- في جامعات مثل كولومبيا وجورج واشنطن وجنوب كاليفورنيا، شهدت اعتقالات وإلغاءات للأنشطة الدراسية والتخرج بسبب الاحتجاجات. جامعة هارفارد فرضت قيوداً لمنع الاحتجاجات.
- وزير التعليم الأميركي يؤكد على أهمية احتضان أصوات الطلاب ويحذر من الكراهية. وزارة التعليم تجري تحقيقات بشأن الحقوق المدنية في جامعات عدة رداً على شكاوى تتعلق بمعاداة السامية وكراهية الإسلام.
تتسع دائرة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية من كاليفورنيا إلى كونيتيكت، وفيما تجري إدارات مفاوضات مع متظاهرين، لجأت أخرى إلى الشرطة وسلطات تطبيق القانون لقمع التظاهرات قبل أن تستفحل، خاصة مع تواصل الحراك الطلابي تنديداً بالدعم العسكري الذي تقدّمه الولايات المتحدة لإسرائيل والوضع الإنساني في غزّة.
وبدأت تظاهرات جديدة تجوب جامعات كل من جنوب كاليفورنيا وتكساس، إذ اندلعت مواجهة بين الطلاب وشرطة مكافحة الشغب، وبحسب إحصاءات أولية أوردتها الشرطة ومتظاهرون، فقد نظّمت أكثر من 20 جامعة احتجاجات طلابية لمساندة الفلسطينيين، حتى إنه في بعض المدراس الثانوية انسحب الطلاب من منطقة سياتل من الفصول الدراسية، احتجاجاً على الحرب الإسرائيلية. فيما حذّر مسؤولو المدارس في ولاية نيوجيرسي بشدة طلاب المدارس الثانوية هناك من المشاركة في مسيرة مخطط لها يوم الجمعة.
خلال الأيام الماضية، احتجّ عدد كبير من الطلاب، في عدد من الجامعات الأميركية على سياسات واشنطن اتجاه القضية الفلسطينية، وطالبوا بوقف دعم الحرب، ومناصرة الفلسطينيين. وهذه أبرز خريطة للاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية:
كولومبيا.. أول مخيم مؤيّد للفلسطينيين في الجامعات الأميركية
بدأت مسيرة الاحتجاجات مع جامعة كولومبيا، التي شهدت أول تشكيل لمخيم كبير مؤيّد للفلسطينيين في الحرم الجامعي، وقد اشتعلت الاحتجاجات بعد طلب رئاسة الجامعة الشرطة للطلاب المحتجين. فيما علقت الجامعة الدروس، وفرضت نظام التعليم عن بعد. بحسب البيانات، قُبض على أكثر من 100 متظاهر.
اعتبرت النائبة الديمقراطية إلهان عمر، التي أُلقي القبض على ابنتها في جامعة كولومبيا، لشبكة "بي بي سي" نيوز، أن اتساع رقعة الاحتجاجات ما هو إلا رد فعل على تصرّف السلطات نتيجة الاعتقالات الجماعية.
Where are the #Gaza protests at US universities?https://t.co/Z7ztktL5eQ
— Javier Espinosa (@javierespinosa2) April 26, 2024
من جهته، أثنى المتحدث باسم جامعة كولومبيا، بن تشانغ، على المناقشات مع الطلاب المتظاهرين، مؤكداً استمرارها. وقال إن قادة الجامعة يأملون أن تؤدي المحادثات إلى قيام المتظاهرين بإزالة المعسكر، ولكن بخلاف ذلك، سيتعيّن على الجامعة أن تفكر في خيارات أخرى.
الأعلام الفلسطينية ترفرف في جورج واشنطن
رفرفت الأعلام الفلسطينية في حرم جامعة جورج واشنطن الأميركية، بعد إنشاء حوالي 50 طالباً من الجامعة مخيماً في ساحة الجامعة. وتزايدت الاحتجاجات في أكبر جامعة في العاصمة الأميركية، حيث لوّح المتظاهرون بالأعلام الفلسطينية وقرعوا الطبول ورددوا شعارات عن الحريات العامة، والحرية لفلسطين. بموازاة ذلك، نظمت مجموعة من طلاب وأساتذة جامعة جورج تاون إضراباً عن التدريس.
وعلى الرغم من الحضور القوي للشرطة على أطراف المخيم، بحسب شبكة "بي بي سي"، إلا أنه لم تقع حوادث خطيرة. وبحسب ما جاء في وسائل التواصل الاجتماعي، حاول أحد المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل، وهو يلوح بالعلم الإسرائيلي، السير في وسط الاحتجاج لكن الشرطة اقتادته بعيداً.
توتر في جامعة جنوب كاليفورنيا
في جامعة جنوب كاليفورنيا، ونتيجة للأوضاع الحالية، أعلنت إدارة الجامعة إلغاء حفل تخرج المرحلة الرئيسية. كذلك ألغت بالفعل خطاب حفل التخرج الذي ألقاه الطالب المتفوق المؤيد للفلسطينيين، بحجة مخاوف تتعلق بالسلامة العامة. من جهتها، أعلنت إدارة شرطة لوس أنجليس أن أكثر من 90 شخصاً اعتقلوا بتهمة التعدي على ممتلكات الغير خلال احتجاج في الجامعة.
وحاولت الشرطة إزالة خيام عدة، ما أدى إلى حصول نوع من التشابك والتوتر بين المتظاهرين وعناصر الشرطة، الأمر الذي دفع الأخيرة إلى التراجع.
حملة قمع في جامعة بوسطن
بحسب إذاعة صوت أميركا، أُلقي القبض على أكثر من 108 أشخاص في كلية إيمرسون في بوسطن، في أحدث حملة قمع ضد الموجة المتزايدة من الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الحرم الجامعي في جميع أنحاء الولايات المتحدة والتي اقترح فيها رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، استدعاء الحرس الوطني. وقد لجأ ما يقارب من 80 طالباً ومؤيدين آخرين إلى ساحة أساسية في الحرم الجامعي بوسط مدينة بوسطن. وحذّر مسؤولو الجامعة الطلاب من انتهاك القوانين.
هدوء نسبي بجامعة تكساس في أوستن
على عكس باقي الجامعات، شهد حرم جامعة تكساس هدوءاً نسبياً في الساعات القليلة الماضية بحسب وكالة أسوشييتد برس الأميركية، بعد يوم من التظاهرات الحاشدة، وتدخل الشرطة، والقيام باعتقالات للعديد من الشباب المحتجين. وبحسب شبكة "بي بي سي" البريطانية، فقد اعتُقل 57 شخصاً من حرم الجامعة.
وبحسب بيانات الجامعة، فقد سمح مسؤولو الجامعة بسحب حواجز الحرم الجامعي، حيث كانت هناك مظاهرة أخرى شارك فيها الطلاب وبعض أعضاء هيئة التدريس في الساحة الرئيسية أسفل برج الساعة الشهير بالجامعة. وقال رئيس الجامعة جاي هارتزل: "إنّ 26 من بين 55 شخصاً اعتُقلوا ليس لهم أي علاقة بالجامعة".
جامعة إيموري تواصل الاحتجاجات
وفي أتلانتا؛ المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في ولاية جورجيا الأميركية، تبدو الاحتجاجات أعلى وتيرة من غيرها، خاصة أن العديد من الشباب بدأوا بنصب خيم بالقرب من مبنى جامعة إيموري، بحسب ما ذكر بيان للجامعة. واعتبر بعض الإداريين أن مجموعة من المتسللين انضموا إلى الجامعة، لزيادة حدة الاحتجاجات. ووفق البيانات، فقد قامت الشرطة باعتقال العشرات، لكن لم يُحدّد العدد بشكل دقيق. وبحسب وسائل التواصل الاجتماعي، فقد اعتُقلت نويل مكافي، رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري، بسبب دعمها الاحتجاجات.
جامعة ولاية كاليفورنيا للفنون التطبيقية: "لسنا خائفين منكم"
وفي جامعة ولاية كاليفورنيا للفنون التطبيقية، اقتحم عدد من الضباط وأفراد الشرطة حرم الجامعة، حيث ردد الطلاب المتظاهرون هتافات على غرار "لسنا خائفين منكم". وأغلق مسؤولو الجامعة الحرم الجامعي حتى نهاية هذا الأسبوع، فيما أعلن العديد من الكليات توفير فرص للتعليم عن بعد. وبحسب مزاعم الجامعة، فإن المتظاهرين استمروا في احتلال مبنيين بالحرم الجامعي، الأمر الذي دفعهم لوضع خطط للطوارئ، بما في ذلك إمكانية إغلاق حرم الجامعي الأسبوع المقبل، فيما التقى أعضاء هيئة التدريس مع المتظاهرين، في محاولة للتفاوض على حل.
جامعة هارفارد تفرض قيوداً على الطلاب
في محاولة للبقاء في صدارة الاحتجاجات، أغلقت جامعة هارفارد في كامبريدج، ماساتشوستس، معظم البوابات في ساحة هارفارد الشهيرة قبل بدء الدراسة بداية الأسبوع. وفرضت قيوداً عديدة على الطلاب لمنعهم من الدخول إلى الساحات العامة. كذلك نشرت الجامعة لافتات تحذّر من إقامة خيام أو طاولات في الحرم الجامعي دون إذن. هذه الجهود لم تمنع المتظاهرين من إقامة مخيم يضم 14 خيمة، والذي جاء بعد احتجاج على تعليق الجامعة عضوية لجنة "التضامن مع فلسطين" لطلاب جامعة هارفارد.
من جهته، أكد وزير التعليم الأميركي ميغيل كاردونا أن القدرة على احتضان أصوات الطلاب ووجهات نظرهم المختلفة كانت السمة المميزة، لكنه حذّر من أن السلطات لن تتسامح مع الكراهية أو التمييز أو التهديد بالعنف، وفقاً لما نقلت عنه "أسوشييتد برس".
ومنذ أن بدأت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أطلقت وزارة التعليم الأميركية تحقيقات بشأن الحقوق المدنية في عشرات الجامعات والمدارس، ردّاً على شكاوى تتعلّق بمعاداة السامية أو كراهية الإسلام. من بين الكليات الخاضعة للتحقيق العديد من الكليات التي تواجه احتجاجات، بما في ذلك جامعتا هارفارد وكولومبيا.