إليكم كلّ ما نعرفه عن "متلازمة الشخص المتيبس"

لندن

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
17 ديسمبر 2022
سيلين ديون مصابة بمرض نادر.. ماذا تعرف عن متلازمة "الشخص المتيبس"؟
+ الخط -

شكلت تصريحات المغنية العالمية سيلين ديون حول توقفها عن تقديم بعض العروض العالمية بسبب إصابتها بمرض نادر يعرف باسم "متلازمة الشخص المتيبس" Stiff-Person Syndrome محور اهتمام الآلاف حول العالم خلال الفترة الأخيرة، وتساءل كثيرون حول ماهية هذا المرض، وكيفية الإصابة به، وطرق علاجه.
نشرت النجمة الشهيرة مقطع فيديو عبر حسابها في موقع إنستغرام، توضح فيه قرارها بتأجيل جولتها الغنائية لعام 2023، بسبب حالتها الصحية، ما طرح علامات استفهام عديدة حول أسباب إصابتها بهذا المرض، ومدى خطورته على المرضى.
حسب تعريف جامعة ييل الأميركية، فإنّ "متلازمة الشخص المتيبس" نوع من الاضطرابات العصبية التي تسبب تصلباً وتنشجات في الجذع والأطراف، ويعد من الأمراض العصبية النادرة التي تتسبب في التصلب، وبالتالي عدم قدرة الأشخاص على أداء المهام اليومية بشكل طبيعي.
يعرف أخصائي الأمراض العصبية، عبادة العريس "متلازمة الشخص المتيبس" على أنه مرض يصيب الأعصاب والعضلات في الجسم، ويقول لـ "العربي الجديد": "يتسبب هذا المرض في حدوث أوجاع وتشنجات في جميع أطراف الجسم، ويمكن أن تؤدي لاحقاً إلى ما يشبه الشلل في هذه الأطراف ليصبح المصاب غير قادر على تحريكها".
يضيف الطبيب: "لا يوجد سبب واضح حول أسباب الإصابة بهذا المرض، وعادة لا يمكن تشخيص المريض بهذا النوع من الاضطرابات لأن العوارض عادة ما تتشابه مع أمراض مختلفة، ولذا فإن دقة تشخيصه تتطلب أدوات قد لا تكون موجودة إلا في مراكز طبية متخصصة بهذا النوع من الاضطرابات. وتختلف عوارض المرض من شخص إلى آخر، إذ يمكن لمريض أن يصبح غير قادر على المشي، أو حتى القيام بالمهام اليومية الروتينية، فيما أشخاص أخرون يعانون من أوجاع في العضلات فقط".
ووفق بيانات مستشفى جونز هوبكنز، فإن عدد المصابين بهذا المرض حول العالم لا يتعدى بضعة آلاف، إذ يؤثر الاضطراب على شخص أو شخصين من بين كلّ مليون شخص، لكن قد يكون المعدل الحقيقي أعلى من ذلك بكثير لأن الأعراض يمكن أن تعكس العديد من المشكلات الطبية الأخرى، مثل الإصابة بمرض باركنسون، أو الألم العضلي الليفي، أو أمراض مثل القلق والرهاب.

تصيب متلازمة الشخص المتيبس النساء أكثر من الرجال

يُعتقد أن متلازمة الشخص المتيبس لها سمات مرض مناعي ذاتي، وفق المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية الأميركي، ويعد من الأمراض التي لا تتعلق بأسباب خارجية، مثل النظام الغذائي، أو البرامج الرياضية وغيرها.

وتصيب متلازمة الشخص المتيبس النساء أكثر من الرجال، ويبدأ معظم المرضى في الشعور بالأعراض بين سن الثلاثين والستين، وغالباً ما ترتبط المتلازمة بأمراض المناعة الذاتية الأخرى، مثل السكري، وفقر الدم الخبيث، والغدة الدرقية.
وعلى الرغم من أن السبب الدقيق للإصابة بالمرض غير واضح، يقول المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية الأميركي، إن "الأشخاص الذين يعانون منه لديهم مستويات مرتفعة من جسم مضاد يعرف باسم GAD، وهو جسم يعمل ضد إنزيم عصبي مهم في الدماغ".
ونظراً لندرة المرض وغموض أعراضه، غالباً ما يسعى الأشخاص إلى الحصول على رعاية للألم المزمن قبل أن يحصلوا على رعاية عصبية. في المتوسط، يستغرق الأمر نحو 7 سنوات حتى يحصل شخص ما على تشخيص لمتلازمة الشخص المتيبس.
وتظهر الأعراض الأولية للمرض على شكل تصلب عضلات الجذع والذراعين والساقين، وقد تتطور الأعراض مع تطور المرض، فيصبح المريض غير قادر على التحكم بأطراف معينة، كما أنه من المرجح أن يصبح المريض أكثر حساسية للإصابة عند التعرض للضوضاء، أو الإنارة الشديدة، بحسب تقرير لمستشفى جون هوبكنز، إذ يمكنهما أن يكونا بمثابة محفزات للتشنجات العضلية بمرور الوقت، وقد يصاب المصابون بنوع من الشلل يمنعهم من القدرة على الحركة.

ينشأ تصلب العضلات بشكل شائع بعد الإفراط في استخدام عضلات الهيكل العظمي، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يتسبب البقاء في الفراش لفترة طويلة في ضمور العضلات، أو يؤدي نوع جديد من الرياضة إلى تصلب العضلات، أو تيبسها، وتعد هذه العوامل مؤقتة، وهي تسبب ضرراً لخلايا العضلات، لكن في حال المرض المزمن، فإن بقاء العضلات في حالة تيبس يكون مستمراً، وهو ما يؤدي إلى الشعور بالألم المستمر.

لا يوجد علاج محدد لهذا المرض، وهناك عدد قليل من المستشفيات حول العالم التي يمكنها التعامل معه، وتحديداً في الولايات المتحدة، مثل مستشفيات جونز هوبكنز، وكليفلاند، لذلك قد يحتاج المرضى إلى السفر لرؤية أخصائي، والحصول على علاج شخصي.
ويوضح العريس، أن الأطباء يصفون بعض الأدوية للسيطرة على الأعراض والألم، من بينها مرخيات العضلات، والمهدئات، وفي المراحل المتقدمة من المرض، قد يتطلب الأمر إجراء جلسات علاج طبيعي لتفكيك التصلب، كما يمكن أيضاً علاج هذا النوع من الاضطرابات من خلال استهداف الجهاز المناعي عبر الأدوية.
ويقول الطبيب إميل سامي، من مركز متلازمة الشخص المتيبس في مستشفى جونز هوبكنز: "يمكن أن تساعد أدوية الغلوبولين المناعي في تقليل الحساسية لمحفزات الضوء أو الصوت، مما قد يساعد في تجنب التشنجات، ويضيف لشبكة "سي أن أن" الأميركية، أنه يمكن أن تكون مسكنات الألم والأدوية المضادة للقلق ومرخيات العضلات جزءا من العلاج، كما تستخدم أيضًا حقن توكسين البوتولينوم: "إذا تُرك المرض من دون علاج، يمكن أن يتسبب في إضعاف قدرة المريض على أداء متطلبات حياته اليومية".

المساهمون