تنتشر الأمراض الجلدية في مخيمات النازحين في محافظة إدلب شمال غربي سورية، من جرّاء عوامل عدّة، منها ضعف خدمات الصرف الصحي ونقص المياه ومحدودية إمكانيات القطاع الصحي التي من شأنها أن تؤدّي دوراً في التصدّي لهذه الأمراض والحدّ من انتشارها، لا سيّما الليشمانيا والقوباء اللذين يتفشيان بسرعة كبيرة داخل المخيمات، خصوصاً في فصل الصيف.
وفي مخيم التح القريب من بلدة باتنته بريف إدلب الشمالي، ينتشر مرض القوباء الجلدي بشكل يدعو إلى القلق. ويعيد مدير المخيم عبد السلام اليوسف ذلك إلى أسباب عدّة منها "الوضع المأساوي في الخيام وانتشار الزواحف وتلوّث المياه التي تسبّب انتشار أمراض جلدية بين الكبار والصغار في المخيم".
يضيف اليوسف لـ"العربي الجديد" أنّ "مرض القوباء خطير بسبب سرعة انتشاره في الجسم، خصوصاً في الوجه بين المصابين، في ظل عدم توفّر عيادات جلدية"، موضحاً "نحن سكان المخيمات نفتقر إلى هذه العيادات وإلى المراهم والأدوية. وبسبب عدم توفّر شبكات الصرف الصحي، انتشرت الأمراض الجلدية، منها الليشمانيا، والمخيمات بمعظمها تعاني من المشكلة ذاتها. يأتي ذلك في ظلّ نقص شديد لجهة توفّر الدواء واللقاح من أجل ما يُعرَف بحبّة اللشمانيا". ويتابع اليوسف: "بصفتي مدير مخيم، أناشد كل المنظمات العاملة في المجال الطبي، خصوصاً العيادات الجلدية، زيارة مخيّمنا حيث تنتشر أمراض جلدية عدّة".
بدوره، يقول وليد المحمد من سكان مخيم التح، لـ"العربي الجديد" إنّ "سبب انتشار الأمراض الجلدية في مخيمات الشمال السوري تعود إلى قنوات الصرف الصحي المكشوفة التي تجذب الحشرات التي تنقل الأمراض"، لافتاً إلى "عدم توفّر عيادات لدينا لمعالجة مثل هذه الأمراض". ويطالب بعيادات جلدية "توفّر الأدوية اللازمة وتحويل الحالات الحرجة إلى مراكز متخصصة قريبة".
أمّا نصر قطّان، وهو من سكان مخيم التح كذلك، وهو رب أسرة تتكوّن من 11 فرداً، يوضح لـ"العربي الجديد" أنّ "الأمراض الجلدية كثرت في المخيّم بسبب غياب خدمة الصرف الصحي"، مطالباً "المنظمات بتوفير طاقم طبي متخصّص لعلاج هذه الأمراض ومساعدة النازحين من خلال توفير الأدوية اللازمة".
في سياق متصل، يشير مدير الرعاية الأولية في مديرية صحة حلب عبد الكريم الياسين لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "ثمّة عوامل تساهم في انتشار الليشمانيا، منها سوء شبكة الصرف الصحي وعدم رفع النفايات، إذ من شأن ذلك أن يؤدّي إلى انتشار ذبابة الرمل المسؤولة عن انتشار الليشمانيا".
من جهته، يقول مدير فريق "منسقو استجابة سورية" محمد حلاج لـ"العربي الجديد" إنّ "ثمّة نقصاً في كميّة المياه التي يحصل الفرد عليها في المخيمات، ما يتسبّب في انتشار أمراض جلدية في الوقت الذي تعاني منه المخيمات من حفر صرف صحي ومجارير مكشوفة، يُضاف إلى ذلك نقص في مستلزمات النظافة الشخصية التي يحصل عليها النازحون".