إقبال على استخدام الأعشاب كدواء في الأردن منذ جائحة كورونا

10 يناير 2024
تساعد الكثير من الأعشاب على رفع المناعة ومقاومة الأمراض (Getty)
+ الخط -

ما إن يطرق فصل الشتاء الأبواب، حتى تبدأ أم العبد بتحضير وصفات الأعشاب التي ترفع المناعة لمحاربة أمراض هذا الموسم، وخصوصاً أنها تفضل العلاجات الطبيعية، ولا تحبذ تناول الأدوية، وتبقيها الخيار الأخير.

وتقول أم العبد، وهي في الخمسينيات من العمر وأم لخمسة أبناء، طلبت عدم ذكر اسمها بالكامل، إنها اعتادت منذ سنوات التعامل مع محل عطارة قديم قريب من مسكنها بالعاصمة الأردنية عمّان لتجهيز الأعشاب الطبيعية مثل البابونج واليانسون والكركم المجفف وأوراق الجوافة والزنجبيل لاستخدامها في فصل الشتاء.

وتضيف: "ليس فقط في الشتاء نعتمد على الأعشاب. يومياً أتناول أنا والأولاد خلطة أعشاب للقولون كل مساء قبل النوم لأنها تريح الأمعاء بدلاً من تناول الأدوية الطبية".

وترى أم العبد أن جائحة كورونا أثبتت للعالم كله ضرورة التحصن وتقوية المناعة بمواد طبيعية تحديداً بعد الخوف من العلاجات واللقاحات "التي لها أثار جانبية على جسم الإنسان".

أبو كف: هناك وعي أكبر عند الناس بفوائد الأعشاب لتكون بديلا عن العلاجات الطبية وخاصة بعد جائحة كورونا

من جانبها تقول منال ياسين (44 عاماً) إنها تبحث دائماً عن الوصفات الطبيعية على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديداً المجرب منها، والتي حصلت على تعليقات جيدة ومديح من العديد من الناس، مضيفة: "أحرص دائماً على التعامل مع عطار محترف وله خبرة كي يفيدني ويجيبني عن أي سؤال، وإذا كان هناك آثار جانبية متوقعة للأعشاب والزيوت التي أطلبها".

بدورها تقول منال أبو كف (50 عاماً)، وهي صاحبة محل للعطارة جنوبيّ العاصمة عمان، إنها ورثت المهنة من والدها "الذي أحب تلك الصنعة وتعلمها منذ الصغر"، وكان يقرأ ويتعلم الوصفات قبل أن يفتح قبل نحو 20 عاماً محلاً متخصصاً ببيع الأعشاب.

وتضيف أنها الآن هي المسؤولة عن المحل، الذي كتب على بابه عبارة "نستطيع أن نوفر لكم الأعشاب النادرة"، ويساعدها زوجها وأبناؤها في بيع الأعشاب والوصفات للناس.

وتقول: "أصبح هناك وعي أكبر عند الناس بفوائد الأعشاب لتكون بديلاً للعلاجات الطبية، وخصوصاً بعد جائحة كورونا واقتناع الناس بجودة الوصفات الطبيعية بدلاً من اللقاحات"، مؤكدة أن لكل فصل أعشاباً خاصة به تحرص على توفيرها بكميات كبيرة، سواء من تجار جملة محليين، أو من طريق الاستيراد من الخارج.

وتشير إلى أن من الأعشاب النادرة التي يطلبها الزبائن "عين الجرادة" لأمراض الجهاز التنفسي، ونبتة "الأليرزا" لأمراض الكلى، وبذور "الكعيب" لأمراض الكبد.

وتؤكد أبو كف أن العطارة تحتاج إلى خبرة وأنه "لا يجوز وصف أي عشبة فقط لمجرد أن نسمع عنها ونجربها لأن هناك أعشاباً سامة".

من جانبه، يقول محمود مقبل، صاحب محل للعطارة، إنه أحب المهنة وبدأ تعلمها منذ أكثر من 12 عاماً بقراءة الكتب والمجلات والاستماع إلى خبرة كبار السنّ الذين لديهم باع طويل في هذا المجال.

الأعشاب تتفاوت أسعارها حسب ندرتها

ويضيف مقبل أن "الإقبال على الطب البديل مرتفع، لكنه زاد بشكل ملحوظ منذ جائحة كورونا، وخصوصاً مع ظهور وصفات طبيعية لزيادة المناعة ضد الفيروسات"، مؤكداً أن أسعار الأعشاب الطبيعية متفاوتة حسب ندرتها وتوافرها، لكن جميعها تعتبر في متناول جميع الطبقات.

بدوره يقول الدكتور بسام الحجاوي، استشاري الأوبئة، إنه عادة في حالات الأوبئة المستجدة "التي لا يتوافر لها علاج أو لقاحات تحدث شائعات ولغط حول التعامل معها مثلما حدث في جائحة كورونا وتظهر نظرية المؤامرة وتخوف الناس من العلاجات الكيميائية".

ويضيف الحجاوي أنه رغم أن منظمة الصحة العالمية قالت إن الجائحة انتهت، فإنها مستمرة مع وجود المتحورات الجديدة من الفيروس "لذلك عادت الشائعات للظهور والتخوف من اللقاحات".

ولا ينكر الحجاوي أن العديد من الأدوية لها مكونات من الطبيعة أصلاً، ولكن يجري تصنيعها بطرق علمية مدروسة، لكن مع ذلك يرى أن الأطباء لا يمكنهم اعتماد وصفات الطب البديل أو التداوي بالأعشاب، لأنها لم تحصل على موافقة المؤسسة العامة للغذاء والدواء في الأردن.

يقول الحجاوي: "الغريق يتعلق بقشة... فإذا سمع المريض أو قرأ عن وصفة أعشاب ساعدت غيره، يلجأ إليها دون التفكير في العواقب أو الآثار الجانبية، ودون استشارة اختصاصي".

(رويترز)