أزالت فرق تابعة لأمانة العاصمة العراقية بغداد، الثلاثاء، عشرات المحال والأكشاك التجارية، وعددا من الغرف السكنية المقامة في مُجمع البلديات، والذي يضم آلافا من اللاجئين الفلسطينيين، لتحرم عشرات الأسر من مصادر رزقها ومساكنها، مع تهديدات بأنها ستقوم بإزالة المزيد.
ويقيم نحو 700 من الأسر الفلسطينية في مجمع البلديات السكني شرقي بغداد منذ عقود، ويعملون في مهن حرة بعد استبعادهم من الوظائف الحكومية ضمن سلسلة قرارات اتخذتها الحكومات العراقية المتعاقبة، وشملت تضييق فرص العمل والتعليم والتداوي بالمستشفيات الحكومية.
ويقول سكان الحي إن البلدية نظمت حملة لإزالة ما تصفه بالعشوائيات، وقامت جرافاتها بهدم دكاكين وأكشاك أقامتها الأسر أمام منازلها، كما هدمت غرفا ملحقة بمنازلها في محاولة لتوسعة البيوت.
وأكدت صفحة "موقع فلسطينيو العراق" على "فيسبوك"، أن "عمليات هدم المحال تمت من دون إنذار، والبلدية أمهلت أصحاب المنازل حتّى يوم الخميس، لهدمها بحجة أنها تجاوزات".
وقال أمين أبو سلطان، وهو فلسطيني لاجئ في العراق، إن "عمليات الهدم طاولت أكشاكا يعيش من رزقها كثير من العوائل الفلسطينية المحرومة من كل الحقوق الإنسانية"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "السلطات العراقية لا تساعد الفلسطينيين منذ عام 2003، بل تواصل منعنا من العمل. أكثر من 20 محلاً وكشكاً تجارياً في تجمع البلديات تم هدمها، والخميس، ستتوجه الجرافات إلى بعض المنازل الصغيرة لهدمها بحجة أنها تتجاوز على الشوارع، رغم أنها لا تدخل ضمن التعديات".
وقال السفير الفلسطيني، أحمد عقل، في اتصالٍ هاتفي مع "العربي الجديد"، إن "هدم محال ومنازل الفلسطينيين في بغداد فعل غير إنساني"، مؤكداً أن "السفارة تلقت عشرات الرسائل والمناشدات من أجل التدخل لحل هذه المشكلة، وتستعد حالياً للحديث مع الجهات العراقية التي تنفذ حملات إزالة".
وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد أبلغت اللاجئين الفلسطينيين في العراق، والمشمولين في برنامج "بدل الإيجار"، في مطلع 2020، بإلغاء صرف بدلات الإيجار لهم.
وتراجعت أعداد الفلسطينيّين في العراق بعد الاحتلال الأميركي عام 2003، عقب استهداف ممنهج لهم أسفر عن مقتل وجرح واعتقال العشرات، وتبع ذلك حملة طرد وتهجير للآلاف منهم على أيدي مليشيات مسلحة حليفة لإيران.
ويعيش غالبية الفلسطينيين الذين بقوا في العراق، وعددهم نحو 6 آلاف، في العاصمة بغداد، في تجمعات مثل مجمع البلديات، وحي السلام، والزعفرانية، ومدينة الحرية، والدورة، وعادلة خاتون، وتل محمد، والأمين، وبغداد الجديدة، ويعيش آخرون في البصرة، والموصل.