غرقت شوارع مدينة اللاذقية على الساحل السوري اليوم نتيجة الأمطار الغزيرة التي أدت إلى تعطل الحياة وألحقت أضرارا مادية بالسكان في الكثير من المناطق، نتيجة عدم قدرة البنية التحتية في المدينة على استيعاب وتصريف المياه في أول هطول غزير هذا الموسم.
وقال مصدر من مجلس محافظة اللاذقية، فضل عدم كشف هويته، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن السبب الرئيسي وراء غرق الشوارع هو عدم أخذ إجراءات احترازية من قبل مجلس المدينة، مضيفا أن هناك تحذيرات سابقة من هطول أمطار غزيرة، وكان على المجلس أن يتخذ إجراءات مثل تنظيف مجاري الصرف الصحي وتنظيف الشوارع من الأوساخ التي تسبب انسداد المجاري أثناء هطول الأمطار.
وتسببت المياه في تعطل عشرات السيارات في وسط الطرقات، إضافة لتلف مواد غذائية وخضار في منازل ومتاجر بمناطق منخفضة، حيث اختلطت مياه الأمطار بمياه الصرف الصحي.
وأكد المصدر أنها ليست المرة الأولى التي تغرق فيها اللاذقية هذا الموسم، إذ شهدت المدينة قبل 15 يوما أمطارا تسببت في أزمة، خاصة في منطقة شارع الجمهورية.
وبحسب وسائل إعلام محلية وناشطين، فاضت المياه في الكثير من أجزاء المدينة، من بينها شارع الجمهورية ودوار الثورة ودوار الأزهري ومحيط السكن الشبابي، حيث منعت المياه والسيول حركة السيارات والمارة.
ونشرت صفحة "الأرصاد الجوية السورية" أن "الفيضانات والسيول تغمر عدة مناطق من محافظة اللاذقية والطرق مقطوعة في هذه الأوقات نتيجة الخلايا الركامية الشديدة والتي أشرنا إلى إمكانية حدوثها في بعض المناطق الساحلية والشمالية الغربية مع بدء الفعالية الجوية. نأمل عدم الاستهانة بالتحذيرات".
وبين صالح العمر، وهو نازح من حلب ويقيم في اللاذقية، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه يقيم في طابق أرضي في منطقة منخفضة نسبيا، موضحا أن مصارف المياه في المنزل بدأت تخرج مياه صرف صحي مع مياه أمطار، كما اندفعت كمية مياه إلى منزله من الطريق أدت إلى غرق بعض أثاث منزله. وطالب العمر بلدية المدينة باتخاذ الإجراءات اللازمة قبل هطول الأمطار لمنع غرق المدينة بالمياه، متسائلا: "لماذا لم تقم البلدية بأعمال صيانة مسبقا؟".
يذكر أن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري تعاني من أزمات متلاحقة تشمل مختلف الجوانب الاقتصادية والحياتية.