أعلن "مجلس عشائر تدمر والبادية السورية" في بيانٍ له، الإثنين، عن إغلاق نقطته الطبية العاملة في مخيم "الركبان" الواقعة ضمن منطقة الـ 55 شرق محافظة حمص، والتي تقع على الحدود مع العراق والأردن، نتيجة مضايقات عدة تعرّضت لها من قبل فصيل "جيش مغاوير الثورة" التابع للمعارضة السورية، والشريك المحلي لقوات "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة الأميركية لهزيمة تنظيم داعش.
وعبّر المجلس عن "حزنه وأسفه حول إغلاق النقطة"، مُشيراً إلى أنّ سبب إيقاف عملها يأتي في إطار "الحرص على سلامة الكادر الطبي نتيجة المضايقات التي يتعرّضون لها من قبل فصيل مغاوير الثورة".
ولفت بيان المجلس وفق وصفه، إلى أنّ "مليشيا مغاوير الثورة حاصرت خلال الأسابيع الماضية النقطة الطبية عدّة مرات، وأرعبت كلاً من الفريق الطبي والمدنيين الذين يحاولون الوصول إليها"، مشدداً على أنّ "العيادة والمناطق المحيطة بها قد تمّ تسليمها للمليشيا المذكورة تحت الإكراه والتهديد بالقوة".
وأكّد المجلس أنّ "أعضاء الفريق الطبي سوف يستمرّون في دعم النساء اللواتي يلدن حول المخيم"، مضيفاً أنّ "رفاه وسلامة المدنيين في الركبان تظلّ على رأس أولوياتنا، على الرغم من الصعوبات التي نواجهها ونقص الدعم الدولي".
وكان فصيل "مغاوير الثورة" قد حاصر النقطة الطبية التابعة لـ "مجلس عشائر تدمر والبادية السورية" مطلع يناير/ كانون الثاني الماضي، واعتدوا على طفل بالضرب واحتجزوا متدربة داخل النقطة لعدة أيام، حسب ما أكّد رئيس المجلس ماهر العلي، في حديث لـ "العربي الجديد"، مُشيراً حينها إلى أنّ "هدف فصيل مغاوير الثورة من محاصرة النقطة هو الاستيلاء عليها وتحويلها إلى مقرّ عسكري".
ولفت العلي إلى أنّ "المجلس كان يعدّ تجهيزات إضافية لترميم النقطة الطبية، وزيادة المستلزمات الطبية بداخلها لتقديم خدمات أوسع لأهالي منطقة الـ55، بالإضافة لتقديم خدمات طبية إلى قاطني مخيم الركبان الذي يبعد عن النقطة حوالي 12 كم".
وفي حديث لـ "العربي الجديد"، قالت إحدى المتدربات المتطوعات للعمل في النقطة الطبية، والتي رفضت الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، إنّ "هذا الفريق الطبي تأسّس في 5 سبتمبر/ أيلول 2020، بعد تدريبات تلقيناها ضمن نقطة تدمر الطبية بإشراف المرحوم شكري شهاب، الذي توفي داخل المخيم نتيجة أزمة قلبية، وزوجته حسنة المُطلق". وأضافت: "كان لهذه النقطة الطبية سيارة متنقلة تقوم بعدة جولات في مخيم الركبان ومنطقة الـ 55، وكانت تخدم النازحين والمقيمين داخل المنطقة ورعاة الأغنام المقيمين فيها".
وأضافت المتحدثة أنّ "فريق النقطة الطبية شارك أيضاً في نقل الحالات الحرجة بداخل مخيم الركبان إلى النقطة الطبية داخل مقرّ التحالف الدولي في قاعدة التنف العسكرية، وكان التحالف الدولي يستجيب لهذا الحالات، كما أشرف التحالف الدولي أيضاً على عمليات قيصرية أُجريت لنساء مع فريقنا الطبي".
وأشارت المتدربة إلى أنه "تمّ سابقاً الاتفاق مع التحالف الدولي على نقطة تمركز هذه النقطة الطبية، وهذا الاتفاق لم يُرضِ فصيل مغاوير الثورة، كما أنّ الإنجازات التي كنا نقوم بها رغم الإمكانيات الضئيلة مع مجلس العشائر والتحالف الدولي، أثارت غضبهم وبدأوا يحاربوننا على هذا العمل".
وأوضحت المتحدثة أنّ "الفريق مكوّن من ست متدربات، وكان يستجيب لعشرات الحالات الطبية شهرياً من أطفال ونساء ومُسنين، على الرغم من ضعف الإمكانيات وشح الدعم الطبي للمخيم والمنطقة".
بدوره، أشار رئيس "مجلس عشائر تدمر والبادية السورية" ماهر العلي، في حديث لـ "العربي الجديد" إلى أنّ "أكثر من 18 عائلة غادرت مخيم الركبان إلى مناطق سيطرة النظام السوري وقوات سورية الديمقراطية (قسد) خلال الـ 15 يوماً الماضية، نتيجة تردي الأوضاع المعيشية داخل المخيم ونقص الرعاية الطبية، وعدم استجابة المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة لمساعدة قاطني المخيم وتقديم الغذاء والدواء والتعليم، في ظل ظروف مأساوية صعبة يعيشها سكان المخيم".
وتمنى العلي "تحسن الواقع الطبي داخل مخيم الركبان. هذه الصعوبات التي نواجهها مع فصيل مغاوير الثورة مستمرة منذ خمسة أشهر، مع العلم أننا أخبرنا التحالف الدولي بهذه الصعوبات والتجاوزات من قبل الفصيل"، وطالب "المجتمع الدولي بوضع حد لتجاوزات هذا الفصيل لتحسين الوضع داخل المخيم والمنطقة وليس لتدميرها".