- أكثر من 300 ألف شخص محاصرين بسبب الهجوم العسكري الإسرائيلي، مع تقلص الإمدادات الغذائية إلى أقل من نصف الاحتياجات اليومية، مما يؤدي إلى وفيات بين الأطفال.
- "أوكسفام" تطالب بوقف دائم لإطلاق النار، توقف تزويد إسرائيل بالأسلحة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية وتحسين البنية التحتية للماء والصرف الصحي لتحسين الأوضاع المعيشية.
دقّ تقرير جديد لمنظمة "أوكسفام" الدولية ناقوس الخطر من ترك الفلسطينيين شمال قطاع غزة يواجهون الموت جوعاً بسبب عدم تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية، واضطرارهم للبقاء على قيد الحياة باستهلاك ما معدله 245 سعرة حرارية في اليوم. وقالت المنظمة (غير حكومية مقرها إسبانيا)، في تقرير لها الأربعاء: "يُرغم سكان شمال قطاع غزة للبقاء على قيد الحياة بمقدار 245 سعرة حرارية فقط من الغذاء للفرد الواحد في اليوم – أي على أقلّ من علبة فول - منذ شهر يناير/كانون الثاني مع مواصلة القوات الإسرائيلية هجومها العسكري (..) يُعتقد أنّ أكثر من 300 ألف شخص ما زالوا محاصرين هناك، ولا يمكنهم المغادرة".
For nearly 20 years, the Israeli government has calculated the calories needed to prevent malnutrition in #Gaza, accounting for age, gender, and local food production—yet, recent actions have nearly wiped out these critical food sources. Now, people in Northern Gaza are barely… pic.twitter.com/68gkIZGwBV
— Oxfam International (@Oxfam) April 4, 2024
أقلّ من علبة فول
ووفقاً للتقرير، فإن 245 سعرة حرارية هي كمية طعام ضئيلة وأقل من 12 بالمائة من الاستهلاك اليومي الموصى به لتلبية الاحتياجات اليومية للإنسان، والبالغ 2100 سعرة حرارية للشخص الواحد، محسوبًا باستخدام البيانات السكانية مع مراعاة الاختلافات حسب العمر والنوع الاجتماعي.
وقال المدير التنفيذي للمنظمة أميتاب بيهار: "تتخذ إسرائيل خيارات متعمّدة لتجويع المدنيين. تخيلوا كيف يبدو الأمر ليس فقط محاولة البقاء على قيد الحياة على 245 سعرة حرارية يومًا بعد يوم، ولكن أيضًا الاضطرار إلى رؤية أطفالكم أو أقاربكم المسنين يفعلون الشيء نفسه، كل ذلك أثناء النزوح، مع القليل من الماء النظيف وفي غياب المراحيض، مع العلم أن معظم الدعم الطبي قد تلاشى، وهو الآن تحت التهديد المستمر للطائرات بدون طيار والقصف".
واعتبرت "أوكسفام" أن الإمدادات الغذائية التي تدخل غزة بشكل يومي أقل من نصف احتياجات السكان في ظل الظروف العادية. ووجد تحليل لها أنّ ثمّة حاجة إلى ما لا يقل عن 221 شاحنة من المواد الغذائية كل يوم، من دون احتساب الهدر أو التوزيع غير المتكافئ. وفي الوقت الراهن، لا يدخل قطاع غزة سوى 105 شاحنات محملة بالمواد الغذائية يوميًا في المتوسط.
وأضافت: "المجاعة وشيكة في شمال غزة، حيث يعاني جميع السكان تقريبا من الجوع الشديد، فيما يعاني 1.1 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الكارثي. ومن المرعب أنّ الأطفال باتوا يموتون فعليًا من الجوع وسوء التغذية، وغالبًا ما يتفاقم هذا الوضع بسبب المرض"، وفقاً لتقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
وقالت أم محاصرة في شمال قطاع غزة: "قبل الحرب، كنا بصحة جيدة وكانت أجسادنا قوية. الآن، بالنظر إلى أطفالي، فقدنا الكثير من الوزن لأننا لا نأكل أي طعام مناسب، ونحاول أن نأكل كل ما نجده من نباتات برية صالحة للأكل أو أعشاب لمجرد البقاء على قيد الحياة".
وبحسب بيهار، فإنّ "إسرائيل تتجاهل أمر محكمة العدل الدولية لمنع الإبادة الجماعية وقرارات مجلس الأمن الدولي. وفي الأسبوع الماضي فقط، أمرت محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير مؤقتة جديدة، مشيرة إلى أن المجاعة لم تعد تلوح في الأفق، بل "قد بدأت عمليًا في قطاع غزة". ويجب على جميع البلدان أن تتوقف فورًا عن تزويد إسرائيل بالأسلحة، وأن تفعل كل ما في وسعها لضمان وقف فوري ودائم لإطلاق النار؛ عند ذلك فقط يمكننا وقف هذه المذبحة المروعة لحوالي 2.2 مليون شخص تحملوا ستة أشهر من المعاناة. ولا يمكن لإسرائيل أن تستخدم المجاعة كسلاح بعد الآن".
وجدّدت منظمة "أوكسفام" دعوتها إلى وقف دائم لإطلاق النار، وتوقف الدول فورًا عن تزويد إسرائيل بالأسلحة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل. كما دعت أن تشمل الاستجابة العالمية لقطاع غزة الغذاء الكافي والمغذي للجميع، والترميم الكامل للمستشفيات والخدمات الصحية، والبنية التحتية للماء والصرف الصحي، والسماح لجميع مواد إعادة الإعمار بعبور الحدود.