إحاطة نيابية عن تراجع المساحات الخضراء والقطع الجائر للأشجار في مصر

12 يونيو 2024
صورة متداولة للقطع الجائر للأشجار في مصر الجديدة، 11 يونيو 2024 (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- النائبة مها عبد الناصر تقدم طلب إحاطة نيابية حول التحديات البيئية بمصر، مشيرة إلى الزيادة في درجات الحرارة وتراجع المساحات الخضراء بسبب القطع الجائر للأشجار، مؤكدة على دور الأشجار في تلطيف المناخ.
- تنتقد التوسع العمراني وتدمير المساحات الخضراء، مع التأكيد على الحاجة لحملات تخضير وتشجير عاجلة لمواجهة "مجازر بحق المساحات الخضراء" وتلوث الهواء.
- تطالب بتحقيق شامل لمحاسبة المتورطين في قطع الأشجار، وتنفيذ حملات توعية لتشجيع زراعة الأشجار وتجريم قطعها، في إطار جهود الحفاظ على البيئة ومواجهة التغيرات المناخية.

دفع تراجع المساحات الخضراء في مصر نتيجة القطع الجائر للأشجار، بالتزامن مع مواجهة البلاد موجة غير مسبوقة من ارتفاع درجات الحرارة، إلى تقديم طلب إحاطة نيابية، تقدّمت به النائبة في مجلس النواب المصري عن الحزب الديمقراطي الاجتماعي، مها عبد الناصر، الأربعاء، إلى رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزيرة البيئة ياسمين فؤاد، ووزير النقل كامل الوزير، ووزير التنمية المحلية هشام آمنة.

وقالت عبد الناصر في طلبها: إن الدولة المصرية شهدت في السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في درجات الحرارة، بعدما كانت قبلة للسائحين في جميع فصول العام بسبب مناخها المعتدل، واستطردت بأن من أهم مسببات تلك الظاهرة وتفاقمها هو التراجع الكبير في المساحات الخضراء، مع استمرار ظاهرة القطع الجائر للأشجار التي تلعب دوراً حيوياً في تلطيف المناخ، وتنقية الهواء، وتقليل تأثير الاحتباس الحراري.

وأضافت أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أظهرت تصدّر محافظة أسوان (جنوب مصر) قائمة المدن الأعلى حرارة على وجه الأرض، في 7 يونيو/ حزيران الحالي، بدرجة حرارة وصلت إلى 49.6 درجة مئوية، فيما حلّت الأقصر في المركز العاشر بـ47 درجة مئوية، ومدينة أبو سمبل في المركز الثاني عشر بـ46.6 درجة مئوية، وجنوب الوادي بمحافظة قنا في المركز الخامس عشر بدرجة حرارة 46.4 درجة مئوية.

تدمير المساحات الخضراء في مصر

وتابعت عبد الناصر أن الجميع لاحظ، وبشكل متزايد، تورط بعض الجهات في الدولة في قطع الأشجار بطرق غير منظمة، من دون مراعاة للتوازن البيئي، تحت ذريعة التوسع العمراني، وتطوير البنية التحتية للطرق والجسور المرورية. واستشهدت عبد الناصر ببعض التقارير والإحصائيات الخاصة بالشأن البيئي في مصر، والتي أظهرت تدمير ما يقرب من 910 آلاف متر مربع من المساحات الخضراء في محافظة القاهرة وحدها بين عامي 2017 و2020، وتراجع المساحات الخضراء في مصر من 7.8 ملايين متر مربع في 2017 إلى 6.9 ملايين متر مربع في 2020.

وأردفت أن منطقة شرق القاهرة -على سبيل المثال- فقدت ما يقرب من 584 ألف متر مربع من المساحات الخضراء، جراء التوسع في إنشاء شبكة الطرق السريعة داخل المناطق السكنية، ما أدى إلى ارتفاع معدل مؤشر زيادة استخدام السيارات إلى أربعة أضعاف النمو السكاني.

وقالت عبد الناصر: إنّ "الأشجار هي وسيلة أساسية ومنخفضة التكلفة وفعّالة لمعالجة تلوث الهواء والضوضاء، وتوفير الظل، وتبريد الشوارع، وسط ارتفاع درجات الحرارة القياسي في الآونة الأخيرة"، متّهمة الحكومة بالاستمرار في ارتكاب المجازر بحق المساحات الخضراء والأشجار، وكان آخرها تجريف الأشجار الموجودة بمنطقة مجرى السيل بمنطقة ثكنات المعادي، وإزالة أشجار حديقة الميريلاند التاريخية في حي مصر الجديدة.

وبينت أن تلك المساحات الخضراء والأشجار كانت بعيدة عن الأعمال الإنشائية الجارية في هذه المناطق، ولكنه بات واضحاً أن إزالة الأشجار تحولت إلى عادة روتينية عند الجهات التنفيذية، فعندما يحضر الأسفلت والإسمنت لا بد من قتل كل ما هو أخضر.

وحذّرت عبد الناصر من تسبّب موجة الحرارة المرتفعة في زيادة حالات الإجهاد الحراري، والأمراض المرتبطة بالحرارة مثل الجفاف وضربات الشمس، خصوصاً بين الأطفال وكبار السن، مشيرة إلى أن التغير المناخي قد يقلص من حجم الإنتاج الزراعي من المحاصيل الغذائية بنسبة 10% بحلول عام 2050.

وواصلت أنه خلال العقدين الماضيين لوحظ انخفاض وتيرة نمو إنتاج الذرة والقمح والأرز، التي هي المحاصيل الأساسية الغذائية لدى المصريين، على خلفية زيادة معدلات الاحترار العالمي، بالإضافة إلى احتمالية فقد مصر 30% من إنتاجها الغذائي في المناطق الجنوبية بحلول عام 2040، بسبب ارتفاع عدد الأيام الدافئة خلال العام، بحسب برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.

وطالبت عبد الناصر الحكومة بإجراء تحقيق شامل حول الأسباب والجهات المسؤولة عن قطع الأشجار وتقليص المساحات الخضراء، وتقديم المتورطين للمساءلة، إلى جانب تنفيذ حملات تخضير وتشجير عاجلة وسريعة بمختلف أنحاء الجمهورية، بالتوازي مع حملات توعية موسعة حول أهمية الأشجار والغطاء النباتي في تلطيف المناخ، وتشجيع المواطنين على زراعة الأشجار والحفاظ عليها.

كما طالبت، في ختام طلب الإحاطة، كل الجهات التنفيذية بتجريم قطع أو اقتلاع أو حرق أي نوع من أنواع الأشجار والمساحات الخضراء بمختلف أنحاء الجمهورية بأي شكل من الأشكال، والابتعاد عن هذه الممارسات غير الحضارية من جانب أي جهة أياً كانت، وتحت أي ظرف، وفي ضوء أي مسمى من المسميات.

المساهمون