أرجأت محكمة جنايات الزقازيق في محافظة الشرقية المصرية محاكمة الطالب الجامعي إسلام فتحي، المتهم بقتل زميلته في كلية الإعلام بأكاديمية الشروق سلمى الشوادفي عمداً مع سبق الإصرار والترصد، في 9 أغسطس/ آب الماضي، إلى جلسة 3 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وقررت المحكمة، الثلاثاء، إحالة المتهم إلى مستشفى الأمراض النفسية والعقلية في ضاحية العباسية بالقاهرة، بهدف وضعه تحت الملاحظة لبيان مدى مسؤوليته عن الواقعة وقت ارتكابها من عدمه، وإعداد تقرير عقلي ونفسي عنه استجابة لطلب الدفاع.
واستمعت المحكمة إلى المدير الإداري لمستشفى "أبو العزايم" الخاصة للأمراض النفسية في مدينة العاشر من رمضان حسين عبد الله، الذي أفاد بأن المتهم احتُجز في المستشفى 9 أيام اعتباراً من 3 أغسطس/ آب 2019، قبل أن يخرج من المستشفى بناءً على رغبة والده، حيث كان يُعالج من نوبة ذهانية حادة.
وأضاف أنه لا يستطيع الوقوف على تفاصيل حالة المتهم، لأن الطبيب المُعالج له قبل 3 سنوات توفي في مارس/ آذار الماضي، متابعاً أنه لا يستطيع الجزم بأن حالة المرض لا تزال مستمرة مع المتهم، كما لا يمكنه الجزم بما إذا كان بكامل قواه العقلية أثناء تنفيذ الجريمة من عدمه.
وشهد محيط المحكمة تشديداً أمنياً وإغلاقاً للمحال العامة أثناء انعقاد الجلسة وبعدها، بغرض منع أهل المجني عليها من الاحتجاج، لا سيما مع عدم الاستجابة لمطالبهم بالقصاص من المتهم، وإحالته بدلاً من ذلك إلى مستشفى نفسي لتلقي العلاج.
وكان دفاع المتهم قد طلب من هيئة المحكمة إحضار ملف علاجه في أحد مستشفيات الصحة النفسية بمحافظة الشرقية، الذي كان يُعالج فيه في غضون عام 2019، فيما تنازل الدفاع عن سماع الشهود في القضية، وتنازل كذلك عن عرض مادة فيلمية خاصة بارتكاب الواقعة.
وخلصت النيابة المصرية، في تحقيقاتها، إلى أن المتهم بيت النية وعقد العزم المصمم على إزهاق روح الضحية بعد رفضها وذويها خطبتها له لشذوذ أفكاره، وسوء سلوكه وانقطاعها عن التواصل معه لذلك، إذ توعدها وبعضاً من ذويها بقتلها إذا ما استمر رفضهم، ولتجاهلهم تهديداته وحظرهم تواصله معهم بأي وسيلة، احتال على إحدى صديقاتها حتى علم منها موعد لقائها بها بعقار بالزقازيق، فاختاره ميقاتاً لقتلها.
وأكدت التحقيقات أن المتهم اشترى سكيناً من حانوت بجوار العقار سلاحاً لجريمته، وقبع متربصاً لها بمدخل العقار حتى قدومها، فانهال عليها طعناً بالسكين قاصداً إزهاق روحها حتى أسقطها صريعة، محدثاً بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية، والتي أودت بحياتها.
وأقامت النيابة الدليل من شهادة خمسة عشر شاهداً، وما ثبت بتقارير توقيع الصفة التشريحية، وفحص هواتف المتهم والمجني عليها وصديقتها، وما تبين بها من أدلة رقمية دالة على ارتكاب المتهم الجريمة وإسنادها إليه، فضلاً عن إقرار المتهم تفصيلاً خلال استجوابه في التحقيقات بكافة ملابسات جريمته، واعترافه بها أمام المحكمة المختصة.