حصلت صحيفة "وول ستريت جورنال" على وثيقة سرية من وكالة المخابرات الوطنية الأميركية تظهر أن وزارة الطاقة في البلاد ومكتب التحقيقات الفيدرالي يعتقدان أن سبب وباء فيروس كورونا هو تسرب في مختبر مدينة ووهان للفيروسات. وجاء في التقرير الذي نُشر الأحد، بأن وثيقة سرية تظهر أن وزارة الطاقة الأميركية توصلت إلى استنتاج مفاده أن فيروس كورونا قد تسرب من أحد المعامل في الصين. واعترضت بكين بشدة، اليوم الاثنين، على هذه الفرضية وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ خلال تصريحها اليومي إنه "لا بد من الكف عن التلويح بهذه النظرية المتعلقة بحدوث تسرب من مختبر، والكف عن تشويه سمعة الصين، والتوقف عن تسييس الأبحاث المتعلقة بمنشأ الفيروس".
ووفقاً للصحيفة فإن جهاز المخابرات الوطنية قدم مؤخراً تقريراً سرياً من خمس صفحات إلى البيت الأبيض وكبار مسؤولي الكونغرس يتضمن آخر رأي حول منشأ كورونا. وبذلك تعتبر وزارة الطاقة ومكتب التحقيقات الفيدرالي الآن، أن سبب وباء كورونا تسريب معملي، مما يعيد إلى الواجهة الجدل الذي أثير في السابق حول منشأ الفيروس.
وكانت تقارير أميركية قد ربطت في وقت سابق ظهور الوباء بمختبر ووهان، الأمر الذي دفع بكين إلى اتهام واشنطن بتسييس الجائحة، خصوصاً أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كان قد وصم كورونا خلال فترة ولايته بالـ"الفيروس الصيني".
وفي أعقاب ذلك، وعدت منظمة الصحة العالمية بفعل كل ما هو ممكن من أجل الحصول على إجابة بشأن أصول الفيروس. وسافر فريق من منظمة الصحة إلى مدينة ووهان في مطلع عام 2021 وزار سوق الحيوانات البرية الذي ظهرت فيه الحالات الأولى، وكذلك مختبر ووهان للفيروسات. وفي وقت لاحق، أصدر الفريق تقريراً نفى فيه فرضية تسرب الفيروس، وقد واجه التقرير آنذاك انتقادات لافتقاره إلى الشفافية وإمكانية الوصول للمعلومات، وعدم التقييم الكافي لنظرية تسرب الفيروس. واتُهم رئيس المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بالتواطؤ مع الصين، قبل أن يشدد في وقت لاحق على أهمية بقاء جميع الفرضيات على الطاولة، ودعا بكين إلى توفير مزيد من المعلومات لخدمة التحقيقات. ويعتبر مراقبون أنه لا تزال هناك وجهات نظر متنوعة حول منشأ الوباء. بينما يرجح خبراء صينيون بأن الفيروس نشأ في الخفاش قبل أن ينتقل عبر حيوان وسيط إلى البشر.
وفي تعليقه على التطورات الخاصة بمنشأ فيروس كورونا وربط ذلك بمختبر ووهان، قال الطبيب الصيني لو تشانغ، وهو عضو سابق في منظمة "أطباء بلاد حدود" لـ"العربي الجديد": لا يمكن التعويل على مثل هذه التقارير لأنها تفتقر إلى المصداقية، إذ إن آخر فريق بحثي تابع لمنظمة الصحة العالمية، زار الصين قبل عامين من الآن، فما الذي استجد منذ ذلك الحين، وعلى ماذا بنى التقرير فرضيته؟". وتابع: "لا شك في أن الأمر يحمل أبعاداً سياسية لا علاقة لها بأي أساس علمي".
من جانبه، أوضح أستاذ الدراسات السياسية في معهد قوانغ دونغ، لين تشين، في حديث مع "العربي الجديد"، أن توقيت نشر التقرير ينسف أي احتمال لواقعيته، إذ يتزامن مع توتر العلاقات بين بكين وواشنطن على خلفية أزمة المنطاد الصيني. وقال: "ربما أرادت إدارة الرئيس جو بايدن أن تشغل الرأي العام بقضية جديدة كي تغطي على إخفاقها في إدارة الشؤون الداخلية والخارجية، خصوصاً وأنها تواجه ضغوطاً كبيرة من الجمهوريين بسبب ضعف سياسة الردع إلى جانب ملفات وحسابات داخلية شائكة".