تشرع دول بأرجاء أوروبا في إعادة فرض تدابير أكثر صرامة لكبح موجة جديدة من تفشي فيروس كورونا، حفزها المتحور "أوميكرون" سريع الانتقال، ما أثار دعوات إلى احتجاجات من باريس إلى تورينو.
وقالت منظمة الصحة العالمية، السبت، إنه تم اكتشاف أوميكرون في 89 دولة، وإن الإصابات تتضاعف بسرعة، مشيرة إلى أن عدد الإصابات بالمتحور الجديد "تتضاعف كل يوم ونصف إلى ثلاثة أيام في المناطق التي ينتشر فيها"، وأن "الانتشار الواسع السريع لأوميكرون عن المتحور دلتا تعني أنه من المرجح أن يتفوق على دلتا قريبا، ليكون الشكل السائد للفيروس.
كما لاحظت منظمة الصحة العالمية انتشارا سريعا لأوميكرون حتى في الدول ذات معدلات التطعيم المرتفعة، أو التي تعافى نسبة كبيرة من السكان فيها من كوفيد-19، وقالت إنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الزيادة الكبيرة في أعداد الإصابات بأوميكرون عائدة إلى قدرة المتحور على اختراق المناعة، أو أنه بطبيعته أكثر قابلية للعدوى من المتحورات السابقة، أو مزيج من السببين معا.
وعبر وزراء في فرنسا عن قلقهم، وألغت باريس فعالية إطلاق الألعاب النارية في ليلة رأس السنة الجديدة، وشددت النمسا قيود السفر، وأغلقت الدنمارك المسارح وقاعات الحفلات الموسيقية والمتنزهات والمتاحف، كما فرضت أيرلندا حظر تجوال من الثامنة مساء على المقاهي والحانات، وقيدت حضور الفعاليات الداخلية والخارجية.
وربما تذهب دول أخرى أبعد من ذلك، ففي هولندا، يجتمع وزراء الحكومة، السبت، لمناقشة نصيحة لجنة من الخبراء الذين أوصوا بتشديد الإغلاق الجزئي المطبق بالفعل.
تظاهرات رافضة للقيود في باريس وتورينو
وفي فرنسا، أعلنت الحكومة أنها تعتزم البدء في إعطاء اللقاح للأطفال في الفئة العمرية من 5 إلى 11 سنة اعتبارا من الأربعاء المقبل، وقال رئيس الوزراء، جان كاستكس، أمس الجمعة، إنه مع انتشار المتحور أوميكرون "بسرعة البرق"، اقترحت الحكومة المطالبة بإثبات التطعيم لأولئك الذين يدخلون المطاعم والمقاهي والأماكن العامة الأخرى، وهذا الإجراء في انتظار موافقة البرلمان.
ومن المقرر تنظيم مظاهرات، السبت، في باريس للتعبير عن معارضة تصريح التطعيم الجديد، ورفض القيود الحكومية المستمرة، ومن المقرر أيضا تنظيم احتجاجات في تورينو الإيطالية.
في ألمانيا، طالبت المقاطعات الحكومة الاتحادية، السبت، بتشديد القيود المفروضة على المسافرين الوافدين إلى البلاد لكبح تفشي أوميكرون، وتعليق دخول الوافدين من المملكة المتحدة.
وخلال اجتماع عبر الفيديو، طالب وزراء الصحة في المقاطعات الألمانية الـ16، بفرض إلزامية فحص (بي.سي.آر) على المسافرين الذين تتجاوز أعمارهم السادسة، علما بأن هذا الإجراء مطبّق حاليا على المسافرين الذين يبلغون 12 سنة وما فوق للوافدين من دول متضررة بشدة من المتحور الجديد.
من جهته، رحّب وزير الصحة الألماني الجديد، كارل لاوترباخ، بالمناشدة، وقال في ختام الاجتماع: "كلما تمكنا من تأخير التوقيت الذي سنكون فيه تحت سيطرة أوميكرون سيكون الأمر أفضل".
وشهدت إصابات أوميكرون المسجلة في بريطانيا، قفزة كبيرة بلغت نحو 25 ألف إصابة، بينما بلغ إجمالي المتوفين المسجلين به سبعة وفيات طبقا لأحدث الأرقام التي أعلنتها السلطات الصحية، كما زاد عدد متلقي العلاج في المستشفيات بسبب أوميكرون من 65 إلى 85.
وعاودت الحكومة فرض شرط وضع الكمامات في المناطق المغلقة، وأمرت بإظهار دليل على التطعيم، أو فحص للكشف عن فيروس كورونا عند دخول النوادي الليلية والمناسبات الكبرى، في حين يحذر أطباء من أن الحكومة بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لمنع اكتظاظ المستشفيات بالمصابين.
وأعلن رئيس بلدية لندن، صادق خان، السبت، "حالة طوارئ" لمساعدة مستشفيات العاصمة على مواجهة زيادة في الإصابات الناجمة عن المتحور أوميكرون، وهذه الخطوة تسمح بتنسيق أوثق بين الوكالات العامة المختلفة، وقال خان إن حالات دخول المستشفيات، وتغيب العاملين الصحيين آخذة في الارتفاع، "لذلك اتخذت القرار بالتشاور مع شركائنا لإعلان حالة طوارئ".
(أسوشييتد برس، رويترز)