حث أكبر مسؤول بمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، الثلاثاء، الحكومات على الاستعداد "لزيادة كبيرة" في أعداد الإصابات بفيروس كورونا بسبب المتحور "أوميكرون" الذي بات السلالة المهيمنة في العديد من الدول.
وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، هانس كلوغه، في مؤتمر صحفي بفيينا: "نستطع أن نرى عاصفة أخرى قادمة. في غضون أسابيع، سيهيمن المتحور أوميكرون على المزيد من بلدان المنطقة، ما يدفع الأنظمة الصحية التي تعاني من الضغوط بالفعل، إلى حافة الهاوية. تم اكتشاف أوميكرون فيما لا يقل عن 38 عضواً من أعضاء منظمة الصحة العالمية بالمنطقة الأوروبية، والبالغ عددهم 53، وأصبح السائد في المملكة المتحدة والدنمارك والبرتغال".
وأضاف كلوغه: "في الأسبوع الماضي، توفى 27 ألف شخص بسبب فيروس كورونا في المنطقة، وتم تسجيل 2.6 مليون إصابة إضافية. على الرغم من أن هذه الحالات تشمل جميع المتحورات، وليس فقط أوميكرون، إلا أن هذا العدد أعلى بنسبة 40 في المائة عما كان عليه خلال نفس الفترة من العام الماضي. أوميكرون ينتشر في الغالب بين شباب في العشرينيات والثلاثينيات من أعمارهم، ويتعين على الحكومات الأوروبية تكثيف حملات التطعيم، وإدخال تدابير إضافية لإبطاء تفشي المتحور، وإعداد البنية التحتية الحيوية، مثل أنظمة الرعاية الصحية، لمواجهة الزيادة القادمة في الإصابات".
وفي مواجهة أوميكرون، قرّرت واشنطن التحرّك، الثلاثاء، وهي تعوّل على زيادة الفحوص، وتسريع وتيرة التلقيح، فيما يتهيّأ المستشار الألماني الجديد، أولاف شولتز، لتعزيز القيود، في حين حذّرت الحكومة الفرنسية من أن المتحوّر الجديد يتفشى بسرعة كبيرة، وأنه مسؤول عن ثلث الإصابات بكوفيد-19 المسجّلة في باريس.
وسيعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، الثلاثاء، فرض تدابير جديدة في البلاد الأكثر تضرراً في العالم مع تسجيل أكثر من 807 آلاف وفاة بكوفيد-19، وكشف البيت الأبيض تفاصيل الاستراتيجية التي سيعلنها بايدن لاحتواء التفشي، وهي تقوم على الفحوص، وتسريع وتيرة التلقيح، وتعزيز قدرات المستشفيات، إنما من دون قيود جديدة في فترة أعياد الميلاد.
أما في ألمانيا، فتستعدّ الحكومة لتشديد القيود الصحية بحلول العام الجديد، من خلال إغلاق كل النوادي الليلية، وتقليل الاتصال بين الأفراد، وبينهم الملقّحون، وفق مشروع من المقرر أن يناقش الثلاثاء، في اجتماع أزمة بين الحكومة وممثلي المقاطعات الألمانية الست عشرة، على أن يليه مؤتمر صحافي للمستشار الألماني.
واعتبارا من 28 ديسمبر/كانون الأول، باستثناء الأطفال دون 14 سنة، لن يسمح للأشخاص الملقّحين، أو الذين أصيبوا بالفيروس وشفوا منه، استقبال أكثر من 10 ضيوف في منازلهم، وبشرط أن يكونوا جميعهم ملقّحين، أما الأفراد غير الملقّحين فيمكنهم استضافة شخصين فقط من أسرة واحدة كحد أقصى.
وستقام الأحداث الرياضية "من دون جمهور" اعتبارا من 28 ديسمبر، وكذلك الفعاليات الثقافية والحفلات الموسيقية، وستغلق أيضا المراقص، ونوادي الرقص. وعلى خلاف هولندا المجاورة، لا تخطط ألمانيا لإغلاق المتاجر أو دور السينما أو المطاعم، معتبرة أن السماح للأشخاص الملقّحين أو المصابين السابقين فقط بدخولها يكفي.
من جهته، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس: "إذا أردنا إنهاء الجائحة في العام المقبل، يجب أن ننهي انعدام المساواة في اللقاحات عبر ضمان تطعيم 70 في المائة من السكان في كل بلد بحلول منتصف العام المقبل".
(أسوشييتد برس، فرانس برس)