الخدمات الصحية وتعصيرها وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في المستشفيات، ما يسهل عمليات تسجيل المرضى وإيصال التحاليل الطبية والاطلاع على الكشوفات وحتى تنظيم المواعيد، وجلّ هذه الخدمات ضرورية للمواطن، وتشهد تقدماً في عديد البلدان الأجنبية.
واختتم، مساء اليوم السبت، في تونس أشغال المنتدى الدولي الثامن للصحة الرقمية الذي كان قد انطلق أمس تحت عنوان "الرقمي في خدمة حوكمة الصحة" ببادرة من الجمعية التونسية للطب ومنتدى مجلة "ريالتي" الطبي وعديد المختصين.
وقال رئيس منتدى ريالتي الطبي، الطيب الزهار، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "هذا الملتقى جمع عدداً هاماً من الأطباء والمختصين والمهنيين في مجال الصحة وحتى جمعيات وناشطين من المجتمع المدني، للتعريف بأهمية الصحة الرقمية ودور التكنولوجيا الحديثة في تطوير الخدمات الصحية وتسهيل حياة المواطن" .
وبيّن الزهار أن "هذه المبادرة تأتي كنتيجة للسعي نحو التقدم ومواكبة التطور لتحسين الخدمات الصحية في تونس، على أمل أن تكون سبّاقة على المستوى المغاربي والأفريقي في تطوير عديد الخدمات الموجودة في بلدان متقدمة".
و أشار إلى أنه "لا بد من مزيد العمل للتقدم في المجال الصحي الرقمي وتوفير الظروف الملائمة لتسهيل العلاج والتشخيص، وتحسين الخدمات في المستشفيات"، مضيفاً أن "العالم يتطور كثيراً في هذا المجال، والتقييمات السنوية عندنا تؤكد أننا في المقابل لم نتقدم خاصة خلال السنوات الأخيرة بالكيفية المطلوبة، نتيجة لغياب الرؤيا والاستقرار السياسي".
وأوضح أنه "يتم في كل منتدى التقييم والنظر في النقائص، حيث تم التنسيق مع وزارة الصحة للعمل في هذا المجال ورقمنة الخدمات الصحية، وفي الحقيقة هناك رغبة في رقمنة الخدمات الصحية".
وقال الزهار، في مداخلة، إن "المنتدى الدولي الـ8 للصحة الرقمية يأتي في ضوء التحديات الاجتماعية والصحية والديمغرافية التي تواجه النظام الصحي التونسي، حيث إنها ستمكن من الإصلاح الصحي ومعالجة عديد المشاكل، من ذلك نقص أطباء الاختصاص في الجهات، حيث يمكن إيصال عديد الخدمات الصحية عن بعد للمواطنين داخل الجهات وفي المستشفيات التي تعاني نقصاً في الإطارات الطبية".
من جهته، وصف عزيز الماطري، وهو طبيب، الوضع الصحي في تونس، بالصعب، مضيفاً في تصريح صحافي على هامش الملتقى أن "النقص في التجهيزات الطبية وفقدان الأدوية وتردي خدمات الاستعجالي وهجرة الأطباء، التي بلغت في السنوات الأخيرة بين 8 آلاف و10 آلاف طبيب، يدفع إلى ضرورة الإصلاح، وأن على الحكومة إصدار النصوص الترتيبية للقانون المتعلق بالرعاية الصحية الرقمية".