أعلنت وزارة الخارجية العراقية، اليوم الأربعاء، استمرار جهودها لإجلاء العراقيين المقيمين في أوكرانيا والراغبين في مغادرتها، على خلفية الحرب الروسية التي اندلعت قبل نحو أسبوعين.
وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف إنّ "سفارة جمهورية العراق، بالتنسيق مع وزارة الخارجية الأوكرانية والإدارة المحلية في مدينة سومي (شمال شرق)، تمكّنت من إجلاء نحو 60 شخصاً من أبناء الجالية العراقيّة من مدينة سومي المحاصرة، من بينهم أطفال ونساء ورجال كبار في السنّ وزوجات عراقيين (من الجنسية الأوكرانية)".
أضاف الصحاف في بيانه أنّ السفارة استطاعت كذلك "إجلاء عائلة عراقية أخرى تتكوّن من خمسة أفراد، من بينهم نساء وطفل يبلغ من العمر 20 يوماً، من مدينة خاركيف (شمال شرق) التي تشهد اشتباكات وأعمال عسكرية لم تتوقف حتى الآن".
والسبت الماضي، أعلنت السفارة العراقية في بولندا أنّ عدد العراقيين الذين دخلوا أراضيها آتين من أوكرانيا وصل إلى 620 شخصاً، وذلك بعد يومين على تأكيد وزارة الخارجية العراقية انتقال أكثر من 500 من رعاياها من أوكرانيا إلى بولندا بسبب الحرب الدائرة في الأولى.
ويُقدَّر عدد أفراد الجالية العراقية في أوكرانيا بأكثر من 5500 شخص، من بينهم مئات الطلاب، علماً أنّ ثمّة رجالاً عراقيين سبق أن تزوّجوا نساءً أوكرانيات وكوّنوا أسراً هناك. وفي خلال الأيام الأخيرة، كانت مطالبات بالإسراع في إعادة العراقيين العالقين في أوكرانيا والراغبين في العودة إلى بلادهم، وسط انتقادات تحدّثت عن ضعف الإجراءات في هذا المجال.
وشهد العراق في الأيام الأخيرة مطالبات للسلطات باتخاذ إجراءات جديّة لإنقاذ العراقيين المقيمين في أوكرانيا والراغبين في العودة إلى بلادهم، وسط حديث عن أنّهم بمعظمهم يعرفون أوضاعاً معيشية صعبة في ظلّ القصف والحصار وارتفاع الأسعار.
وفي هذا السياق، يقول الشاب العراقي محمد يعرب الذي أنهى دراسته في أوكرانيا قبل الحرب لـ"العربي الجديد" إنّه "على تواصل مع أصدقائي هناك منذ اليوم الأوّل للاجتياح الروسي للأراضي الأوكرانية". ويلفت إلى أنّ "المقيمين، وخصوصاً الطلاب العراقيين، يعانون من أوضاع صعبة"، مبيناً أنّ "بعضهم يريد مغادرة أوكرانيا، لكنّه غير قادر على ذلك، فيما نفدت أموال آخرين، وهم الآن عاجزون عن توفير تكاليف الطعام والسكن والتنقل".
تجدر الإشارة إلى أنّ وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين كان قد بحث في وقت سابق أوضاع العراقيين في أوكرانيا مع عميد الجالية العراقية فيها عدنان الكاظمي، وذلك في اتصال هاتفي بحسب ما أفاد الصحاف الذي أوضح أنّهما تشاورا في "كيفية وسبل تحقيق الاستجابة الممكنة لهم في خلال الظرف الراهن". أضاف الصحاف أنّ "حسين استمع إلى تفاصيل عرضها الكاظمي"، وقد تناولا "الاستجابة العاجلة لمتطلبات الجالية من قبل وزارة الخارجية والإجراءات التي اتّخذتها قبل الأزمة الأوكرانية الروسية وتقديم الدعم للجالية".