سجّلت بلدة الهرموشية التابعة لناحية الكسرة في الريف الغربي لمحافظة دير الزور شرقي سورية، في الآونة الأخيرة، إصابات بين طلاب المدارس بمرض التهاب السحايا، ما نجم عنه إغلاق مدرستين ابتدائيتين في البلدة بعد التحقق من إصابة 50 طالباً، وفق إحصاءات طبية في البلدة.
والتهاب السحايا هو مرض يصيب الأنسجة المحيطة بالمخ والنخاع الشوكي، وينتج عادة عن عدوى فيروسية أو جرثومة المكورة السحائية، وينتقل عن طريق قطيرات الإفرازات التنفسية أو إفرازات الحلق، وهو مرض فتاك ويتطلب رعاية طبية فورية.
الناشط الإعلامي فواز المرسومي قال لـ"العربي الجديد"، إنّ الأرقام المعلنة من قبل الجهات الطبية العاملة في منطقة الكسرة التي تتبع لها بلدة الهرموشية غير دقيقة، وأعداد الإصابات المسجلة أكبر من العدد المعلن وهو 50 إصابة. مضيفا: "بالنسبة لوضع المدارس حاليا، فقد تم إغلاق مدرستين في الهرموشية اكتشفت الحالات فيهما، ولا توجد تفاصيل دقيقة حول أعداد الإصابات، كما أن الوضع الصحي سيئ بشكل عام، والفحوصات تتم في مشفى الكسرة، وتقدم العلاجات المتاحة هناك للمصابين".
والتهاب السحايا هو مرض معد على عكس ما يُشاع، وتعد المياه الملوثة من بين الأسباب الرئيسية في تسجيل إصابات به ضمن ريف محافظة دير الزور، كون الأهالي سواء في الريف الشرقي أو الريف الغربي للمحافظة يعتمدون على مياه نهر الفرات بالدرجة الأولى، إضافة لمياه الصهاريج، والمياه لا تخضع لتعقيم دقيق من جهة سلطة الأمر الواقع وهي "الإدارة الذاتية" في المنطقة.
الطبيب أحمد حاج إبراهيم اختصاصي الأمراض العصبية، قال لـ"العربي الجديد" إن التهاب السحايا ينقسم إلى عدة أنواع، فهناك الجرثومي والفيروسي وما تسببه أنواع من الفطريات. مضيفا أن "الفيروس ينجم عن التهاب في الأذن والجيوب وعن إصابات الرأس، وفي بعض حالات الجراحات العصبية، أيضا عن طريق إصابات السل، كما أن الأطفال دون الخمس سنوات معرضون لالتهاب السحايا الفيروسي".
وأشار إلى أن المرض ينتشر عن طريق التنفس والعطاس وهو معد ويحتاج إلى رعاية طبية عاجلة، على عكس ما يشاع أنه لا ينتقل من شخص إلى آخر، لافتا إلى أن فترة علاج المرض طويلة وتستمر لمدة 14 يوما، بحقن الدواء الوريدي المخصص، ومن أعراض الإصابة الصداع والحرارة، وعند الشعور بهما تجب مراجعة طبيب الأعصاب.
مصدر طبي في منطقة الكسرة أكد لـ"العربي الجديد" أن الجهات الطبية أرسلت كتابا للجنة الصحة، إضافة لإبلاغها بتفاصيل حول الإصابات، وقال المصدر: "المدارس وجّهناها وبلّغناها بعزل أي طفل لديه اختلاط، كما منعنا الأطفال المصابين من الدوام في المدارس، وبلّغناها أيضا بأن أي طفل لديه ارتفاع في درجات الحرارة يجب أن يراجع الطبيب، وبلغنا لجنة الصحة حتى يتم التعميم على باقي المراكز الصحية في المنطقة، واتخذنا الإجراءات ووضعنا الأهالي في صورة ما يجري، عزلنا المختلطين حتى في باقي المدارس وحتى مرضى الجهاز التنفسي أرسلناهم للعلاج، وننتظر الدعم كون لجنة الصحة في المنطقة يجب أن تتبنى مشروعاً في الخصوص".