استمع إلى الملخص
- ثلاث مجموعات يمينية متطرفة جمعت أكثر من 200 ألف دولار من مانحين في الولايات المتحدة وإسرائيل، وأعاقت وصول المساعدات إلى غزة، مما يتعارض مع التزامات أميركا وإسرائيل المعلنة.
- تواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة للشهر العاشر، مستهدفاً البنية التحتية والمدنيين، مما أسفر عن آلاف الشهداء والجرحى.
تشهد عمليات دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة تضييقاً متكرراً من جانب الاحتلال الإسرائيلي، وعلى الرغم من الضغط الأميركي الذي ساهم في تعهد الاحتلال بدخول كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، إلا أن الولايات المتحدة وإسرائيل سمحتا في الوقت نفسه بتقديم تبرعات تستحق إعفاء ضريبياً لمجموعات اليمين المتطرف التي أعاقت وصول تلك المساعدات.
وخلال فحص مواقع التمويل الجماعي وغيرها من الوثائق العامة، رصدت وكالة أسوشييتد برس وموقع شومريم الاستقصائي الإسرائيلي، ثلاث مجموعات أعاقت وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة (بينها مجموعة متهمة بنهب أو تدمير الإمدادات) جمعت أكثر من 200 ألف دولار من مانحين في الولايات المتحدة وإسرائيل. ويتعارض تحفيز هذه التبرعات بإعفائها من الضرائب مع التزامات أميركا وإسرائيل المعلنة بالسماح بدخول كميات غير محدودة من الغذاء والماء والدواء إلى غزة، كما تقول المجموعات التي تعمل على إدخال المزيد من المساعدات إلى المنطقة. إذ تواصلت التبرعات حتى بعد فرض الولايات المتحدة عقوبات على إحدى هذه المجموعات.
وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة غيشا الإسرائيلية غير الربحية، تانيا هاري، إن منظمتها دعت إسرائيل منذ فترة طويلة إلى تحسين الأوضاع في القطاع، وإن عدم اتخاذ إسرائيل إجراءات صارمة ضد هذه الجماعات، يظهر "افتقاراً إلى التماسك" في سياستها الخاصة بمساعدات غزة، مضيفة: "إذا كنت تقول إنك تسمح بدخول المساعدات، وفي الوقت ذاته تسهل عمل الجماعات التي تمنعها، فهل يمكنك حقاً القول إنك تسهل دخول المساعدات؟".
ولم يستجب المسؤولون الإسرائيليون لطلبات التعليق، فيما أكدت الخارجية الأميركية التزامها بضمان تسليم المساعدات، لكنها لم تعلّق على جهود جمع الأموال من جانب الجماعات اليمينية المتطرفة.
وسبق أن زعمت إسرائيل مراراً أنها لا تفرض قيوداً على المساعدات الإنسانية، ملقية باللوم على الأمم المتحدة وأنها هي التي فشلت في توزيع مساعدات جاءت على متن آلاف الشاحنات التي وصلت إلى القطاع. وتقول الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة إنّ عمليات التسليم تعرقلت مراراً بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية وانعدام القانون في قطاع غزة، وطول وتعقيد عمليات التفتيش الإسرائيلية.
وعملت المجموعات الثلاث التي كشفت عنها "أسوشييتد برس" و"شومريم" على إبطاء تسليم المساعدات من خلال منع الشاحنات من الوصول إلى غزة، إما عن طريق تعطيل حركة المرور أو ببساطة الوقوف أمام معبر كرم أبو سالم الرئيسي إلى غزة.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة للشهر العاشر على التوالي مستهدفاً البنية التحتية والمدنيين مما أسفر عن أكثر من 38664 شهيداً و89097 جريحاً منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)