اتّهمت إسرائيل منظمة الصحة العالمية بـ"التواطؤ" مع حركة حماس، اليوم الخميس، مدّعيةً أنّها تجاهلت أدلة تظهر أنّ الحركة استخدمت مستشفيات في قطاع غزة "لأغراض إرهابية".
وهذه ليست المرّة الأولى التي تعمد دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى اتهامات مشابهة منذ 110 أيام، بل هي تحاول الاستفادة من أيّ مناسبة للتصويب على منظمة الصحة العالمية والتشكيك بها وتبرير استهداف قواتها المستشفيات.
وفي اجتماع للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية في مدينة جنيف السويسرية، زعمت سفيرة إسرائيل ميراف إيلون شاهار بأنّ حركة حماس "موجودة في المستشفيات" و"تستخدمها كدروع".
أضافت شاهار في تدوينة على منصة "إكس"، في خلال بثّها تسجيل فيديو عن مداخلتها أمام منظمة الصحة العالمية، أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي "وجد في كلّ مستشفى فتّشه في غزة أدلة على استخدامه من قبل حماس لأغراض إرهابية".
ومنذ بداية الحرب التي شنّتها القوات الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تعمد إسرائيل إلى اتّهام حركة حماس باستخدام المستشفيات لشنّ هجمات وإقامة أنفاق تحتها وإخفاء أسلحة فيها، الأمر الذي تنفيه الحركة والذي لم تثبت صحّته في خلال أكثر من ثلاثة أشهر.
ولعلّ ما حدث في مجمّع الشفاء الطبي بمدينة غزة شماليّ القطاع خير مثال على أنّ ادّعاءات الاحتلال الإسرائيلي وقواته كانت مجرّد افتراءات لتعطيل المنشأة الطبية الكبرى في قطاع غزة، وذلك في سياق أوسع وهو ضرب المنظومة الطبية ككلّ وشلّها.
وتابعت سفيرة دولة الاحتلال أنّ ما قُدّم "وقائع لا تُدحَض اختارت منظمة الصحة العالمية تجاهلها مرّات عدّة. هذا ليس عدم كفاءة بل هذا تواطؤ". وأكملت أنّ المنظمة "كانت على علم بأنّ رهائن كانوا محتجزين في مستشفيات وأنّ إرهابيين ينشطون فيها".
وزعمت شاهار أنّه "حتى عندما قدّمنا أدلّة ملموسة عمّا يجري تحت الأرض وفوق الأرض والأسلحة والمقار العامة، اختارت منظمة الصحة العالمية إشاحة النظر معرّضة للخطر الأشخاص الذين يُفترض بها حمايتهم".
وحتى الساعة، لم تؤكد منظمة الصحة العالمية اتهامات إسرائيل بإقامة حركة حماس أنفاقاً تحت مستشفيات قطاع غزة واستخدامها كمراكز قيادة.
وكان ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد بيبركورن قد ردّ على سؤال بهذا الخصوص، في 21 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، في خلال مؤتمر صحافي، قائلاً إنّ المنظمة "تعجز عن التحقّق من طريقة استخدام كلّ مستشفى". وأوضح المسؤول الأممي أنّ "دور المنظمة يقوم على المراقبة والتحليل ورفع التقارير"، مشدّداً "نحن لسنا منظمة تحقيق".
تجدر الإشارة إلى أنّ منظمة الصحة العالمية ليست الوكالة الوحيدة للامم المتحدة التي تصوّب إسرائيل عليها، فهي عمدت كذلك إلى اتهام وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بأنّ موظفيها مقاتلون من حركة حماس. ويأتي ذلك في إطار استهداف ممنهج للأمم المتحدة من قبل دولة الاحتلال، فهي لم توفّر حتى أمينها العام أنطونيو غوتيريس.
(فرانس برس، العربي الجديد)