إدماج دراسي لأبناء جرحى فلسطينيين وتونسيين عائدين من غزة

15 اغسطس 2024
جرحى من غزة وصلوا إلى تونس للعلاج (فتحي بلعيد/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **إجراءات الإدماج الدراسي:** تعمل السلطات التونسية بالتعاون مع الهلال الأحمر التونسي على تسجيل أبناء الجرحى الفلسطينيين في المدارس التي تعتمد المناهج الإنكليزية والعراقية والليبية لتسهيل اندماجهم التعليمي.

- **توفير السكن الملائم:** تم نقل نحو 130 من الجرحى الفلسطينيين وأسرهم إلى العاصمة التونسية، حيث تم تأجير منازل خاصة بهم في محيط المدارس لضمان سهولة التنقل، مع تجهيز الشقق بالكامل.

- **التنسيق لإدماج طلاب الجامعات:** يعمل الهلال الأحمر التونسي بالتنسيق مع سفارة فلسطين لإعادة إدماج الطلاب الجامعيين في اختصاصاتهم السابقة أو الجديدة، مع خطة متكاملة تشمل السكن والتعليم والتشغيل.

تواصل السلطات التونسية العمل على استكمال إجراءات الإدماج الدراسي لأبناء عدد من الجرحى الفلسطينيين الذين جرى إجلاؤهم لأجل العلاج، والذين خسروا العام الدراسي الماضي بسبب الحرب في غزة، وبدأ الهلال الأحمر التونسي إجراءات تسجيل هؤلاء الطلاب في المدارس التي تعتمد المناهج الإنكليزية لتسهيل اندماجهم، وتجاوز العقبات التي يمكن أن يطرحها تباين أنظمة التعليم بين البلدين.

وأفاد رئيس جمعية الصداقة التونسية الفلسطينية، وليد نحّال، بأن "كل طلاب المرحلتين الابتدائية والثانوية سيعودون إلى مقاعد الدراسة مع انطلاق السنة الدراسية الجديدة في سبتمبر/أيلول المقبل". وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن "الهلال الأحمر التونسي الذي يتولّى إدارة شؤون الجرحى الفلسطينيين، تمكّن من تسجيل الطلاب في المدارس العراقية والليبية الموجودة في تونس، وهي مدارس تعتمد المناهج الإنكليزية في التدريس، وتقترب هذه المناهج من تلك المعتمدة في مدارس ومعاهد غزّة". 
وأكد نحال أنه "جرى نقل نحو 130 من الجرحى الفلسطينيين ومرافقيهم من الأزواج والأبناء إلى العاصمة التونسية، كما جرى تأجير منازل خاصة بهم في محيط المدارس التي سيلتحق بها أبناؤهم لضمان سهولة التنقل". وأشار في سياق متصل إلى أن "الجرحى الفلسطينيين وأسرهم شاركوا في اختيار الشقق المؤجرة التي وضعت على ذمتهم من قبل الهلال الأحمر، كما جرى تجهيزها بالكامل بما يضمن للطلاب العودة إلى مقاعد الدراسة في ظروف ملائمة".
وأضاف: "خلال الفترة الأولى من إقامتهم، تم إيواء عدد من الجرحى الفلسطينيين والأسر التونسية العائدة من غزة في فنادق بمحافظة نابل، قبل أن يتم تأجير مساكن فردية خاصة بهم في عدد أحياء العاصمة تونس. مجموعة أخرى من المصابين وأسرهم يواصلون الإقامة بمدينة نابل لأسباب صحية تتعلق باستكمال عدد منهم مشوار العلاج، أو التأهيل الطبيعي لمن خضعوا لعمليات جراحية، أو تعرضوا لبتر الأطراف ويحتاجون إلى أطراف اصطناعية".
وتابع: "أما طلاب المرحلة الجامعية، فإن الهلال الأحمر التونسي يعمل بالتنسيق مع سفارة دولة فلسطين للحصول على وثائق الطلاب المسجلين في جامعات غزة من أجل إعادة إدماجهم في اختصاصاتهم السابقة، أو السماح لهم بالالتحاق باختصاصات جديدة بحسب اختيارهم. العودة إلى مقاعد الدراسة مهمة لأبناء الجرحى من التلاميذ لدعم استقرارهم النفسي في انتظار رجوعهم إلى بلدهم بعد نهاية الحرب". 

تضامن شعبي واسع مع غزة في تونس (ياسين جايدي/الأناضول)
تضامن شعبي واسع مع غزة في تونس (ياسين قايدي/الأناضول)

وحول إمكانية الإدماج الوظيفي للجرحى المتعافين أو أفراد الأسر التونسية العائدة من غزة، أفاد رئيس جمعية الصداقة التونسية الفلسطينية بأن "الأمر مستبعد في الوقت الراهن، لكن الهلال الأحمر التونسي يأخذ على عاتقه تلبية كامل مصاريف هذه الأسر". 
وكان الالتحاق بالمؤسسات التعليمية مطلباً أساسياً للأسر التونسية التي جرى إجلاؤها من غزة، على الرغم من التباين الكبير في المناهج المعتمدة بين البلدين. وفي وقت سابق تقدمت عدد من الأسر بطلب رسمي للهلال الأحمر التونسي من أجل إيجاد حلول لأبنائهم الطلبة، كما طالبت بتذليل الصعوبات الناجمة عن اختلاف المناهج ولغة التدريس. 
وعبّر طلبة جامعيون جرى إجلاؤهم في تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد"، عن استعدادهم للالتحاق بشعب جديدة لمواصلة المشوار الجامعي بعد أن تعذر عليهم مواصلة دراستهم في جامعات غزة التي دمر قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 80% منها.
ومنذ قدومهم إلى تونس قبل نحو تسعة أشهر، ظل المستقبل التعليمي لأبناء الأسر التي جرى إجلاؤها من غزة هاجساً لهم، بعد أن بددت الحرب المستمرة في القطاع آمال عودتهم إلى فلسطين في المدى القريب أو المتوسط. 

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، وصل إلى مطار تونس قرطاج الدولي 57 فرداً من العائلات التونسية التي كانت مقيمة بقطاع غزة رفقة أزواجهم الفلسطينيين الذين أبدوا رغبتهم في المغادرة المؤقتة إلى حين انتهاء العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، تلتها دفعة ثانية ضمت نحو 120 فرداً من الجرحى ومرافقيهم.
ويأخذ الهلال الأحمر التونسي بعين الاعتبار مسألة الإدماج التعليمي للأسر العائدة من غزة في إطار خطة متكاملة ينفذها على مراحل تشمل السكن والتعليم والتشغيل، وفق ما صرحت به سابقاً المتحدثة باسم المنظمة، بثينة قراقبة، والتي قالت لـ"العربي الجديد"، إن "إجلاء التونسيين من غزة تزامن مع منتصف العام الدراسي في تونس، ما جعل إلحاقهم بالمدارس والجامعات خلال هذا العام الدراسي صعباً".

المساهمون