أصيب العديد من طلبة جامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس الفلسطينية، بجروح متفاوتة ورضوض من جراء اعتداء عناصر من أمن الجامعة عليهم داخل الحرم الجامعي، الثلاثاء، لفضّ اعتصام سلمي نفذه الحراك الطلابي المستقل بالقوة.
وقال المتحدث باسم الحراك الطلابي المستقل، صهيب حمد، لـ"العربي الجديد"، إن عشرات من أمن الجامعة اعتدوا بالضرب المبرح ورشوا الفلفل الحار على الطلبة والطالبات، وسحبوا واحداً تلو الآخر إلى خارج الجامعة، ما سبّب إصابات بالغة للبعض، موضحاً أن الحراك كان يواصل فعالياته السلمية ضد قرارات الجامعة، وللمطالبة بحق الطلبة في حرية التعبير، وفي حياة جامعية آمنة.
وأضاف حمد: "كنا وسنظل نطالب إدارة الجامعة بتحديد وظيفة أمن الجامعة، وهي الحفاظ على الأمن. لا يوجد طالب يريد أن يدرس في جامعة يعتدي عليه موظفو الأمن فيها. ما يجري يهدد مستقبل الطلبة، خاصة أننا على أبواب التسجيل للفصل الدراسي الجديد".
وأكد شهود عيان لـ"العربي الجديد"، أن مسلحين بلباس مدني أطلقوا الرصاص الكثيف في محيط حرم جامعة النجاح، وهو أيضاً ما وثقه العديد من الطلبة بكاميرات الهواتف المحمولة، وانتشرت كثير من المقاطع المصورة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وطالب مئات الطلبة الفلسطينيين، أمس الاثنين، خلال وقفة أمام حرم جامعة النجاح الوطنية، بحياة جامعية آمنة، وذلك بعد منع أمن الجامعة الحراك الطلابي المستقل من تنظيم وقفة أمام مبنى الإدارة، ما دفعهم للانتقال إلى الساحة الرئيسية.
وتتواصل الجهود لتطويق أزمة جامعة النجاح، إحدى أكبر الجامعات الفلسطينية، على أثر الأحداث التي وقعت داخلها في نهاية الأسبوع الماضي.
وأصدرت إدارة الجامعة، أمس الأول الأحد، قراراً بفصل خمسة من طلبة الكتلة الإسلامية الذراع الطلابية لحركة حماس، وخمسة طلبة آخرين من حركة الشبيبة، الذراع الطلابية لحركة فتح، إضافة إلى فصل خمسة من موظفي أمن الجامعة، وهو ما رفضته الكتلتان.
وجاءت قرارات الفصل على خلفية الاعتداء الذي قام به عناصر من أمن الجامعة وحركة الشبيبة على مشاركين باعتصام نظمته الكتلة الإسلامية، يوم الأربعاء الماضي، للاحتجاج على اعتداء أمن الجامعة في اليوم السابق على ممثل الكتلة.
وأكدت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" في بيان صحافي، مساء الثلاثاء، أنها "تابعت الأحداث المؤسفة التي وقعت أمام وداخل حرم جامعة النجاح الوطنية، وما رافقها من اعتداء عناصر من أمن الجامعة بالضرب ورش الغاز على مجموعة من الطلبة، مما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح مختلفة، وذلك خلال تنظيمهم وقفة سلمية أمام بوابة الجامعة للمطالبة بحقوق طلابية، كما اعتدى أمن الجامعة خلال الأحداث على الدكتور ناصر الدين الشاعر عضو هيئة التدريس في الجامعة، والذي كان يساهم في جهود الوساطة لإنهاء الأزمة".
وقالت الهيئة: "من المؤسف أن تقع هذه الأحداث المدانة بعد انتهاء اجتماع إيجابي لنائب الرئيس للشؤون الأكاديمية مع ممثلين عن الحراك الطلابي أفضى إلى تفاهمات إيجابية لإنهاء الأزمة. كان بإمكان أمن الجامعة التعامل مع التجمع الذي حصل أمام بوابة الجامعة، ومحاولة بعض الطلاب المفصولين الدخول إلى الجامعة بطريقة مختلفة، واستيعاب الوضع من دون الحاجة إلى اللجوء إلى القوة المفرطة، والعنف في مواجهة الطلاب والطالبات".
وأشارت الهيئة إلى أن هذه هي المرة الثانية خلال أسبوع التي يعتدي فيها أمن جامعة النجاح على الطلاب بالضرب، ما يستدعي قيام الجامعة بإجراءات جدية لمراجعة سلوك الأمن، وعنف بعض عناصره، واتخاذ إجراءات حازمة لضمان عدم تكرار ما حدث، وكف تدخل أمن الجامعة المباشر في النشاطات الطلابية، واتباع مرجعية واضحة تتضمن الإشراف الإداري المناسب على عناصره، ومساءلتهم عن أية مخالفات أو سلوك غير مهني يقع منهم.
وحملت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان إدارة الجامعة المسؤولية عن سلوك الأمن واعتداءاته، مطالبة بتشكيل لجنة تحقيق، ونشر النتائج لضمان شفافية الإجراءات، واتخاذ الإجراءات القانونية بحق من يثبت تورطه في الاعتداء على الطلاب، مع تقديم الاعتذار لمن تم الاعتداء عليهم، وضمان حق جميع الطلاب في التعبير والتنظيم والعمل النقابي بحرية.