استمع إلى الملخص
- السلطات ترفع مستوى التحذير وتستعد لرياح قد تصل سرعتها إلى 130 كم/ساعة، وسط ربط العلماء بين تغير المناخ وزيادة عدد العواصف العاتية.
- حادث غرق عبارة يؤدي إلى إصابة 13 شخصًا خلال الإجلاء الجماعي، مع تحشيد الحكومة لـ78 ألف متطوع وتجهيز 4 آلاف ملجأ للأعاصير، بما في ذلك مراكز لإيواء الروهينغا.
ضرب إعصار ريمال العنيف السواحل المنخفضة من بنغلادش، اليوم الأحد، في وقت غادر مليون شخص تقريباً قراهم الساحلية إلى الداخل، بحثاً عن ملاجئ خرسانية من العواصف والأمواج المتلاطمة، وقال مدير هيئة الأرصاد الجوية في بنغلادش، عزيز الرحمن، إنّ "الإعصار العنيف ريمال بدأ في عبور ساحل بنغلادش"، مضيفاً أنّ "العاصفة العنيفة قد تستمر في ضرب الساحل حتى الساعات الأولى من صباح الاثنين على الأقل"، موضحاً "سجّلنا حتى الآن سرعة رياح قصوى تصل إلى 90 كيلومتراً في الساعة، ولكن قد تزداد سرعة الرياح".
وفي وقت سابق اليوم، رفعت السلطات مستوى التحذير من الخطر إلى أعلى درجة، حيث كان من المتوقع أن يضرب الإعصار الساحل الجنوبي وأجزاء من الهند المجاورة، مساء اليوم، مع توقع إدارة الأرصاد الجوية في بنغلادش أمواجاً متلاطمة ورياحاً تصل سرعتها إلى 130 كيلومتراً في الساعة.
إعصار ريمال يثير مخاوف الأهالي
ويقول العلماء إن تغير المناخ يغذي مزيدا من العواصف، حيث أودت الأعاصير بمئات الآلاف من السكان في بنغلادش في العقود الأخيرة. ولكن زاد عدد العواصف العاتية التي تضرب ساحلها المنخفض والمكتظ بالسكان بشكل حاد - من واحدة في السنة إلى ما يصل إلى ثلاث - بفعل تأثير التغير المناخي.
وترتفع معظم المناطق الساحلية في البلاد مترا أو مترين فوق مستوى سطح البحر ويمكن أن تؤدي العواصف الشديدة إلى تدمير القرى، وقال مسؤول الأرصاد الجوية محمد أبو الكلام مالك إن "إعصار ريمال قد يتسبب في عاصفة يصل ارتفاعها إلى 12 قدما (أربعة أمتار) فوق المد الفلكي الطبيعي، وهو ما قد يكون خطيرا". مما حذا بالسلطات لرفع إشارة الخطر إلى أعلى مستوياتها، وتحذير الصيادين من النزول إلى البحر، وأصدرت أمر إخلاء لأولئك الموجودين في المناطق المعرضة للخطر.
وقال الصياد يوسف فقير (35 عاما) من كواكاتا التي تقع في أقصى جنوب بنغلادش، أي مباشرة في المسار المتوقع للعاصفة، "نحن خائفون للغاية". مشيرا إلى إرساله زوجته وأطفاله إلى منزل أحد أقاربهم داخل البلاد بينما بقي هو، مضيفا: "حياتنا اليومية تعطلت"، مستذكرا الدمار الذي خلفته الأعاصير الماضية.
غرق عبارة مكتظة بالركاب
ومع محاولات السكان الفرار قبل وصول إعصار ريمال إلى مناطقهم، أعلنت الشرطة غرق عبارة مكتظة تقل أكثر من 50 راكبا - أي ضعف طاقتها - بعد أن غمرتها المياه الهائجة وأغرقتها بالقرب من ميناء مونغلا الواقع في المسار المتوقع للعاصفة، وأفاد قائد الشرطة المحلية شفيق الرحمن توشار أن "13 شخصا على الأقل أصيبوا ونقلوا إلى المستشفى"، مضيفا أن قوارب أخرى أنقذت الركاب ونقلتهم إلى بر الأمان.
وقال مسؤول إدارة الكوارث في الحكومة كامرول حسن إن "خطتنا هي إجلاء مئات الآلاف من الأشخاص من المنازل غير الآمنة والضعيفة إلى ملاجئ الأعاصير"، مؤكدا حشد السلطات حوالي 78 ألف متطوع لـ "تنبيه سكان المناطق الساحلية وإجلاء الأشخاص المعرضين للخطر"، موضحا إنه تم تجهيز نحو 4 آلاف ملجأ للأعاصير على طول الساحل الطويل للبلاد على خليج البنغال، وتضم مراكز الإيواء المؤلفة من طوابق عديدة مساحات لإيواء الماشية والحيوانات، بالإضافة إلى الحيوانات الأليفة.
وذكر رئيس حكومة ولاية خولنا هلال محمود شريف، أنه تم إجلاء قرابة 20 ألف شخص إلى ملاجئ في المناطق الساحلية الأكثر عرضة للخطر. كما تم إجلاء 15 ألف شخص آخرين ونحو 400 من الحيوانات الأليفة في منطقتي باتواخالي وبولا الساحليتين.
وأعلن نائب مفوض اللاجئين محمد رفيق الحق أنه تم تجهيز 57 مركزا للأعاصير في جزيرة بهاشان تشار التي تأوي 36 ألف لاجىء من الروهينغا قدموا من بورما، وبحسب مسؤولين، تم إغلاق الموانئ البحرية الثلاثة في البلاد والمطار في شيتاغونغ، ثاني أكبر مدينة في البلاد.
ومن المتوقع أن يصل إعصار ريمال الى اليابسة الأحد بين الساعة السادسة مساء وحلول منتصف الليل (1800-1200 بحسب توقيت غرينتش)، وفقا لإدارة الأرصاد الجوية في بنغلادش التي تديرها الدولة، ومن المتوقع أن يضرب الإعصار 220 كيلومترا من جزيرة ساجار الهندية إلى كيبوبارا في بنغلادش.
وفي الهند، أغلق مطار كالكوتا منذ ظهر الأحد حتى صباح الاثنين، بحسب سلطات المطار مع "توقع هبوب رياح شديدة وأمطار غزيرة إلى غزيرة للغاية"، فيما صدرت أوامر بإغلاق الشواطئ القريبة من المنطقة.
(فرانس برس، العربي الجديد)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
