أونروا تؤكد من جديد: قطاع غزة صار مقبرة للأطفال

21 نوفمبر 2024
امرأة فلسطينية تحتضن جثّة ابنها في مدينة غزة، 15 نوفمبر 2024 (داود أبو الكاس/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أكد فيليب لازاريني، المفوّض العام لوكالة أونروا، أن حقوق الأطفال الفلسطينيين تُنتهك يوميًا، مشيرًا إلى أن غزة أصبحت "مقبرة للأطفال" بسبب الهجمات الإسرائيلية العشوائية، مما يهدد بتحولهم إلى جيل ضائع.
- وصف أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، الوضع في غزة بأنه "أزمة للإنسانية"، مع تزايد القلق بشأن وفيات الأطفال، داعيًا إلى وقف القتل وحماية حقوقهم.
- أشار جوزيب بوريل، الممثّل الأعلى للاتحاد الأوروبي، إلى أن الأطفال هم غالبية الضحايا، مؤكدًا على ضرورة توفير السلام والعدالة لهم.

أفاد المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني بأنّ حقوق الأطفال الفلسطينيين تُنتهك اليوم، بعد ثلاثة عقود من اعتماد اتفاقية حقوق الطفل، ولا سيّما أنّ "قطاع غزة صار مقبرة للأطفال". وقد أتى ذلك بمناسبة يوم الطفل العالمي، وسط حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في القطاع المحاصر منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وهذه ليست المرّة الأولى التي يوصَف بها قطاع غزة بأنّه "مقبرة للأطفال"، فمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) كانت قد أفادت في تقرير نشرته في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري بأنّ القطاع تحوّل إلى "مقبرة للأطفال" مع سقوط أعداد متزايدة من أطفال غزة في الهجمات الإسرائيلية العشوائية، مشدّدةً على "وجوب توقّف القتل".

ويعود هذا الوصف إلى الأيام الأولى من الحرب الإسرائيلية، إذ كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قد وصف الوضع في قطاع غزة بالكابوس، في السادس من نوفمبر 2023، مشدّداً على أنّ ما يحدث هو "أكثر من أزمة إنسانية"، فهو "أزمة للإنسانية"، لافتاً إلى أنّ القطاع أصبح "مقبرة للأطفال". وقبله، صرّح المتحدّث باسم منظمة يونيسف جيمس إلدر، في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بأنّ "قطاع غزة يتحوّل إلى مقبرة للأطفال"، معبّراً عن شعور المنظمة بـ"القلق إزاء وفيات الأطفال المتزايدة في القطاع".

والأربعاء، أكد المفوّض العام لوكالة أونروا ذلك الوصف في تدوينة نشرها على موقع إكس، بمناسبة العشرين من نوفمبر الذي يُحتفى فيه بيوم الطفل العالمي منذ عام 1990، وذلك في ذكرى اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل (1959) واتفاقية حقوق الطفل (1989).

وكتب لازاريني في تدوينته: "قبل ثلاثة عقود، التزم العالم باحترام حقوق الأطفال ودعمها من خلال اعتماد اتفاقية حقوق الطفل". أضاف أنّ في الوقت الراهن، "تُنتهك حقوق الأطفال الفلسطينيين يومياً منذ فترة طويلة".

وتابع المسؤول الأممي أنّ "قطاع غزة صار مقبرة للأطفال. هم يُقتَلون، ويُصابون بجروح، ويُجبَرون على الفرار، ويُحرَمون من الأمان والتعلّم واللعب". وشدّد على أنّ أطفال غزة "سُلبوا طفولتهم، بالإضافة إلى أنّهم على وشك أن يصيروا جيلاً ضائعاً، مع خسارتهم عاماً دراسيًا آخر".

من جهة أخرى، أشار لازاريني، في تدوينته نفسها، إلى أنّ "في الضفة الغربية المحتلة، يعيش الأطفال في خوف وقلق. ومنذ أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 170 طفلاً هناك، في حين يفقد آخرون طفولتهم في مراكز الاحتجاز الإسرائيلية". وإذ أفاد بأنّ "الأراضي الفلسطينية المحتلة ليست مكاناً مناسباً للأطفال"، شدّد على أنّ أطفال فلسطين "يستحقّون الأفضل؛ السلام والعدالة ومستقبلاً أفضل".

بوريل: الأطفال غالبية الضحايا في قطاع غزة

في الإطار نفسه، قال الممثّل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، الأربعاء، إنّ "الوضع في فلسطين، خصوصاً في قطاع غزة، يُبرِز مأساة الأطفال الذين يمثّلون غالبية الضحايا في هذا الصراع"، بحسب ما جاء في كلمة ألقاها في حفل بالجامعة الأردنية.

وأكد بوريل أنّ عشرات الأطفال في قطاع غزة "يُقتَلون يومياً في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان". وفي استعادة لكلمات المفوّض العام لوكالة أونروا فيليب لازاريني، أكد بوريل: "هذه الحرب هي حرب على الأطفال ومستقبلهم"، فيما أشاد بالدور الحيوي الذي تؤدّيه وكالة أونروا في المنطقة.

ووصف "الحرب على أطفال غزة" استخدمه لازاريني كما مسؤولون أمميون آخرون ووكالات مختلفة تابعة للأمم المتحدة، في خلال أكثر من 13 شهراً من العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع المحاصر. وكانت منظمة يونيسف قد حذّرت، في أكثر من مرّة، منذ الأيام الأولى من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بأنّ العدوان الإسرائيلي الحاصل ما هو سوى "حرب على الأطفال"، ولا سيّما أنّهم من الفئات أو هم الفئة الأكثر تضرّراً منه.

(العربي الجديد، الأناضول)

المساهمون